أكتوبر 20, 2025
مقتل 45 فلسطينياً، بينهم 18 طفلاً، و8 نساء في تجدد هجمات قوات الاحتلال على قطاع غزة
مشاركة
مقتل 45 فلسطينياً، بينهم 18 طفلاً، و8 نساء في تجدد هجمات قوات الاحتلال على قطاع غزة

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، التي أسفرت أمس الأحد عن مقتل 45 مواطنًا بينهم 18 طفلًا و8 نساء وصحفي، وإصابة العشرات، في سلسلة هجمات جوية استهدفت تجمعات للمدنيين ومواقع إيواء مؤقتة، دون أي مبرر عسكري أو هدف مشروع، في جريمة تمثل عودة ممنهجة لسياسة القتل الجماعي واستهداف المدنيين عن سبق إصرار.

تؤكد هذه الهجمات أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تعمل على تكريس سياسة جديدة تتحكم فيها بنمط القصف والقتل اليومي دون التزام أو احترام لوقف إطلاق النار المعلن في 10 أكتوبر الجاري، إذ لم تتوقف الغارات والقصف المدفعي منذ ذلك التاريخ، واستمر الحصار والواقع الإنساني الصعب الذي يعيشه مليوني نازح في القطاع.

ووفق توثيقات المركز، نفذت الطائرات الإسرائيلية مساء الأحد 19 أكتوبر 2025، سلسلة غارات هي الأعنف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار، كان أبرزها:

عند حوالي الساعة 14:20، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية بصاروخ مجموعة من المواطنين داخل استراحة جالكسي الواقعة على الشريط الساحلي شمال غرب مدينة دير البلح، ما أسفر عن مقتل خمسة مواطنين وإصابة نحو عشرة آخرين بجراح متفاوتة. (يحتفظ المركز بأسماء القتلى).

عند حوالي الساعة 15:30، هاجمت طائرة مسيّرة إسرائيلية تجمعا من المواطنين داخل النادي الأهلي في مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل المواطن عادل عبد العزيز إسماعيل عيسى (50 عامًا) ونجله عز الدين (20 عامًا). كما أُصيب خمسة مواطنين آخرين بجراح متفاوتة.

عند حوالي الساعة 16:20، هاجمت طائرة مسيرة اسرائيلية خيام النازحين في محيط منطقة أصداء شمال غربي خان يونس. أسفر ذلك عن مقتل 6 نازحين منهم امرأتان، و3 أطفال وإصابة آخرين بجراح متفاوتة. والقتلى هم: نسمة اسعد احمد الغلبان 28 عاما، وعلي رامي خالد ابو مسلم 29 عاما، وابنه رامي علي رامي ابو مسلم  4 سنوات، وعايشه جمال رشاد الفقعاوي 29 عاما، ومؤمن ابراهيم مصطفى المقيد 7 سنوات، ومحمد شادي مهدي ابو عبيد 14 عاما، ويشار الى ان الخيمة المستهدفة بجوارها تكية، وتضررت جراء القصف.

عند حوالي الساعة 16:45، أطلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية صاروخًا استهدف شاليهًا مستأجرًا من شركة PMP الإعلامية (شركة فلسطين للإنتاج الإعلامي)، وهي شركة متخصصة في تقديم خدمات الإنتاج والبث الإعلامي للقنوات المحلية والدولية، قرب دوار أبو حميد في بلدة الزوايدة بالمحافظة الوسطى. أدى القصف إلى مقتل مهندس البث في الشركة الصحفي أحمد أسعد محمد أبو مطير (34 عامًا)، وبشار محمد نبيل الزعانين (17 عامًا)، وهو نجل الصحفي محمد الزعانين العامل في الشركة ذاتها. كما أُصيب الصحفي إسماعيل جبر بشظايا في الأطراف السفلية.

كما ألحق القصف أضرارًا بالغة في سيارة البث التابعة للشركة، وهي من نوع فولكس فاجن رمادية اللون، إضافة إلى مركبة من نوع هيونداي Santa Fe فيراني اللون للشركة.

عند حوالي الساعة 17:50، أطلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية صاروخًا استهدف خيمة تأوي نازحين داخل ساحة مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية “د” (السردي) التابعة لوكالة الأونروا، في مخيم النصيرات في المحافظة الوسطى. أدى القصف إلى مقتل الطفلين الشقيقين: عمر ودانا عبد الله صبحي الزقزوق (6 و8 سنوات). كما أصيب ثمانية مواطنين آخرين بجراح متفاوتة.

عند حوالي الساعة 18:00، أطلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية صاروخًا استهدف خيمةً جنوب غرب مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل الطفل محمود شعبان يوسف عامر (17 عامًا) والمواطن إسلام أحمد خليل طلبة (32 عامًا)، وإصابة خمسة مواطنين آخرين بجراح متفاوتة.

عند حوالي الساعة 18:05، هاجمت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة أبو سويرح في منطقة السوارحة جنوب غرب مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل عادل سالم عادل أبو سويرح (40 عامًا) ونشأت نبيل محمد أبو سويرح (41 عامًا)، كما أُصيب عدد من سكان المنطقة بجراح متفاوتة نتيجة القصف.

عند حوالي الساعة 18:50، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة عنيفة استهدفت منزلًا لعائلة وشاح، في مخيم البريج بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل ثمانية مواطنين، من بينهم خمسة أطفال وسيدتان، فيما أُصيب عدد آخر من السكان بجراح متفاوتة، ولا يزال عدد من المواطنين تحت أنقاض المنزل حتى لحظة التوثيق.

عند حوالي الساعة 19:00، أطلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية صاروخًا استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة أرض أبو سليم غرب مخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل ستة مواطنين، من بينهم طفلان وسيدتان.

تمثل هذه الجرائم تصعيدًا خطيرًا ونمطًا ثابتًا من سياسة العدوان العسكري الإسرائيلي والعقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال ضد سكان القطاع، في انتهاك جسيم لأحكام اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، والقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية. كما يشير تكرار استهداف الأطفال والنساء والصحفيين ومواقع الإيواء إلى نية مبيتة لإيقاع أكبر عدد من الضحايا وبث الرعب في نفوس المدنيين.

يحذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من أن صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم، وغياب أي إجراءات للمساءلة، يمنح إسرائيل ضوءًا أخضر للاستمرار في القتل والتدمير، ويمهد لمرحلة جديدة من جرائم الإبادة الجماعية الممنهجة بحق المدنيين الفلسطينيين.

ويطالب المركز المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم واتخاذ إجراءات فورية تشمل فرض حماية عاجلة للمدنيين، وإنهاء الوجود العسكري لقوات الاحتلال في قطاع غزة، ووقف استخدام الأساليب والأسلحة التي تستهدف الأحياء المدنية، وإلزام إسرائيل بوقف هجماتها وحصارها على القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *