تاريخ الإفادة: 1/8/2025
أنا فايزة ناهض حسن عزام – المشهورة النزلي، 37 عاماً، أرملة وأم لثلاثة أطفال: جنات، 12 عاماً، ماريا، 7 سنوات، ومسك، 6 سنوات، بكالوريوس تعليم أساسي، من تل الهوى، غزة – مقابل مستشفى القدس.
كنت أعيش في بيتي في تل الهوى مع زوجي ياسر محمد يوسف النزلي، وأطفالي الثلاثة، وكان أهلي يسكنون في عمارة قريبة. عندما اندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر 2023، تبدلت حياتنا بالكامل. كانت منطقتنا في تل الهوى من أكثر المناطق تعرضًا للقصف: أحزمة نارية، صواريخ حربية من طائرات F-16، وطائرات مسيّرة (الكواد كابتر) تزرع الخوف والموت في كل مكان.
بعد تهديدات واقتراب القصف من حولنا، اضطررت أن أنزح مع أطفالي الثلاثة وأهلي نحو الجنوب خوفًا وحفاظًا على حياتنا، بينما رفض زوجي أن يترك البيت وبقي فيه. الخوف كان يملأ قلوبنا، خاصة الأطفال، ومع تكرار التهديدات وصعوبة الوضع الأمني قررنا الرحيل.
نزحنا في 14/10/2023 إلى مدينة حمد في خان يونس، حيث مكثنا في شقة شقيقتي لمدة شهرين. كانت الشقة ضيقة جدًا مع تكدس كبير للعائلة، ومعاناة نفسية وجسدية واقتصادية كبيرة تلاحقنا. لم يكن هناك خصوصية أو راحة، وكان الخوف الدائم من قصفٍ مفاجئ يرافقنا.
بعد صدور تحذيرات بإخلاء مدينة حمد، انتقلنا إلى رفح ونصبنا خيمة بالقرب من الحدود المصرية مقابل المقبرة. كانت الظروف لا إنسانية: لا مياه صالحة للشرب، نقص في الطعام والدواء، برد قارس ليلًا، ومعاناة نفسية كبيرة، خصوصًا وأن معي طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، جنات، تعاني ضمورًا في المخ منذ الولادة وتحتاج لرعاية وعلاج دائمين.
عندما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية رفح في 6/5/2024 اضطررنا مرة أخرى للفرار إلى خانيونس، مدينة حمد. تفاقمت معاناتنا: نقل المياه صار مهمّة شاقة، الطعام والدواء قلّ، وكانت حالة جنات تتدهور بسبب انقطاع العلاج والرعاية. التنقل المتكرر، غياب الأمن، ونقص المال جعل حياتنا بلا استقرار، وكنا نخشى على حياتنا وحياة الأطفال يومًا بعد يوم.
طوال هذا الوقت، كان زوجي ياسر يتواصل معنا من تل الهوى ليطمئن علينا. وفي 20/6/2024، وصلنا خبر استشهاده. قُتل ياسر في منطقة تل الهوى (منطقة الأبراج) برصاص طائرة إسرائيلية مسيّرة (كواد كابتر) وقت الظهيرة حوالي الساعة 12:30 أصابته رصاصة مباشرة في الرأس والصدر بينما كان يحاول الاحتماء. اتصل على شقيقته (نبيلة) وأخبرها بما حدث، فخرجت العائلة للبحث عنه. لكن دخول الإسعاف الى منطقة تل الهوى كان صعباً للغاية، فلم يصل الإسعاف في الوقت المناسب. حاول ياسر الزحف إلى مكان آمن وهو ينزف، ولكن لم يستطع الاستمرار. وُجد لاحقًا بآثار دماء تتبعتها أمه وشقيقته بين أبراج تل الهوى، ونُقل على عربة يجرها حيوان إلى مستشفى المعمداني حيث لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله. استشهاد ياسر دمّرني؛ شعرت أن حياتي توقفت. تركنا بلا معيل، وترك وراءه أطفالًا محرومين من حنان والدهم.
بعد شهر من اعلان وقف إطلاق النار، في فبراير 2025، عدتُ أنا وأطفالي الثلاثة إلى غزة عبر طريق صلاح الدين. رجعت بقلب مكسور أملاً ان أجد بيتي وذكرياتي كما كانت، وأن أجد زوجي ياسر بانتظارنا، لكن الواقع كان أقسى، عدت ولم أجد زوجي، ووجدت الذكريات نُسفت بأثر العدوان.
توجهت إلى بيتي مقابل مستشفى القدس، بينما عاد أهلي إلى شقتهم في عمارتهم في شارع الدحدوح بتل الهوى. كان والدي يبيت عندي ليلًا ويغادر في الفجر إلى شقته في عمارة العائلة.
