هجّرونا 11 مرة ثم قصفوا خيامنا وقتلوا بنات أخي

يوليو 29, 2025

تاريخ الإفادة: 14/7/2025

زياد حسين حسين انشاصي، 48 عامًا، من سكان حي الأمل في خان يونس ونازح حاليًا في المواصي.

أنا متزوج ولدي 8 أبناء، منهم 4 أطفال. من سكان خان يونس، حي الأمل، وأسكن أنا وأسرتي في شقة في الطابق الأول من بناية مكونة من طابقين مساحتها 90م². يسكن أخي الأكبر بسام، 53 عامًا، الذي يعاني من زيادة كهرباء في الدماغ، وأسرته المكونة من 11 فردًا منهم طفلان، في الطابق الأرضي.

نزحت أنا وأخي بسام وعائلاتنا 11 مرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي بتاريخ 7/10/2023. أول نزوح كان بتاريخ 5/12/2023 إلى رفح. وبعد 4 أشهر ومع بداية اجتياح الاحتلال رفح نزحنا إلى مواصي خان يونس لأن منزلنا في حي الأمل تم تدميره من الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على خان يونس. تكرر النزوح عدة مرات إلى أن عدنا إلى مكان منزلنا، وأقمنا خيامًا ومكثنا فيها.

في أول يونيو 2025، تم إنذارنا من جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء المنطقة في حي الأمل، فنزحنا إلى مواصي القرارة، أرض العبادلة، شمال غرب خان يونس، حيث نحن الآن على بعد حوالي 700 متر شرق شارع الرشيد. خيمتي ملاصقة من جهة الجنوب لخيمة أخي بسام، وشمال خيمة بسام توجد خيمة للمواطن يوسف أبو نمر، 64 عامًا. ثم شارع حوالي 5 أمتار، ثم خيام نازحين من عائلة أبو علوان، وحولنا خيام لنازحين آخرين.

عند حوالي الساعة 9:15 مساء الثلاثاء 8/7/2025، كنت في خيمتي أسمع صوت طائرات الاستطلاع تحوم في سماء المنطقة. فجأة سمعت صوت صفير صاروخ (حسب معرفتي من كثرة الحروب التي مرت علينا)، ونار أضاءت المكان، فقلت لأبنائي بصوت مرتفع: خذوا الأرض. وبعد ثلاثة أو أربعة ثوانٍ سمعت صوت صفير آخر وشاهدت وميضًا أنار المكان، وكنت منبطحًا أنا وأبنائي على الأرض.

بعد دقيقة أو بضع ثوانٍ سمعت صوت صراخ شبان في الشارع. خرجت من الخيمة فرأيت شبانًا تجمعوا في مكان خيمة أبو نمر التي لم تكن موجودة. وسمعت صوت صراخ في خيمة أخي، فدخلت إليها ومباشرة رأيت ثلاثًا من بنات أخي بسام ملقيات على الأرض: حنين 26 عامًا كانت على بطنها على الأرض، ومريم 22 عامًا، وإسلام 19 عامًا ملقيات على ظهريهما. نظرت إلى حنين فوجدتها وكأنها مذبوحة من رقبتها لأن الشظية كانت ملتصقة برقبتها، والأخرتان مصابتان بشظايا في أنحاء جسديهما وغارقتان في الدم.

بدأت أصرخ على الناس لمساعدتي، فجاء الشبان وقاموا بنقلهن إلى الخارج حيث كانت سيارات مدنية ونقلوهن إلى مستشفى الهلال الميداني على بعد 30 دقيقة جنوبًا على شارع الرشيد.

كانت زوجة أخي بسام، جمالات أحمد انشاصي، 51 عامًا، وابنتاه عبير، 33 عامًا، وتحرير، 24 عامًا، وأختي إسلام، 39 عامًا، مصابات. وأخي بسام كان مصابًا وملقى على الأرض أمام خيمة عمي فتحي انشاصي، 80 عامًا، حيث كان التف حول الخيم، وأصيب بشظية في الفك استقرت في الرقبة. وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح لأن مكاننا قريب من دير البلح.

عند حوالي الساعة 9:00 صباح الأربعاء 9/7/2025 توجهنا إلى مجمع ناصر الطبي بخان يونس. خرج أخي بسام من مستشفى شهداء الأقصى على مسؤوليته. وفي ناصر لم تكن جثة حنين موجودة، فصرنا نتصل على المستشفيات الميدانية، وبعد دقائق أحضروا الجثة من مستشفى الهلال الميداني لأنهم لم يكونوا قد حولوها إلى ناصر. بعد عمل الإجراءات في مجمع ناصر الطبي قمنا بدفنهم في مقبرة جماعية في مقبرة عائلة السطرية خلف النمساوي، لعدم وجود متسع في مقبرة العائلة لكثرة الموتى والشهداء.

استشهد في الحادث المواطن يوسف أبو نمر وثلاثة من أبنائه وحفيدان له، واستشهدت امرأة من عائلة العكر ورجل من عائلة عمر، لا أعرف أسماءهم، وأصيب آخرون لا أعرف عددهم بالضبط. عاد أخي بسام إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح بعد أن دفن بناته، وهن: حنين، 26 عامًا، ومريم، 22 عامًا، وإسلام، 19 عامًا. وبعد يومين خرج أخي بسام من المستشفى.