المرجع: 20/2013
التاريخ: 24 فبراير 2013
التوقيت: 10:00 بتوقيت جرينتش
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تصاعد الاعتداءات التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون ضد قرية قصرة، جنوب شرقي مدينة نابلس، والتي كان آخرها الهجوم المشترك الذي نفذته تلك القوات ومستوطنوها أمس السبت الموافق 23/2/2013، وأسفر عن إصابة ثمانية مدنيين فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال. جاءت هذه الجريمة بعد أيام قليلة من إضرام النار وتحطيم زجاج ست سيارات في القرية المذكورة، وقيام قوات الاحتلال بتجريف جزء من شبكة الكهرباء فيها، واقتلاع ستة وثلاثين عموداً من الجزء الواصل للمناطق المستهدَفة بالاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين. ويرى المركز أن تستر قوات الاحتلال على جرائم المستوطنين، بل ومساندتهم وتوفير الحماية الدائمة لهم، وعدم إخضاعهم للقانون، يشكل عوامل تشجيع لهم على مواصلة اقتراف جرائمهم المنظمة ضد المدنيين الفلسطينيين.
واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 12:00 ظهر يوم السبت الموافق 23/2/2013، هاجمت مجموعة من المستوطنين، قُدِّر عددها بخمسة وعشرين مستوطناً، وكان بعضهم مسلحاً بأسلحة رشاشة، انطلاقاً من مستوطنة “يش كودش”؛ جنوب شرقي قرية قصرة، جنوب شرقي محافظة نابلس، منزل عائلة المواطن عبد المجيد توفيق سلامة، في منطقة الوعار، جنوب شرقي القرية المذكورة. تجمهر عدد من المواطنين في المنطقة، وهرع عدد آخر إليها بعد سماعهم مكبرات الصوت في مساجد القرية وهي تناشد أهالي البلدة للتوجه إلى المنزل المذكور لحمايته من المستوطنين الذين كانوا تحت حماية جنود الاحتلال. رشق المواطنون الحجارة تجاه قوات الاحتلال والمستوطنين، وعلى الفور رد جنود الاحتلال بإطلاق الأعيرة النارية والأعيرة المعدنية المغلفة بطبقة رقيقة من المطاط وقنابل الغاز تجاههم، فيما شارك المستوطنون بإطلاق النار أيضاً. أسفر ذلك عن إصابة ثمانية مواطنين، من بينهم ثلاثة أطفال، أصيب أحدهم بعيار ناري في البطن. نقل المصاب بواسطة سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مستشفى رفيديا الجراحي في مدينة نابلس لتلقي العلاج، ووصفت المصادر الطبية في المستشفى المذكورة إصابته بالحرجة، وهو المواطن حلمي عبد العزيز صادق حسن، 27 عاماً. وأما السبعة الآخرون فقد أصيبوا بالأعيرة المعدنية وعولجوا ميدانياً.
يشار إلى أن المستوطنين أقدموا في ساعات فجر يوم الخميس الموافق 21/2/2013، على إضرام النار بأربع سيارات وتحطيم زجاج سيارتين أخريين في القرية. وكانت قوات الاحتلال قد جرّفت في يوم الأربعاء الموافق 20/2/2013 جزءً من شبكة الكهرباء في القرية المذكورة، واقتلعت ستة وثلاثين عموداً من أعمدتها.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الذي دأب على التحذير منذ فترة من تصاعد اعتداءات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، وإذ يجدد إدانته الشديدة لتصاعد اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين ضد قرية قصرة وسكانها، ولكافة الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون في الضفة الغربية، فإنه:
1 – يذكر المجتمع الدولي بأن الاستيطان بحد ذاته يعتبر جريمة حرب وفق قواعد القانون الدولي، وعليه يتوجب على الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، منفردة أو مجتمعة، تحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية والوفاء بالتزاماتها، والعمل على ضمان احترام إسرائيل للاتفاقية وتطبيقها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بموجب المادة الأولى من الاتفاقية.
2 – يدعو المجتمع الدولي للتدخل من أجل الضغط على حكومة دولة الاحتلال لتحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي، لإنهاء كافة مظاهر الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.