وفي صباح 14/7/2025، الساعة 7:10 صباحًا، تعرضت عائلتي لمجزرة مروعة. أغار الطيران الحربي الإسرائيلي بصاروخه القاتل على عمارة عزام، عمارة مكوّنة من أربعة طوابق في شارع الدحدوح بتل الهوى، فحوّل أربعة طوابق إلى ركام خلال لحظات. يُقال إن الضربة جاءت بصاروخ حربي من طائرات F-16 أو ببرميل متفجرات. العمارة كانت مأهولة مدنيين نازحين وعائلات تبحث عن الأمان، لم يكن هناك أي إنذار ولا وجود لهدف عسكري داخل العمارة، والحيّ كان مزدحمًا بالخيم والنازحين.
كنت حينها في مدرسة البحيري قرب بيتي عندما سمعت صوت الانفجار، شعرت وكأنه زلزال. في لحظات قليلة بدأ الهاتف يرن وتأتي الأخبار: والدي، إخوتي، زوجات إخوتي، أطفالهم، عمّاتي، أبناء عمومتي، كلهم استُشهدوا او أصيبوا. حاولت الاتصال بأخي حسام فلم يجب، ثم سمعت أن الإسعاف جاء ليحمل الجثث. تلقيت الخبر وأنا في حالة صدمة وانهيار عصبي. وصلت للبيت مسرعة، لكن ما وصلتُ إليه كان ما بين الكابوس والواقع: جثث محترقة وممزقة، مناظر لا يحتملها قلب ولا عين. لم أتحمل فكرة الذهاب للمستشفى للتعرف على الجثث، رفضت لأنني لا أستطيع أن أرى والدي وأهلِي بهذه الحالة.
لحظة القصف كان هناك في عمارة أهلي عائلات نازحة من أبناء العمومة، وعمّاتي، وأولادهم، وأحفادهم.
ومن بين الناجين من هذه المجزرة كانت والدتي، صبحية يوسف علي الدحدوح (عزام)، 69 عاماً، والتي نجت لكنها أصيبت بحروق شديدة في أنحاء جسدها ورضوض متعددة. كما أُصيبت أختي ندى ناهض عزام، 26 عاماً، إصابة في الرأس استدعت تغريز الجرح، إضافة الى رضوض في جميع انحاء جسدها.
أما ابنة أخي حسام، جودي حسام ناهض عزام، 9 سنوات، فقد كانت إصاباتها بالغة؛ إذ تعرضت لكسور في الجمجمة، ودخول هواء إلى الدماغ، وإزالة الطحال، وتشوه في الوجه، وشظايا في العين اليمنى فقدت بسببها بصرها، مع وجود تكتلات دموية داخل العين، بالإضافة إلى حروق ورضوض وكسور في أنحاء جسدها. كما وُضع بلاتين في الجزء الأيمن من ساقيها. نُقلت جودي إلى مستشفى الشفاء، وخُرِّجت بتاريخ 3/8/2025 إلى بيت جدتها لوالدتها في منطقة النصر بعد تحسّن طفيف، لكنها ما زالت بحاجة ماسة إلى تحويلة للعلاج في الخارج لتركيب شبكية وقرنية للعين.
تبدأ قائمة الشهداء من أبي الحنون، الشهيد ناهض حسن محمد عزام، 66 عاماً، وهو رجل مسن يعاني من أمراض مزمنة. بجواره، ارتقى أخي الكبير حسام ناهض حسن عزام، 43 عاماً. إلى جانبه استشهدت زوجته ديانا ناصر حسن عزام، 35 عاماً، والتي كانت تواصل دراستها للحصول على درجة الدكتوراه في الرياضيات رغم ظروف الحرب القاسية. لم تتوقف المأساة هنا فقط، إذ استشهد ايضاً ابناؤهم الثلاثة: عبد الرحمن، 13 عاماً ونصف، ولانا، 16 عاماً، وأمير، عاماً واحد.
كما ارتقى شقيقي محمد ناهض عزام، 35 عاماً، والحاصل على بكالوريوس في المحاسبة. أصيب محمد في البداية إصابة بالغة في بطنه، حيث هشمت الشظايا أحشاءه وقطعت الطحال والكبد، وأزيلت كليتاه. قاوم لساعات طويلة قبل أن يستشهد في الثانية بعد منتصف الليل من يوم 15 يوليو 2025.
