مايو 20, 2025
تقرير جديد للمركز يحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تدهور الأوضاع الصحية لمرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة ووفاة 41% منهم
مشاركة
تقرير جديد للمركز يحمّل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تدهور الأوضاع الصحية لمرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة ووفاة 41% منهم

أظهر تقرير جديد أصدره المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء الموافق 20 مايو 2025، أن القوات الإسرائيلية ارتكبت خلال هجومها على قطاع غزة الذي بدأته في أكتوبر 2023، أفعالًا ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، أدّت إلى وفاة 472 مريضًا من أصل 1200 مريض فشل كلوي بواقع 41% من المرضى، كذلك أقدمت على تدمير 78 جهاز غسيل كلوي من أصل 140 جهازًا، ما حرم المرضى الخدمات العلاجية المنقذ لحياتهم.

وأكد التقرير الذي حمل عنوان “مرضى الفشل الكلوي بلا رعاية صحية” أن الحصار العسكري على المستشفيات واقتحامها، وقتل واعتقال الطواقم الطبية والمرضى، وتدمير الأجهزة والمعدات الطبية، ومنع توريد الوقود لتشغيل المستشفيات، تمثل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، وترتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية. كما ربط التقرير بين هذه الأفعال وبين ما حظرته الفقرتان (ب) و(ج) من المادة الثانية في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، والتي تحظر إلحاق أذى جسدي أو نفسي خطير بأفراد جماعة ما، أو إخضاعهم عمدًا لظروف معيشية يُراد بها تدميرهم المادي كليًا أو جزئيًا.

وأوضح المركز في تقريره أن ستة من أصل سبعة مراكز متخصصة بتقديم خدمات غسيل الكلى في غزة تعرضت لدمار واسع النطاق أو خرجت عن الخدمة بشكل كامل، بينها أربعة مراكز في محافظتي غزة والشمال، ومركزان في محافظات الوسطى والجنوب.  وأشار التقرير إلى أن 62 جهاز غسيل كلوي ما تزال تعمل بكفاءة منخفضة، بعد تدمير 78 جهازًا، ما أدى إلى تقليص معدلات الخدمة المقدّمة للمرضى إلى النصف، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية.

وبحسب التقرير، فقد تركز العدد الأكبر من وفيات مرضى الفشل الكلوي في محافظتي غزة والشمال نتيجة اقتحام وتدمير مراكز الغسيل وحرمان المرضى من الوصول إلى جلساتهم بانتظام، ما فاقم تدهور حالتهم الصحية وأدى إلى وفاتهم. كما وثّق التقرير معاناة المرضى الذين اضطروا للنزوح إلى وسط وجنوب القطاع بحثًا عن خدمات الرعاية الصحية، متناولاً شهادات قاسية لذوي مرضى توفوا بعد تقليص ساعات الغسيل من 12 إلى 4 ساعات أسبوعيًا.  كذلك استعرض معاناة مرضى ما زالوا يكافحون للحصول على جلسة غسيل واحدة أسبوعيًا في ظروف كارثية.

وذكر التقرير أن هناك حالياً نحو 728 مريضًا يترددون على خدمات الغسيل الكلوي، موزعين على 4 مراكز أُعيد تشغيلها رغم الأضرار الجسيمة، هي: مستشفى الشفاء بغزة (280 مريضًا)، مستشفى الزوايدة الميداني (50 مريضًا)، مجمع ناصر الطبي بخان يونس (260 مريضًا)، ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (138 مريضًا).

وحمّل المركز في تقريره القوات الإسرائيلية المحتلة المسؤولية الكاملة عن تدهور الحالة الصحية لمرضى الفشل الكلوي ووفاة المئات منهم بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، والتي تفرض عليها اتفاقيات جنيف التزامات قانونية واضحة في توفير الرعاية الصحية للسكان المدنيين. كما وضع التقرير هذه الانتهاكات ضمن نمط أوسع من الجرائم المرتكبة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي دعا خلالها قادة الاحتلال إلى “إبادة سكان قطاع غزة”.

وقد دعا التقرير في توصياته المجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، والسماح بتدفق الأدوية والمستهلكات الطبية وأجهزة غسيل الكلى إلى قطاع غزة، والعمل على توفير بدائل فاعلة تضمن استمرار تقديم الخدمة لمرضى الفشل الكلوي، بما في ذلك السماح لهم بالسفر لتلقي العلاج خارج القطاع.

1 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *