بقلوب يعتصرها الألم والغضب، تلقينا نبأ الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، شمال مدينة غزة، وذهب ضحيتها 8 مواطنين، من بينهم شقيق زميلنا هاني عزات العسكري، المسؤول المالي في المركز، وطفلة شقيقه، في سياق استباحة المدنيين ضمن جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها دولة الاحتلال بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ممثلا في رئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس والمدير العام وجميع طاقم المركز يدين بأشد العبارات هذه الجريمة، ويعبر عن تضامنه ومواساته للزميل هاني العسكري وعائلته.

الجريمة وقعت، بعدما هاجمت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 10:50 صباح اليوم الخميس الموافق 29 مايو 2025، مجموعة من المواطنين بالقرب من مخبز أبو إسكندر آخر شارع الجلاء شمال مدينة غزة، ما أدى إلى مقتــل 8 مواطنين، بينهم المواطـن أمجد عزات أحمد العسكري، 36 عاما، وطفلته فرح، 5 أعوام، وأصيبت طفلته الثانية شهد، 7 أعوام، مع عدد من المارة، خلال محاولتهم شراء بعض الاحتياجات.

وإذ يعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، عن أحر مشاعر العزاء والمواساة للزميل هاني ولعائلته الكريمة، ولذوي الضحايا جميعًا، فإنه يشير إلى أن هذه الجريمة تُضاف إلى سجل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي تتم في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ واضح من المجتمع الدولي، الذي يواصل فشله في حماية المدنيين وإنفاذ قواعد القانون الدولي الإنساني.

إن الاستهداف المتكرر للمدنيين، والأعيان المدنية، وقتل المدنيين المجوعين والعائلات بدم بارد، ومتكرر، دون أي مبرر، على مدار نحو 20 شهرًا، يعكس إصرار دولة الاحتلال على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بمستويات غير مسبوقة، وهو ما يستوجب إجراءات فورية لوقف جريمة الإبادة وضمان المساءلة الفعالة يما يتجاوز بيانات الإدانة.

ويجدد المركز في هذا المقام دعوته للمجتمع الدولي، للقيام بواجباتهم القانونية والإنسانية، والعمل على وقف الإبادة الجماعية فورًا، وضمان المساءلة وعدم الإفلات من العقاب.