المرجع: 46/2021

التاريخ: 29 ابريل 2021

التوقيت: 15:30 بتوقيت جرينتش

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اقدام أحد عناصر الضبط الميداني التابع لوزارة الداخلية في قطاع غزة على الاعتداء بالضرب والاهانة على المواطنة رواء أحمد مرشد، 26 عاماً، وتعمل صحفية في اذاعة زمن وبعض الصحف، على خلفية منعها من التصوير في منطقة مفتوحة وعلى عدم ارتدائها للحجاب. 

يؤكد المركز أن تدخل الاجهزة الأمنية في الحريات الشخصية بما فيها حرية الملبس للنساء يعتبر تعدٍ صارخ على الحرية الشخصية وتمييز مرفوض ضد النساء، وأن الاعتداء على النساء بالضرب من قبل افراد الشرطة يعتبر سابقة خطيرة تعد مساساَ بمكانة المرأة الفلسطينية وبقيم المجتمع الفلسطيني وحقوق الإنسان.

وفي افادتها لباحث المركز قالت المواطنة مرشد:

“في حوالي الساعة 4:00 من مساء يوم الاحد الموافق 25 ابريل 2021، توجهت أنا وأثنان من الزملاء، إلى منطقة زراعية في منطقة جحر الديك جنوب مدينة غزة، لالتقاط بعض الصور الشخصية في المناطق الخضراء هناك، بعد أخذ إذن من صاحب الأرض.  وبعد ساعة، حضر شخصان على دراجة نارية بلباس عسكري، وطلبوا منا التعريف عن أنفسنا وتسليمهم هوياتنا.  ووجه أحدهما كلامه للمصور قائلاً: أنت غريب عنهن ومحرم عليهن.  ثم قال لي: لماذا لا ترتدين الحجاب؟ فأخبرته بأن ليس له شأن في ذلك.  وقال إنه سيتصل على الشرطة النسائية، وأمرنا بالبقاء في المكان لحين وصولهم.   ومن ثم طلبوا منا المغادرة، واستطرد أحدهم قائلاً: يجب أن نبقى إلى أن نتأكد من أن “أم شعر” الله يحرقها قد غادرت.  فقلت له: أتتحدث معي؟  فقال لي: اخرسي.  وقام بقطع غصن شجرة واعتدى عليَ بالضرب ثلاث مرات في مناطق متفرقة من جسدي، وعندما شاهدني ابكي اوقف الضرب.  وبعدها غادرنا المكان”

ومن جانبها صرحت وزارة الداخلية في بيان مقتضب أنها “تلقّت رسالة من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، حول شكوى مقدمة من المواطنة (رواء مرشد)، تفيد بتعرضها لاعتداء أثناء تواجدها في أرض زراعية بالمنطقة الحدودية شرق “جحر الديك” وسط قطاع غزة برفقة شاب وفتاة آخريْن، وبناء عليه، قررت وزارة الداخلية فتح تحقيق في الشكوى المقدمة.”

يحذر المركز من أن الاعتداء على المواطنة مرشد قد يفسر بأنه يأتي في سياق محاولات فرض ايديولوجيا معينة على قطاع غزة، ويطالب السلطات في غزة باحترام التنوع الثقافي الذي يميز المجتمع الفلسطيني، وألا تسمح لأفرادها بالتعدي على الحريات الشخصية تحت أية ذريعة.

ولذا يطالب المركز السلطات في غزة بإعلان موقف واضح من احترامها للتنوع الثقافي في قطاع غزة، واحترامها للحريات الشخصية.

ويشدد المركز على أنه يتابع تحقيقات الداخلية، وينتظر أن تعلن النتائج على الملأ، مؤكداً أن هذا الاعتداء لا يمكن السكوت عنه وأنه يشكل مساس خطير بمكانة المرأة في المجتمع ويجب أن يحاسب كل المسؤولين عنه وفق القانون.