يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم القتل في الضفة الغربية، حيث قتلت 9 فلسطينيين، بينهم 5 مدنيين، منهم امرأة مسنة، في 4 جرائم منفصلة خلال ثلاثة أيام في نابلس وقلقيلية وطولكرم. وتأتي هذه الجرائم، بالتزامن مع استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرًا.

واستناداً للمعلومات التي جمعها باحث المركز، ففي حوالي الساعة 10:10 صباح اليوم الخميس الموافق 19/12/2024، تسللت قوة من الوحدات الخاصة في قوات الاحتلال إلى مخيم بلاطة للاجئين، عبر مركبتين مدنيتين، إحداهما شاحنة لتوزيع المواد التموينية والأخري مني باص كرفيل شتل لون أبيض، وتمركزت في حارة الجماسين، في نهاية السوق التجاري وسط مخيم بلاطة.  ولحظة ترجل القوات الخاصة من المركبات المدنية اكتشف أمرها، وعلى الفور باشرت بإطلاق النار تجاه المواطنين في منطقة السوق فقتلت المسنة حليمة صالح حسن ابو ليل، 80 عاماً، بعد إصابتها بعيارين ناريين في الصدر والساق. ومن على سطح إحدى البنيات أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه الشاب قصي حامد عيسى مسروج،25عاماً، وهو في شرفة في الطابق الثالث من منزله، وبقي ينزف أمام أفراد عائلته حتى انسحاب قوات الاحتلال عند حوالي الساعة 12:30 ظهرًا، حيث نقل إلى مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس وهناك أعلن عن وفاته متأثرًا بجراحه.  كما أصيب أربعة مدنيين، وصفت حالة اثنين منهم بالخطيرة جراء إصابتهما في البطن والظهر، في حين اعتقلت تلك القوات أحد المصابين وهو من أصحاب المحلات التجارية خلال نقله بسيارة مدنية ـ

وفي الجريمة الثانية، وفي إطار جرائم القتل خارج نطاق القانون (الاغتيال) قتلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين بعدما قصفت بطيرانها الحربي مركبة كانوا يستقلونها وسط حي سكني داخل مخيم طولكرم شرقي مدينة طولكرم. ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها باحث المركز، ففي حوالي الساعة 1:16 بعد ظهر اليوم الخميس، قصفت طائرة إسرائيلية مسيرة مركبة من نوع مازدا لون رمادي، أثناء وجودها في شارع البلاونة، الواقع في منطقة مكتظة في قلب مخيم طولكرم. أسفر القصف عن مقتل 4 فلسطينيين من الذين يشتبه بانتمائهم لفصائل فلسطينية مسلحة، وإصابة 4 مدنيين آخرين بينهم طفلان. وبعد قليل من القصف، اقتحمت قوات الاحتلال معززة بعدة آليات عسكرية ترافقها الجرافات مدينة طولكرم ومخيمها، وسط تحليق مكثف للطائرات، وتوجهت لمنطقة استهداف المركبة.

وفي الجريمة الثالثة، قتلت قوات الاحتلال عاملين فلسطينيين، بدم بارد، بالقرب من جدار الضم في مدينة قلقيلية، خلال محاولتهما الدخول للعمل داخل إسرائيل. ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها باحثة المركز، ففي حوالي الساعة 02:00 مساء يوم الثلاثاء 17/12/2024، توجه المواطنان ضياء شريف سلمي، 31 عاما، ومحمد زكي أشقر، 32 عاماً، إلى فتحة في جدار الضم في منطقة المرج شمال مدينة قلقيلية، بهدف العمل في إسرائيل. أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في منطقة الجدار النار تجاه سلمي والأشقر وقتلتهما بدم بارد، بعد إصابتهما بعدة أعيرة نارية، وسلمتهما لاحقا للهلال الأحمر الفلسطيني الذي نقلهما إلى مستشفى درويش نزال.

وفي الجريمة الرابعة، قتلت قوات الاحتلال مدنياً على سطح منزله في بلدة قصرة جنوب شرقي مدينة نابلس. ووفق المعلومات التي جمعها باحث المركز، ففي حوالي الساعة 6:00 مساء يوم الثلاثاء نفسه، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قصرة، وانتشر الجنود في حارات البلدة وسط إطلاق نار وقنابل غاز كثيفة. تسبب ذلك في اختناق عائلة المواطن كاتسون صايل ربحي حسن، 47 عاماً، ما اضطرهم لإغلاق نوافذ منزلهم. بعد عشرين دقيقة تقريباً هدأت عملية إطلاق النار فاعتقدت العائلة التي تسكن وسط بلدة قصرة، أن قوات الاحتلال انسحبت، وصعد المواطن كاتسون ونجله سند، 20 عاما، إلى سطح منزلهم المكون من طابقين، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار تجاههما وأصابت كاتسون بعيار ناري في صدره. سارع الابن إلى سحب والده إلى الأسفل ومن ثم نقل إلى مركز الجزائر الطبي في البلدة، ثم حول إلى مستشفى ياسر عرفات الحكومي في سلفيت والمستشفى العربي التخصصي في نابلس، وأعلن عن في حوالي الساعة 5:30 مساء اليوم التالي 18/12/2024.

وبهذا يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بداية العام إلى 509 أشخاص، بينهم 90 طفلاً و15 امرأة إحداهن متضامنة أجنبية.

وإذ يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تصاعد جرائم القتل التي ترتكبها قوات الاحتلال، فإنه يكرر دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة، وإنهاء عقود من الحصانة لمجرمي الحرب الإسرائيليين.