المرجع: 151/2022
التاريخ: 3 ديسمبر 2022
التوقيت: 14:30 بتوقيت جرينتش
قتل مواطن فلسطيني جراء تعرضه لعملية تصفية جسدية بدم بارد، بعدما أطلق أحد جنود شرطة حرس الحدود الإسرائيلي النار تجاهه، مساء أمس، من مسدس على الشارع الرئيسي في بلدة حوارة في نابلس.
والحادث نموذج صارخ لسياسة الإعدام الميداني والقتل دون مبرر، بسبب التسهيلات في تعليمات إطلاق النار، ونتيجة لسياسة الإفلات من العقاب التي أدت لارتفاع جرائم القتل التي يقترفونها في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث قتل 10 فلسطينيين، 7 منهم من المدنيين خلال أقل من 80 ساعة.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 4:00 مساء الجمعة الموافق 2/12/2022، أقدم شرطي من حرس الحدود الإسرائيلي على إعدام المواطن عمار حمدي نايف مفلح 23عاماً، من سكان نابلس، بإطلاق النار المباشر تجاهه من المسافة صفر على الشارع الرئيسي في بلدة حوارة جنوب شرقي نابلس، إثر عراك بينهما خلال محاولة المواطن المذكور تخليص نفسه من قبضة الجندي الذي أطبق خناق رقبته بذراعه محاولاً اعتقاله بعدما سحبه الشرطي عن الأرض إثر إصابته بشظايا بعد تعرضه لإطلاق نار من مستوطن كان يستقل سيارة في المكان. ولم تسمح قوات الاحتلال للمواطنين أو طواقم الإسعاف من الوصول للمواطن المذكور وتركته ينزف لمدة 20 دقيقة قبل نقله بسيارة إسعاف إسرائيلية من المكان، وبعد نحو ساعة أبلغت الارتباك الفلسطيني بمقتله رسميًّا.
وأفاد المواطن ثائر خالد عبد ربه أبو صالحية، 36 عاما، من سكان مدينة نابلس لباحث المركز بما يلي:
“بينما كنت متواجدًا على الشارع الرئيسي في بلدة حوارة، لفت انتباهي شاب يقف مقابل المنطقة التي أقف فيها، ويدق بأصبع يده على زجاج سيارة مستوطن من الجهة اليمنى حيث كانت تجلس مستوطنة في المقعد الأمامي للسيارة. على الفور ودون أن يفتح المستوطن نوافذ سيارته أطلق ثلاثة أعيرة نارية من مسدس نفذ من النافذة، وشاهدت الشاب الذي طرق الزجاج يسقط على الأرض وكان هناك دماء في وجهه، بعد لحظات وصل أحد جنود حرس الحدود الإسرائيلي مسرعاً لوحده قادماً من الجهة الغربية للشارع أي جهة مدينة نابلس وسحب الشاب المصاب عن الأرض وحاول اعتقاله، فتدخل عدد من الشباب لمحاولة إفلاته من يدي الجندي الذي أطبق بذراعه على رقبة الشاب وسحبه لمسافة مترين أو ثلاثة، وكان الشاب يحاول تخليص نفسه ويهاجم الشرطي للإفلات منه. خلال ذلك، سقطت بندقية الشرطي، وأفلت الشاب من يديه، مباشرة سحب الشرطي مسدسه عن جانبه وأطلق تجاه الشاب عدة رصاصات في الجزء العلوي من جسده، ولم يسمح لأحد بالاقتراب منه. بعد لحظات، وصلت عدة آليات عسكرية وفرضت طوقاً أمنياً على المنطقة وأغلقتها، ولم تسمح لسيارات الإسعاف بالاقتراب من الشاب المصاب الذي ترك ينزف حوالي 20 دقيقة، قبل أن تصل سيارة إسعاف إسرائيلية نقلته من المكان، وانسحبت القوات الإسرائيلية”.
وادعى المتحدث الرسمي باسم شرطة إسرائيل للإعلام العربي أن فلسطينيا مسلحًا بسكين حاول اقتحام سيارة استقلها مستوطن إسرائيلي وزوجته في منطقة حوارة بواسطة حجر، عندها أطلق المستوطن النار تجاهه وأصابه بجروح، وتقدم بعدها الفلسطيني الجريح وطعن لاحقا أحد أفرد حرس الحدود في المكان وحاول خطف سلاح قائد السرية فتم تحييده.
غير أن تحقيقات المركز، بما في ذلك إفادة شهود عيان، ومقاطع الفيديو التي وثقت الواقعة، تفند الرواية الإسرائيلية وتؤكد أن إطلاق النار تجاهه جاء دون أي مبرر، حيث ظهر المواطن في المقطع الأول ملقيا على الأرض ودماء تغطي وجهه بعد إصابته جراء إطلاق النار من المستوطن، وفي مقطع فيديو لاحق يظهر أحد الجنود وهو يطبق بذرعه على رقبة شاب فلسطيني، فيما يحاول شابان آخران تخليصه من الجندي الذي سحب الشاب عدة خطوات وسط عراك بينهما، سقطت خلاله بندقية الجندي على الأرض، قبل أن يقدم الجندي على سحب مسدس وإطلاق النار المباشر تجاه الشاب.
يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي. ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.