أغسطس 2, 2021
ضحية جديدة من الأطفال، تعكس التساهل غير المبرر في تعليمات إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال
مشاركة
ضحية جديدة من الأطفال، تعكس التساهل غير المبرر في تعليمات إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال

المرجع: 106/2021

التاريخ: 2 أغسطس 2021

التوقيت: 12:30 بتوقيت جرينتش

قتل بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي الموافق 28 يوليو 2021، الطفل محمد مؤيد أبو سارة، 12 عاماً، بعد إطلاق جنود النار عليه من قبل جنود الاحتلال على حاجز عسكري إسرائيلي، وسط بلدة بيت أمر، شمال الخليل، وهو داخل سيارة والده الذي كان يصطحبه هو وشقيقيه لشراء حاجيات لهم.  تعكس هذه الجريمة التساهل غير المبرر في تعليمات إطلاق النار والاستهتار بأرواح المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، دون أن يشكلوا أدنى تهديد على جنود الاحتلال. 

وقد أجرى المركز طيلة الأيام الماضية تحقيقات في الجريمة، وحصل على إفادات من شهود عيان ومن والد الضحية، أكدت بأن جنود الاحتلال أطلقوا النيران دون أن يكون هناك تهديد على حياة أحدهم. 

ووفقاً لإفادة شاهد عيان، وهو مالك متجر صغير يبعد بنحو 50 متراً عن الحاجز العسكري، المكون من مكعبات اسمنتية، التي تتقدم البرج العسكري، بنحو 80 متراً، فإنه في الساعة 3:00 مساء يوم الأربعاء الماضي، التفت الى جلبة خارج متجره، ونظر من الباب الزجاجي، فشاهد أربعة جنود اسرائيليين قادمين من طريق أبو الطوق، وتوقفوا قبالة الدكان، وبدأوا يصرخون ويتلفظون بألفاظ نابية، وشاهد سيارة مدنية فلسطينية، من نوع رينو، ترجع للخلف، متجهة إلى طريق فرعي تبعد عن متجره نحو 4 أمتار.  وفي تلك اللحظات، وصلت شاحنة قادمة من البلدة، وتوقفت وسط الطريق، فحجبت جزء كبير من السيارة، فتحرك أحد جنود الاحتلال وأطلق 6 أعيرة نارية ومن ثم أطلق عدة أعيرة أخرى، فيما قام جندي آخر، يقف على بعد عدة أمتار من الأول بإطلاق عيارين ناريين في الهواء.  وأضاف شاهد العيان، ” شاهدت جندي ثالث (على ما يبدو بأنه الضابط المسؤول)، وبدأ بالصراخ على الجندي الذي أطلق النار في المرة الأولى، ولطمه بيده على وجهه…”.

وأكد والد الضحية، مؤيد بهجت أبو سارة، 37 عاماً، في إفادته للمركز، بأنه كان يصطحب أبناءه محمد، 12 عاماً، أحمد، 5 أعوام، وعنان، 9 أعوام، لشراء بعض الحاجيات.  وأضاف، بأنه بعد انتهائه من شراء الحاجيات، وبينما هم عائدون للمنزل في بيت أمر، طلب منه نجله محمد أن يعود للسوبر ماركت لشراء بعض الحاجيات.  يقول والد الضحية: ” قمت بالرجوع للخلف حيث كان نجلي أحمد يجلس بجانبي، فيما يجلس محمد وعنان في المقعد الخلفي، وتحركت بالسيارة مسافة 70 متر للخلف، حيث كانت هناك شاحنة في الطريق تريد العبور، وفجأة سمعت صوت إطلاق نار كثيف، طلبت من الاولاد أن ينبطحوا في أرضية السيارة وكنت أتساءل على من يطلق الجنود النار؟ ولكن لم أشاهد أي من الجنود.  تحركت بالسيارة مسرعا الى الطريق المؤدية الى وسط البلدة، خوفا على أبنائي وانا كذلك نظرت للكرسي الخلفي فكان محمد ابني ملقاً على جانبه الأيمن، وبعد أقل من دقيقة نظرت اليه مرة أخرى وقلت: محمد، لكنه لا يجيب، وكانت عيناه مفتوحتان…”

وتم نقل محمد إلى المركز الطبي في البلدة، ومن ثم الى المستشفى الأهلي، وأدخل قسم الطوارئ، قبل أن يعلن عن وفاته.

يشار إلى أن قوات الاحتلال قتلت مدنياً فلسطينياً، أثناء تشييع جثمان الطفل أبو سارة، في اليوم التالي.  ووفق شهود عيان، أطلق جنود الاحتلال عيارين ناريين على الشاب شوكت خالد عبد الله زعاقيق 21 عاماً، من مسافة نحو 70 متراً، فأصابه أحدهما في الجهة العلوية للخاصرة اليمنى، وأدى لسقوطه على الأرض، وأصابه العيار الثاني في الرأس، عند محاولته النهوض عن الأرض.  وتمكن عدد من الشبان الوصول إلى المصاب زعاقيق ونقله إلى سيارة إسعاف للهلال الأحمر الفلسطيني، نقلته إلى مستشفى الميزان التخصص، حيث خضع لعملية جراحية في محاولة من الأطباء لوقف النزيف. ونحو الساعة 7:00 مساءً، أعلن الاطباء عن وفاته متأثرًا بجراحه.

يشير المركز إلى تصاعد جرائم القتل التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث وثق المركز مقتل 5 مدنيين، بينهم طفلان، بدم بارد، في أقل من اسبوع.  كما تؤكد التحقيقات بأن هذه الجرائم تمت دون أي مبرر وبما يخالف معايير إطلاق النار، إذ لم يكن هناك ما يشكل أي خطر أو تهديد على حياة الجنود. وبذلك يرتفع عدد القتلى من الأطفال، منذ بداية العام، إلى 74 طفلاً، منهم63 طفلاً في قطاع غزة، و11 طفلاً في الضفة الغربية.

يأتي ذلك في سياق تصاعد الانتهاكات التي تقترفها تلك قوات الاحتلال، كان آخرها اقتحام مقر الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال شرقي مدينة البيرة، ومصادرة أجهزة كمبيوتر، وبعض الملفات الخاصة بعمل المؤسسة.

ويكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، وضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *