المرجع: 49/2022

التاريخ: 27 إبريل 2022

التوقيت: 10:00 بتوقيت جرينتش

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم وأمس، مواطنَين فلسطينيين، وأصابت ستة آخرين، بينهم طفلان، في حادثين منفصلين خلال عمليتي توغل في مدينتي جنين وأريحا في الضفة الغربية.

وعكست عمليتا القتل تساهل قوات الاحتلال في تعليمات إطلاق النار ضد الفلسطينيين، دون وجود خطر أو تهديد جدي على حياة الجنود، مع غطاء من أعلى مستوى سياسي في إسرائيل لجرائم قتل الفلسطينيين.

ووفق تحقيقات المركز حول مقتل مواطن في جنين، ففي حوالي الساعة 5:30 صباح اليوم الأربعاء الموافق 27/4/202، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها، وداهمت عدة منازل واعتقلت مواطنين.  لحظة توغلها، تجمع عدد من المواطنين ورشقوا بالحجارة والزجاجات الفارغة آليات الاحتلال المتوغلة في المخيم.  وعلى الفور، أطلقت تلك القوات أعيرة نارية ومعدنية وقنابل صوت وغاز تجاه المتظاهرين. أسفر ذلك عن مقتل مواطن وإصابة ثلاثة آخرين، أحدهم طفل، بجروح. والقتيل هو المواطن أحمد محمد فتحي مساد، 21 عاماً من سكان بلدة برقين، غربي المدينة، وأصيب بعيار ناري في الرأس، أثناء انسحاب تلك القوات قرابة الساعة 7:00 صباحاً، بينما كان متواجدا على تلة مطلة على شارع جنين حيفا، غربي المدينة.

ووفق تحقيقات المركز حول مقتل مواطن في أريحا، ففي حوالي الساعة 1:15 فجر يوم الثلاثاء الموافق 26/4/2022، تسللت قوة من الوحدات الخاصة الإسرائيلية التي يتشبه أفرادها بالمدنيين الفلسطينيين (المستعربين) إلى مخيم عقبة جبر، جنوب أريحا. استخدمت القوة في عملية التسلل شاحنة من نوع مرسيدس بيضاء اللون وتمركزت في شارع الجامع، وداهمت القوة مشغلاً للحجر لعائلة أبو موسى العجوري، واعتقل أفرادها مواطنين اثنين من داخل المحجر وهما المواطن محمد موسى العجوري، 50 عاماً، ونجله موسى، 26 عاماً.  في تلك الإثناء، كانت قوات كبيرة من الاحتلال تتوغل وسط المخيم، فتجمهر عدد من الشبان والفتية، ورشقوا القوة المقتحمة بالحجارة والزجاجات الفارغة، في حين أطلق جنود الاحتلال الأعيرة النارية والمعدنية، وقنابل الصوت والغاز عشوائياً، واندلعت مواجهات عنيفة.  أسفر ذلك عن إصابة أربعة مواطنين، أحدهم طفل.  ووصفت حالة أحد المصابين بأنها خطيرة، وهو المواطن أحمد ابراهيم عويدات، 20 عاماً سكان مخيم عين السلطان المتاخم لمخيم عقبة جبر المذكور، وأصيب بعيار ناري في الرأس، نقل على إثرها إلى قسم الطوارئ في مستشفى أريحا الحكومي، وحول إلى المستشفى الاستشاري العربي في ضاحية الريحان في رام الله، وخضع لعملية جراحية بالرأس استمرت 4 ساعات.  وفي حوالي الساعة 9:00 صباح نفس اليوم، أعلنت المصادر الطبية وفاته نتيجة إصابته البالغة بعيار ناري اخترق الدماغ وفتت أجزاءً منه.

ومنذ بداية العام، أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال عن مقتل 41 مواطناً، بينهم 32 مدنيّاً، منهم 8 أطفال و3 نساء، والبقية ناشطون، منهم 3 قضوا في عملية اغتيال، وإصابة مئات آخرين منهم نساء وأطفال في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل بشكل جدي في الوضع الفلسطيني، أسوة بتحركه الفوري في أوكرانيا.  ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.