المرجع: 108/2021
التاريخ: 6 أغسطس 2021
التوقيت: 09:30 بتوقيت جرينتش
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، مدنيًّا فلسطينيًّا وأصابت صحفي وطفل، خلال قمع تظاهرة سلمية مناهضة للاستيطان في بلدة بيتا، جنوب شرقي مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية. ووفق تحقيقات المركز، فإن القتيل كان يتواجد أسفل شجرة زيتون على بعد 150 مترًا عن مسرح المواجهات، ولم يكن منخرطًا في المواجهات التي لم تشهد أي حدث يشكل خطرًا أو تهديدًا على حياة تلك القوات، وبالتالي لم يكن هناك أي مبرر لمقتله. وتعكس هذه الجريمة التساهل غير المبرر في تعليمات إطلاق النار والاستهتار بأرواح المدنيين الفلسطينيين
ووفقاً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 1:30 مساء يوم الجمعة الموافق 6/8/2021، انطلقت مسيرة سلمية من وسط بلدة بيتا، جنوب شرقي مدينة نابلس، تجاه منطقة جبل صبيح، جنوب البلدة المذكورة، التي أقام فيها الاحتلال قبل ثلاثة أشهر البؤرة الاستيطانية (افتار). رفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، وهتفوا ضد الاحتلال ومستوطنيه، ولدى وصولهم فوجئوا بجنود الاحتلال يأخذون مواقع لهم في محيط الجبل. أطلق الجنود النار عشوائيًّا تجاه المسيرة، واندلعت مواجهات عنيفة، ألقى خلالها بعض المشاركين بالمسيرة الحجارة تجاه أماكن تمركز الجنود، الذين واصلوا إطلاق الأعيرة النارية والمعدنية، وقنابل الصوت والغاز تجاه المتظاهرين. استمرت المواجهات حتى قرابة الساعة 3:17 مساء اليوم نفسه. أسفر ذلك عن مقتل مدني فلسطيني وإصابة صحفي وطفل، بأعيرة نارية في الأطراف السفلية، نقلوا جميعا إلى مستشفى رفيديا الحكومي للعلاج. تبين لاحقاً أن القتيل يدعى عماد علي محمود دويكات، 37عاماً، من سكان البلدة المذكورة، وأصيب بعيار ناري في الصدر، ولفظ أنفاسه الأخيرة في طوارئ المستشفى. كما أصيب العديد من المواطنين بحالات اختناق.
وأفاد المواطن: كفاح عناد عبد بني شمسه للمركز بما يلي:
” أديت صلاة الجمعة الموافق 6/8/2021 مع بعض المواطنين في متنزه بيتا القريب من منطقة الهوتة وجبل صبيح جنوب بلدتنا بيتا، جنوب شرقي مدينة نابلس، وفي أعقاب انتهاء الصلاة قرابة الساعة 1:30 بعد الظهر، بدأ عدد من المواطنين ممن أدوا الصلاة في مساجد البلدة بالتوافد إلى المنطقة أسفل جبل صبيح، للتظاهر ضد البؤرة الاستيطانية “أفتار”. قمت أنا مع مجموعة من أبناء البلدة بتوزيع الطعام والشراب على المشاركين في المسيرة التي تحولت إلى مواجهات مع قوات الاحتلال أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز والأعيرة النارية والمعدنية تجاه المواطنين. وفي حوالي الساعة 3:10 مساءً، انسحبت من منطقة المواجهات وتوجهت نحو منطقة توقف سيارات الإسعاف وعلى بعد أربعة أمتار منها، شاهدت المواطن عماد علي محمود دويكات ،37عاماً، الذي تربطني به علاقة صداقة يقف أسفل شجرة زيتون تبعد حوالي 150 مترًا عن منطقة المواجهات. توجهت إليه ووقفت بجانبه وتداولت معه أطراف الحديث من خمس إلى سبع دقائق وكانت وجوهنا تجاه المتظاهرين وجنود الاحتلال، فجأة شاهدت عماد يسقط بجانبي على جانبه الأيمن وانقلب على بطنه وشاهدت الدماء تخرج من فمه، فأيقنت أنه أصيب. قلبته على ظهره ووضعت يدي على مكان الجرح في صدره لإيقاف النزيف، علمًا أنني لم أسمع صوت إطلاق النار حينها. بعد ذلك تقدم ضباط الإسعاف ووضعوه على نقالة وأدخلوه إلى سيارة الإسعاف ونقلوه إلى المستشفى الميداني في البلدة، ومن هناك نقل إلى مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس، وبعد مرور دقائق علمت أن عماد استشهد، فتوجهت مع الأهالي إلى مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس وألقيت عليه نظرة الوداع الأخيرة”.
ويتضح من تحقيقات المركز، أن قوات الاحتلال تستخدم القوة المفرطة والقنص بهدف القتل العمد دون أي مبرر حيث قتلت 6 مدنيين منهم طفلان، خلال قمع تظاهرات بلدة بيتا المناهضة للاستيطان، في غضون عدة أسابيع، بما يدلل على أن الأمر يتم بشكل منهجي وبقرار سياسي، ويتكرر باستمرار، ولا علاقة لها بضرورة أمنية أو تهديد جدي.
وتشكل سلسلة جرائم القتل التي تقترفها قوات الاحتلال جرائم حرب، المتورط بها المستوي السياسي والأمني والعسكري الإسرائيلي وليس الجندي مطلق النار فقط.
ويكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، وضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.