المرجع: 122/2019
التاريخ: 02 نوفمبر 2019
التوقيت: 11:30 بتوقيت جرينتش
قتل مدني فلسطيني وأصيب آخر، فجر اليوم السبت الموافق 2/11/2019، في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً يستخدم كاستراحة جنوب غربي خانيونس، ضمن سلسلة غارات على أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساحة 1:37 فجر اليوم المذكور أعلاه، أطلقت طائرة مسيرة للاحتلال الإسرائيلي صاروخًا قرب منزل ريفي صغير، على مساحة 80 م2، ويستخدم كمصيف ضمن قطعة أرض مساحتها دونم، في منطقة محاطة بالأراضي الزراعية في المواصي، جنوب غربي خانيونس، ويملكه المواطن محمود حمزة الفرا، ويقوم على رعايته جيرانه من عائلة عابدين. وبعد عدة دقائق أطلقت طائرة حربية إسرائيلية صاروخًا تجاه المنزل، ما أدى لتدميره بالكامل وإحداث حفرة عميقة في المكان. تسبب ذلك بمقتل المواطن أحمد محمد عبد الله الشحري، 27 عامًا، حيث انتشل من تحت الركام والرمال، وإصابة المواطن خميس أيمن خميس عابدين، 24 عاما بجروح ورضوض في رأسه وظهره ويديه، وكانا يبيتان داخل المنزل. وأفاد الجريح عابدين لباحث المركز، أنه كان وصديقه أحمد الشحري يبيتان داخل المنزل الذي يستخدم كمصيف، ويقوم هو وأفراد عائلته برعايته، عندما استيقظا على صوت انفجار، وبعد لحظات حدث انفجار أكبر، ولم ينتبه بعدها على نفسه إلا في مستشفى ناصر، حيث تبين له أنه أصيب بجروح مختلفة، وعلم أن صديقه توفي. علمًا أنه لا يوجد أي مواقع للمقاومة في المنطقة المستهدفة.
وجاءت هذه الغارة ضمن سلسلة غارات نفذتها فجر اليوم الطائرات الإسرائيلية استهدفت 12 موقعا للمقاومة وأراضي زراعية في أجراء متفرقة من قطاع غزة.
ولاحقا، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي في بيان له: إن طائرات جيش الدفاع الحربية أغارت على مجموعة واسعة من الأهداف المختلفة، من بينها موقع عسكري تابع للقوة البحرية لمنظمة حماس، وموقع عسكري تابع لمنظومة الدفاع الجوي للمنظمة، وموقع آخر يحتوي على جهاز محاكاة لإطلاق نار مضادة للصواريخ بالإضافة الى مواقع تدريبات، ومجمع لإنتاج الوسائل القتالية، وموقع عسكري يُستخدم كمخزن للأسلحة والشبكات التحت أرضية التابعة لمنظمة حماس، شمال، ووسط، وجنوب قطاع غزة.
وبخلاف ادعاءات الاحتلال، فإن المعطيات الأولية التي جمعها الباحث ومشاهدته للمنزل والأرض التي استهدفها القصف في خانيونس، تظهر أنه مكان مدني، وأن الضحيتين القتيل والجريح مدنيان.
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة هذه الجريمة التي تقدم دليلاً آخر على استمرار الاحتلال في استخدام القوة المدمرة دون تمييز، وأن الضحايا المدنيين يدفعون ثمن الاعتداءات الإسرائيلية.
وأمام استمرار التهديدات الإسرائيلية، يحذر المركز أن المدنيين هم الذين يدفعون الثمن، وينبه أنه القصف المتلاحق بين الحين والآخر يحول أكثر من مليوني فلسطيني رهائن للعدوان والخوف والقلق، فضلا عن الاستهداف المباشر.
ويدعو المركز مجدداً المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.