يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأشد العبارات، مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العسكري على قطاع غزة، واستهداف مراكز الإيواء المؤقتة وخيام النازحين، وارتكاب جرائم قتل جماعي وإبادة للعائلات، ضمن جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ 19 شهراً.
وضمن أحدث ما وثقه باحثونا، هاجمت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 02:00 من اليوم الاثنين الموافق 12/5/2025، مدرسة فاطمة بنت أسد الإعدادية الحكومية، في جباليا البلد شمال قطاع غزة، التي تؤوي عشرات الأسر النازحة. أسفر القصف عن مقتل 15 مواطنًا، بينهم 8 أطفال وسيدتان، وإصابة 20 آخرين من بينهم 9 أطفال و3 سيدات، بعد تدمير فصلين في الطابق الثالث من المبنى الغربي في المدرسة، الذي كان يؤوي الضحايا. وبعد نحو 10 دقائق، هاجم الطيران الحربي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، مدرسة بنات جباليا الابتدائية الحكومية الملاصقة لمدرسة فاطمة بنت أسد من الناحية الشرقية، وذلك بعد الاتصال من قوات الاحتلال على نازحين بإخلائها. وتسبب القصف بتدمير أجزاء كبيرة من المبنى، فيما خسر الكثير من النازحين غالبية أمتعتهم والطعام القليل الذي يملكونه في ظل تفشي المجاعة في قطاع غزة، جراء إغلاق إسرائيل المعابر مع غزة منذ 72 يومًا.
وهاجم الطيران الحربي لقوات الاحتلال الإسرائيلي عند حوالي الساعة 01:20 من يوم السبت الموافق 10/05/2025، خيمة تؤوي نازحين في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى إبادة عائلة من 5 أفراد، بالكامل، وهم: صقر أحمد فؤاد طليب، 31 عاما، وزوجته هند عمر ابو الكاس، 27 عاما، وأطفالهما: أحمد، 9 أعوام، وحمزة 7 أعوام، وعبد العزيز، 4 أعوام.
وقصفت طائرة مروحية للاحتلال عند حوالي الساعة 01:40 من يوم الجمعة، الموافق 9/5/2025، منزلا لعائلة حمدان في شرق شارع العشرين في مخيم النصيرات، في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل المواطنة صفاء حسام فايز حمدان، 29 عاماً وطفلها عمرو رشاد ربحي أبو حية، 10 أشهر، وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة، بينهم الأب وطفلان.
وهاجم الطيران الحربي لقوات الاحتلال الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 19:40 من يوم الجمعة الموافق 9/5/2025، مبنى الخدمات الاجتماعية التابع لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين “الأونروا”، في مخيم جباليا شمال غزة، المدمر سابقا، ما أدى لمقتل مواطنين، وإصابة آخرين بجروح، ولا يزال عدد من المواطنين تحت الانقاض، لم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من انتشالهم. وأدت عملية القصف إلى تضرر محازن التموين التابعة للوكالة والخاصة بتوزيع المساعدات، الملاصق للمبنى المستهدف من الشمالية.
يذكر أن المبني مدمر منذ اجتياح قوات الاحتلال لمخيم جباليا خلال أكتوبر 2024، وقد بقيت منه أجزاء قائمة تم استهدافها مرة أخرى. كما أن المبنى المستهدف ملاصق لمركز صحي مخيم جباليا التابع للوكالة من الناحية الجنوبية، والذي يأوي عشرات الأسر النازحة، مما زاد من أعداد المصابين.
وهاجم الطيران الحربي لقوات الاحتلال الإسرائيلي عند حوالي الساعة 17:00 من يوم الخميس الموافق 08/05/2025، مجموعة من مواطنين، خلف فندق الامل غرب مدينة غزة. أسفر القصف عن مقتل 4 مواطنين من عائلة أبو حصيرة، بينهم شقيقان وطفل توفي متأثرًا بإصابته بعد يومين من القصف.
وهاجم الطيران الحربي لقوات الاحتلال الإسرائيلي عند حوالي الساعة 18:20 من يوم الخميس الموافق 08/05/2025م، مخزنًا يؤوي نازحين في الطابق الأرضي من عمارة قدوحة في مخيم النصيرات، ما أدى إلى مقتل 3 مواطنين، بينهم طفلان، وإصابة 15 آخرين بجروح.
ووفق وزارة الصحة، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ 18 مارس 2025 إلى 2,749 قتيلا، و7,607 إصابات، وبذلك ترتفع الحصيلة منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى 52,862 قتيلا و119,648 إصابة، فيما لا يزال آلاف الجثامين تحت الأنقاض يتعذر انتشالهم1.
يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه كارثة التجويع، مع دخول إغلاق إسرائيل لجميع معابر غزة ومنعها إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية والطبية، منذ 2 مارس الماضي؛ ما أدى إلى تفاقم حاد في معدلات الجوع وسوء التغذية، خصوصًا بين الأطفال والنساء والمرضى.
يشدد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان على أن السكوت عن هذه الجرائم هو تواطؤ صريح في تنفيذها، وأن على المجتمع الدولي أن يقف أمام مسؤولياته، ليس فقط تجاه القانون، بل تجاه الإنسانية ذاتها، وهو ما يتطلب حاجة ملحّة لتدخّل دولي عاجل يضع حدًا للجرائم والانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
ويدعو المركز إلى اتخاذ تدابير فورية وجادة لوقف جريمة الإبادة الجماعية الجارية، وضمان محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم أمام العدالة الدولية. كما يطالب الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بالوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين من القتل الجماعي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
