يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ هجمات واسعة ودامية على قطاع غزة، بما في ذلك قصف منازل على رؤوس سكانيها، وتنفيذ جرائم قتل جماعي بما فيها إبادة أسر بكاملها، وفصل وسط القطاع عن مدينة غزة من شارع صلاح الدين، وإصدار المزيد من أوامر تهجير، في أضرار على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
ويأتي استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية المكثف لليوم الثالث على التوالي، في وقت تشتد فيه تداعيات الحصار وسياسات التجويع، والوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة، وهو ما يضعهم بين خيارات قاسية إما الموت بالقصف أو الجوع وعدم توفر العلاج المناسب.
ووفق المعلومات التي جمعها باحثونا، فقد تركزت الغارات على قصف منازل وخيام في أنحاء قطاع غزة، على رؤوس سكانيها والنازحين فيها، وقتلهم جماعيا تحت أنقاضها، وقصف تجمعات بما فيها أحد بيوت العزاء، وكذلك قصف مراكز إيواء، ويتضح أن غالبية القتلى هم من المدنيين بما في ذلك النساء والأطفال.
وضمن أبزر الجرائم التي تمكن باحثونا من رصدها وتوثيقها، ما يلي:
الخميس 20 مارس 2025
أعلنت قوات الاحتلال عند حوالي الساعة 12:44 أنها بدأت في الساعات الماضية هجومًا بريًّا على محور الساحل في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة1.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 10:20 منزلًا لعائلة البطراوي في عبسان الكبيرة شرق خان يونس ما أدى إلى مقتل 5 مواطنين، هم زوجان وثلاثة من أبنائهما.
هاجم الطيران الحربي الاسرائيلي عند حوالي الساعة 03:30، منزلا لعائلة أبو نصر في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 11 مواطنًا، بينهم 5 أطفال و3 نساء، وإصابة وفقدان آخرين تحت الأنقاض.
هاجم الطيران الحربي الاسرائيلي عند حوالي الساعة 04:15، منزلا لعائلة أبو حليمة شمال حي العطاطرة في بيت لاهيا شمال غزة، ما أدى إلى مقتل 18 مواطنًا، منهم ٩ أطفال، اثنان منهم رضيعان، و5 نساء، وإصابة وفقدان آخرين تحت الأنقاض.
قصفت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 03:10 منزلا لعائلة جبر في حي الزهور في مدينة رفح فوق رؤوس ساكنيه. أسفر القصف عن مقتل 6 من العائلة بينهم امرأتان وطفلة.
هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 3:00 منزلًا لعائلة أبو ديب في بني سهيلا شرق خان يونس، ما أدى إلى مقتل المواطن سليمان أحمد أبو ديب، 58 عاما، وابنتيه مريم، 14 عاما، ومريم 22 عاما.
هاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 02:50، منزل سعيد العمور، في بلدة الفخاري، جنوب شرقي خانيونس، ما أدى إلى مقتل أربعة من سكانه، هم زوجته المسنة وابنتهما، وزوجة ابنه، وطفل ابن شقيقه، فيما أصيب هو بجروح متوسطة، إلى جانب مواطنين من جيران المنزل.
كما قصفت طائرات الاحتلال في وقت متزامن تقريبًا، منزل هاني أبو دقة في بلدة الفخاري ما أدى لمقتل 12 من سكانه، بيهم 7 أطفال وامرأتان.
هاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 02:40 منزلا لعائلة المجايدة جنوب خانيونس، على رؤوس سكانه، ما أدى إلى إبادة أسرة كاملة، هم الزوجان و5 من أطفالهما، وهم: عبد الرحمن نبيل المجايدة، 44 عاما وزوجته آية يوسف عبد المجايدة، 36 عاما، وأطفالهما: ياسمين، 17 عامًا، ويوسف، 16 عامًا، ونبيل، 14عاما، وجنان، 12 عاما، وتيا، 8 أشهر.
