المرجع: 57/2023

التاريخ: 13 مايو 2023

التوقيت: 16:30 بتوقيت جرينتش

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم السبت، الموافق 13 مايو 2023، مدنيين اثنين وأصابت ثلاثة آخرين بجروح، منهم سيدة وطفل، خلال اقتحامها مخيم بلاطة، شرق مدينة نابلس، في عمق الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، شمال الضفة الغربية. ويأتي استمرار هذا النمط من جرائم القتل بدون أي مبرر نتيجة الاستخدام المفرط للقوة وتساهل تعليمات إطلاق النار بدعم من أعلى المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل، وسياسة الإفلات من العقاب التي يحظى بها مقترفو الجرائم من جيش الاحتلال.

ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 8:30 صباح اليوم السبت الموافق 13/5/2023، تسللت مجموعة من القوات الإسرائيلية الخاصة إلى حارة الياسمين، وسط مخيم بلاطة، شرق نابلس، مستخدمة في عملية التسلل باص مرسيدس كرفيل أبيض يحمل لوحة تسجيل فلسطينية. حاصرت القوة منزل عائلة المواطن حاتم جهاد ابو رزق، المكون من طابقين، وبعد لحظات دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة إلى داخل المخيم المذكور لمساندة الوحدات الخاصة، واعتلى بعض أفرادها أسطح البنايات العالية في المخيم، وأحكموا حصارهم على المنزل المحاصر، وكانت تساندهم طائرات بدون طيار من الجو. على الفور أطلق الجنود عدة قذائف صاروخية من أسلحة محمولة على أكتاف الجنود نحو المنزل المحاصر وأعيرة نارية بكثافة مما أدى إلى تدمير الطابق الثاني في المنزل المحاصر. خلال العملية اندلعت اشتباكات وتبادل لإطلاق النار بين مقاومين فلسطينيين وجنود الاحتلال في محيط المنزل المحاصر.  وفي حوالي الساعة 9:15 صباحًا، وبينما كان المواطن سائد جهاد شاكر مشة، 32 عاماً، وهو تاجر ملابس، يحاول التنقل من زقاق إلى آخر في شارع المدرس ليصل إلى شارع القدس، في طريقه إلى موقع تجارته، استهدفه أحد قناصة الاحتلال بعيار ناري في الرأس اخترق عينه اليمنى وفجر رأسه وأرداه قتيلاً في شارع المدرس على أطرف المخيم من الجهة الجنوبية. بعد استهدافه مباشره تقدم إليه المواطن وسيم عدنان يوسف الأعرج، 18 عاماً، لسحبه فاستهدفه أحد قناصة الاحتلال بعيار ناري في رأسه وأرداه قتيلا فوقه. كما أصيب ثلاثة مواطنين بالرصاص خلال الاقتحام، بينهم سيدة وطفل، ولم تسمح قوات الاحتلال لسيارات الاسعاف الفلسطينية بالدخول إلى المخيم لنقل الجرحى والقتلى منه. وفي أعقاب تنفيذ جريمتهم انسحبت قوات الاحتلال من المخيم بالكامل ونقل القتلى والجرحى الى مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس.  ولاحقاً ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوات الاحتلال فشلت في اعتقال مطلوبين.

وإذ يكرر المركز إدانته لجرائم القتل التي تقترفها قوات الاحتلال فإنه يجدد دعوته للمجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي. ويطالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالقيام بواجبه بالتحقيق في هذه الجريمة مع الجرائم الأخرى التي اقترفها الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجرائم المستمرة، التي تمادى في ارتكابها نتيجة غياب المساءلة والمحاسبة. كما يطالب المركز الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.