المرجع: 28/2023
التاريخ: 8 مارس 2023
التوقيت: 13:00 بتوقيت جرينتش
قتل ستة فلسطينيين وأصيب 26 آخرون، غالبيتهم من المدنيين، وصفت جراح 3 منهم ببالغة الخطورة، خلال عملية عسكرية واسعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، في مخيم جنين، شمال الضفة الغربية، استباحت فيها عمق الأرض الفلسطينية الخاضعة للسلطة الفلسطينية. وتأتي هذه الجريمة، في سياق التصاعد الكبير في اعتداءات قوات الاحتلال، وتنفيذ عمليات القتل والتصفية الجسدية، بأعلى قرار من المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 3:00 مساء يوم الثلاثاء الموافق 7/3/2023، تسللت قوة إسرائيلية خاصة إلى شارع مهيوب، شرق مخيم جنين، عبر شاحنة مرسيدس مكتوب عليها “نقليات المستقبل”، وتحمل لوحة تسجيل فلسطينية. حاصرت القوة منزل عائلة المواطن إياد عزمي حسينية، المكون من طابقين، وكان يتحصن داخله المواطن عبد الفتاح حسين إبراهيم خروشة، 49 عاماً، من سكان مخيم عسكر القديم في نابلس، وهو معتقل سابق، ومن أفراد المقاومة، تتهمه تلك القوات بالوقوف خلف عملية إطلاق نار أدت لمقتل مستوطنين في بلدة حوارة في 26/2/2023. بعد لحظات، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيره تساندها جرافة إلى داخل المخيم المذكور، واعتلى بعض أفرادها أسطح البنايات العالية في المنطقة، وأحكمت حصار المنزل والشوارع المؤدية إليه، بمساندة من طائرات دون طيار وأخرى مروحية. وشرع جنود الاحتلال بإطلاق النار بكثافة، وأطلقوا عدة قذائف من أسلحة محمولة على الكتف نحو المنزل المحاصر، وتصاعدت منه سحب الدخان والغبار. خلال العملية، اندلعت اشتباكات بين قوات الاحتلال وأفراد من المقاومة في محيط المنزل المذكور. أسفر ذلك عن مقتل ستة مواطنين من أفراد المقاومة، وإصابة 26 مواطنًا، غالبيتهم من المدنيين، وصفت جراح ثلاثة منهم ببالغة الخطورة. وقد ونقل المصابون وخمسة من القتلى إلى مستشفيات: جنين الحكومي، ابن سينا التخصصي والرازي. وتبين أن القتلى الخمسة هم: محمد وائل غزاوي، 26 عاماً، معتصم ناصر الصباغ، 22عاماً، طارق زياد ناطور،27عاماً، وثلاثتهم سكان المخيم، وزياد أمين الزرعيني، 29 عاماً، سكان جنين، ومحمد أحمد خلوف، 22 عاماً، سكان بلدة برقين. وبعد انسحاب قوات الاحتلال من المخيم قرابة الساعة 5:30 مساءً، عثر على جثمان المواطن عبد الفتاح خروشة داخل المنزل المستهدف الذي لحق به دمار كبير.
وأعلن جيش الاحتلال في بيان له، أنه خلال “حملة مشتركة لقوات الأمن في مخيم جنين تم تحييد منفذ عملية إطلاق النار (عبد الفتاح خروشة) في قرية حوارة التي أدت لمقتل إسرائيليين”. كما أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قتل منفذ عملية إطلاق النار في حوارة، وتوعد بقتل من يمس الإسرائيليين.
تدلل هذه التصريحات المعلنة، على أن ما حدث عملية قتل خارج نطاق القانون نفذتها قوات الاحتلال بقرار من أعلى المستويات العسكرية والسياسية في إسرائيل.
وإذ يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان جرائم القتل الإسرائيلي، بما فيها جرائم الإعدام خارج نطاق القانون، فإنه يشير إلى أن قوات الاحتلال دأبت على استخدام هذا النمط من الجرائم في السنوات السابقة بحق الفلسطينيين، وسط صمت المجتمع الدولي وخاصة من الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، وعدم العمل على وقف تلك الجرائم واتخاذ تدابير وإجراءات عملية تجاه دولة الاحتلال، الأمر الذي يدفع تلك القوات إلى ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق الفلسطينيين.
ويطالب المركز المجتمع الدولي بالتدخل لوقف جرائم الاغتيال بحق الفلسطينيين باعتبارها شكل من أشكال الإعدام الميداني بدون محاكمة، وتقديم مقترفي هذه الجرائم للمحاكمة.
يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل جديًّا في الوضع الفلسطيني. ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.