استشهاد طفلتي وإصابة زوجتي وفقدانها النطق بقصف إسرائيلي

أغسطس 13, 2025

تاريخ الإفادة: 5/8/2025

أحمد موسى شحادة عليان، 46 عاما، متزوج، سكان جحر الديك جنوب غزة، ونازح حاليا في مواصي خان يونس.

أنا متزوج من نور فؤاد أحمد الدهشان، 35 عامًا، ولدي منها الآن 5 أطفال (4 أولاد وبنت). كنا نسكن في شقة بالطابق الخامس مساحتها 115 م²، بأبراج الكويتي في قرية وادي غزة جنوب غزة (جحر الديك)، وأعمل صحفيًا حرًا.

عند حوالي الساعة 8:00 صباح السبت 7/10/2023، بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، نزحت إلى بيت أهلي في غزة بمنطقة الصحابة، وكانت زوجتي نور في أول حملها. مكثنا عند أهلي 6 أشهر، وصار الوضع في غزة صعبًا جدًا وانتشر الجوع، فنزحت أنا وأسرتي عبر شارع الرشيد متوجهًا إلى الجنوب. في الطريق تم اعتقالي من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين كانوا في محيط صالة البيدر، وتركوا زوجتي وأبنائي يمرون إلى الجنوب.

12 ساعة اعتقال

فور اعتقالي، أمرني الجنود بخلع ملابسي ما عدا البوكسر، وقيّدوا يديّ للخلف بقيد بلاستيكي، وعصبوا عيني بقطعة قماش، واقتادوني إلى صالة البيدر. استمر اعتقالي حوالي 12 ساعة، من الساعة 8:00 صباحًا إلى 8:00 مساءً، تعرضت خلالها للتحقيق والتعذيب والتهديد بالقتل. تم سؤالي: أين كنت في 7 أكتوبر؟ أين الأنفاق؟ أين تعمل؟ أين المقاومة؟ وخلال التحقيق تعرضت للضرب باللكمات والركلات والشلاليط، والسحل على درجات سلم من الطابق الثاني إلى الأرضي، والمشي على أسلاك شائكة، ما تسبب في نزيف من قدمي.

كما هددوني باعتقالي 20 عامًا في سجن النقب، وهددوني بقتلي وإعدامي، حيث قام أحد الجنود بوضع سلاحه على مؤخرة رأسي وأنا مقيّد اليدين للخلف وراكع على ركبتي ورأسي للأسفل، فأُغمي عليّ. جاء جندي وسكب الماء عليّ فأفقت من الإغماء، وسألني إن كنت أعرف العبرية، فأجبته بلا. تحدّث مع الجنود بالعبرية، ثم أمرني بارتداء ملابسي وأبلغني أنه سيتم الإفراج عني، وفعلاً أفرجوا عني. توجهت إلى الجنوب لا أعرف أين أذهب، وفي الطريق قابلت شخصًا طلبت منه هاتفه، وتواصلت مع زوجتي التي كانت مع الصليب الأحمر في النصيرات، ثم نزحت إلى رفح ومكثنا 3 أشهر.

مع بدء العملية العسكرية في رفح بداية مايو 2024، نزحت إلى مخيم الشافعي في مواصي خان يونس وما زلت فيه حتى الآن. وضعت زوجتي ابنتنا مسك في خان يونس بتاريخ 30/5/2024.

قصف الخيام

وعند حوالي الساعة 10:44 مساء السبت 27/4/2025، بينما كنت أنا وزوجتي وأبنائي نائمين في خيمتنا، استيقظت على صوت انفجار وصراخ خارجها، فقلت لزوجتي: قصفوا في المخيم عندنا. ناديت عليها أكثر من مرة فلم ترد، وسمعت بكاء ابنتي مسك ثم سكتت، وكانت في حضن أمها. في تلك اللحظة أشعل ابني نصر، 13 عامًا، ضوء كشاف الهاتف، ففتحت باب الخيمة وشاهدت نارًا مشتعلة في خيمة تبعد من 20 إلى 30 مترًا غرب خيمتنا. أدرت الكشاف نحو زوجتي فرأيت رأس ابنتي مسك، 11 شهرًا، غارقًا في الدماء، وسمعت صوت شخير زوجتي التي كانت تنزف من رأسها. قلت لأبنائي: أمكم استشهدت، ثم وضعت يدي على رقبتها فوجدت نبضًا ضعيفًا. اعتقدت أن الدماء على رأس مسك من إصابة زوجتي، فصرخت: الحقوني، الحقوني.

جاء شبان وأخذوا ابنتي إلى سيارة الإسعاف التي وصلت إلى المكان، ثم نقلنا زوجتي إلى المستشفى الكويتي الميداني، الذي يبعد حوالي 500 متر غربًا، وحُوّلت إلى مستشفى مجمع ناصر الطبي ووُضعت في العناية المركزة. بعد ذلك أحضروا إليّ ابنتي مسك حيث أُعلن عن استشهادها حوالي الساعة 12:00 صباح الأحد 28/4/2025.

في صباح اليوم نفسه، وبعد استكمال الإجراءات، دفنت طفلتي مسك في مقبرة أهل الجورة خلف النمساوي جنوب غرب خان يونس. بقيت زوجتي في العناية المركزة تعاني من تفتت في الجمجمة وتلف في الأعصاب، وفقدت على إثره النطق والإدراك.

بعد أيام، خرجت زوجتي من مستشفى مجمع ناصر الطبي وهي بحاجة للعلاج في الخارج. أما أعمال المنزل فتقوم بها الآن ابنتي ملك، 12 عامًا، من طبخ وغسيل وغيره، بسبب حالة والدتها التي أحيانًا تتذكرنا وأحيانًا لا.

علمت أن القصف كان من طائرة مروحية إسرائيلية استهدف خيمة، وحسب علمي استشهد رجل هو وزوجته، ونازحة أخرى جارتهم في الخيام وهي مرام جابر ماضي، 28 عامًا، وأصيب آخرون بجراح متفاوتة.