مأساة محمد بدأت قبل ذلك بكثير.. فقد زوجته، مريم بلال الرملاوي، في مجزرة أخرى بحي الزيتون في غزة بتاريخ 23 أكتوبر 2023، إثر قصف صاروخي من طائرة F-16 استهدف منزل عائلتها المكون من ثلاثة طوابق، ما أسفر عن استشهاد ثمانية أشخاص من أسرتها. في ذلك اليوم، كان أخي محمد قد غادر منزل عائلة زوجته مريم قبل دقائق من قصفه، ونجا من تلك المجزرة، لكن القدر كان يخبئ له الشهادة لاحقاً مع والده وإخوته في مجزرة العائلة.
في نفس العمارة، استشهدت أيضاً شهد صبحي الصيفي، زوجة شقيقي محمود، وهي مهندسة في سنتها الرابعة بالجامعة، 24 عاماً. أصابها القصف في رأسها فارتقت على الفور. ولم يسلم طفلاها الصغيران أسامة محمود عزام، سنتان ونصف، الذي كان يلهو في حديقة العمارة، وراتب محمود عزام، عاماً واحد، الذي كان مع والدته شهد وقت القصف.
كما استشهدت دعاء زياد عزام، زوجة شقيقي أحمد، 22 عاماً، وكانت حاملاً في شهرها السادس، إلى جانب ابنها كريم أحمد عزام، عاماً ونصف.
كما كانت في المنزل أيضاً آثار مأساة سابقة، عمتيروضة حسن محمد عزام، البالغة من العمر 51 عاماً، التي كانت في مصر للعلاج بعد إصابتها في قصف سابق في دير البلح، أرض أبو عريف، بتاريخ 22 فبراير 2024. أصابها صاروخ F-16 إصابة بالغة أدت إلى قطع الحبل الشوكي، فيما استشهدت بناتها هناك: هند جمعة خلف عزام، 23 عاماً، إسلام جمعة خلف عزام، 31 عاماً، واستشهد من أطفال اسلام: لينا أحمد سالم عزام، 7سنوات، وإبراهيم أحمد سالم عزام، 7 أشهر.
وبقي لعمتي روضة أربعة أبناء، استشهد منهم في مجزرة العائلة، علاء جمعة خلف عزام، 23 عاماً، وما زال تحت الأنقاض. ونرجس عزام، 21 عاماً، زوجة ابنها، والتي سبق أن فقدت طفلها مهند، 6 أشهر، في مجزرة دير البلح، وحملت بعده طفلها الثاني كنان، 6 أشهر، ليستشهد معهما في مجزرة العائلة.
المأساة طالت أيضاً النازحين في العمارة، حيث كانت عائلات من أبناء العمومة والعمات وأحفادهم يقيمون فيها. من هؤلاء استشهد: مؤمن زياد عزام، 28 عاماً، سارة زياد عزام، 19 عاماً، لينا زياد حسن عزام، 24 عاماً، حامل في شهرها الثاني، وابنها امير حسام جمعة، عاماً واحد.
كما استشهد بنات عمي ناصر حسن عزام، مي ناصر حسن عزام، 32 عاماً، لارا ناصر حسن عزام 31 عاماً، وطفلة هي ابنة شقيقهما، ديانا علاء عزام، عام واحد.
هكذا، وفي يوم واحد، طويت صفحات حياة عائلات بأكملها، تناثرت أحلامهم بين الركام، الصغار والكبار، المتعلمون والمرضى، الأمهات والأجنة، في جريمة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي، وأبقت خلفها جرحاً لا يندمل وشهادة دامغة على الإبادة الجماعية.
لم يعد بيتنا بيتاً.. صار قبراً جماعياً لعائلتي، وصار صوتي الذي يروي هذه الحكاية مثقلاً بالوجع. لم يبقَ لنا سوى الشهادة على ما جرى، لعل العالم يعرف أن هؤلاء لم يكونوا أرقاماً. بل حياة كاملة أُبيدت في لحظة.
générique kamagra pharmacie canadienne en ligne
pharmacies américaines pour kamagra sans rx
online order enclomiphene cheap canadian pharmacy
buy cheap enclomiphene lowest price
generic androxal in nz
get androxal cost new zealand
buy cheap dutasteride cheap uk
buying dutasteride uk online pharmacy
flexeril cyclobenzaprine without a prescription or doctor
buying flexeril cyclobenzaprine australia no prescription
discount fildena buy online no prescription
purchase fildena purchase from uk
how to order gabapentin usa discount
cheap gabapentin cheap prescription
buy cheap itraconazole generic pharmacy online
how to order itraconazole buy online australia
order staxyn retail price
cheapest buy staxyn uk cheap purchase buy
generic avodart cheap
buying avodart generic in us
discount xifaxan generic dosage
cheapest buy xifaxan uk buy online
buy rifaximin price netherlands
order rifaximin price discount
koupit kanadský kamagra
mohli bych získat obecný kamagra online levně