الأربعاء 19 مارس 2025
قصفت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 00:00، خيمة تؤوي نازحين في محيط أصداء، غرب خانيونس، ما أدى إلى مقتل المواطنة رشا نضال ابراهيم ابو هندي، 27 عاما، وطفلها أمير سراج ابراهيم الحميدي، 18 شهرًا، وإصابة 3 آخرين بجراح.
قصفت طائرة إسرائيلية مسيرة، عند حوالي الساعة 14:40 مساءً، مركبة مدنية من نوع سكودا زرقاء اللون (ملحق فيها عربة) لنقل الركاب، أثناء سيرها مقابل مول الياسمين في حي مصبح شمال مدينة رفح. أسفر القصف عن مقتل 7 من السكان بينهم محاميان، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
هاجم الطيران الحربي الاسرائيلي عند حوالي الساعة 16:30، منزلا لعائلة الكفارنة شرق بين حانون، شمال غزة، ما أدى إلى مقتل 4 مواطنين، بينهم امرأة و3 أشقاء منهم امرأة وطفلة، وإصابة وفقدان آخرين تحت الأنقاض. والقتلى هم هن: نبال فرج عبد الهادي الكفارنة، 26 عامًا، والأشقاء: أيمن، 25 عامًا، وإيمان، 28 عاما، وجوان، عامان، جلال محمود الكفارنة.
قصفت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 16:50 خيام النازحين شمال غربي مواصي خان يونس، ما أدى إلى مقتل 4 مواطنين، منهم امرأتان وطفل.
هاجمت قوات الاحتلال عند حوالي الساعة 17:15 مساء الأربعاء 19 مارس 2025، بيت عزاء لعائلة مبارك دوار السلاطين ببلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما ادى لمقتل 11 مواطنًا ينهم 3 أطفال، وإصابة 33 آخرين منهم 3 أطفال.
وخلال ساعات اليوم نفسه، بدأت قوات الاحتلال هجومًا بريًّا وسط قطاع غزة وجنوبها، وأعادت تمركزها على طريق صلاح الدين لتفصل مدينة غزة عن المحافظة الوسطى من منطقة محور نتساريم. وأعلنت تلك القوات أنها تهدف إلى توسيع منطقة التأمين وخلق منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه.2
كما ألقت طائرات الاحتلال منشورات تطالب سكان بلدتي خزاعة وعبسان الكبيرة، شرقي خانيونس، ومدينة بيت حانون، شمال غزة، بإخلاء منازلهم والنزوح إلى مدينتي خانيونس وغزة.
الثلاثاء 18 مارس 2025
نفذت طائرات الاحتلال منذ الساعة 13:00 وحتى منتصف الليل، عدة غارات على أحياء متفرقة في مدينة غزة، بالإضافة إلى القصف المدفعي. أسفر ذلك عن مقتل 26 مواطنًا، بينهم 5 أطفال و3 نساء، وإصابة 23 آخرين نقلوا إلى مجمع الشفاء الطبي، ومستشفى المعمداني في غزة.
ومنذ استئناف قوات الاحتلال هجومها العسكري الواسع على قطاع غزة، فجر الثلاثاء الماضي، ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم، إلى أكثر من 590 مواطنًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وإصابة مئات آخرين، فيما لا يزال العشرات من القتلى تحت الأنقاض يتعذر انتشالهم لعدم توفر معدات مناسبة لدى طواقم الدفاع المدني.
يحذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأن عودة إسرائيل لارتكاب جرائم القتل الواسعة مع الإمعان في جريمة التجويع، والحرمان من العلاج، ينذر بسقوط آلاف الضحايا، سواء نتيجة القصف المباشر، أو تداعيات الحصار، ومن شأنه أن يفاقم الوضع المأساوي الكارثي في القطاع الذي لم يشهد أي تحسن طوال الأشهر الماضية.
ويدعو المركز المجتمع الدولي، إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف الإبادة الجماعية المستمرة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم. كما يطالب الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بضرورة الوفاء بالتزاماتها القانونية واتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين الفلسطينيين من الإبادة الجماعية والقتل الجماعي.