يوليو 29, 2025
غزة تباد جوعًا وقصفًا: إسرائيل تحوّل المساعدات إلى فخاخ موت وتواصل الإبادة الجماعية
مشاركة
غزة تباد جوعًا وقصفًا: إسرائيل تحوّل المساعدات إلى فخاخ موت وتواصل الإبادة الجماعية

يتدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى مستويات كارثية غير مسبوقة، في ظل مواصلة إسرائيل تنفيذ سياسات الإبادة الجماعية، وعلى رأسها استخدام التجويع كسلاح ممنهج. تمنع سلطات الاحتلال تدفق الغذاء والدواء والوقود، وتفرض قيودًا مشددة على إدخال المساعدات، ثم تحوّل نقاط توزيعها المحدودة إلى ساحات قنص وقصف وقتل جماعي. بالتوازي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات عسكرية دامية على خيام النازحين، وعلى ما تبقى من منازلهم وأسواقهم وتجمعاتهم، ما يؤدي إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين يوميًا.

هذا التصعيد الدموي يمثل مرحلة متقدمة من جريمة الإبادة الجماعية التي تُنفَّذ بصورة علنية وممنهجة، في ظل عجز دولي فاضح عن وقفها، ويأتي في ظل حملة دعائية وتضليلية إسرائيلية تحاول حرف الأنظار عما يجري من محوٍّ منظم وممنهج للإنسان والبنيان ومعالم الحياة في القطاع.

وضمن أحدث ما وثقته طواقمنا، تنفيذ قوات الاحتلال الليلة الماضية، هجومًا بريًّا مصحوبًا بقصف جوي عنيف على شكل أحزمة نارية، على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 30 مواطنًا، بينهم 12 طفلًا و14 امرأة، وإصابة وفقدان العشرات.

ووفق المعلومات التي جمعها طاقم المركز، عند حوالي الساعة 22:30 من مساء يوم الاثنين الموافق 28/7/2025، نفذت آليات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا بريًّا من محور نتساريم ومنطقة المغراقة باتجاه جسر وادي غزة، وصولًا إلى شمال وشمال غرب “المخيم الجديد” الواقع شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. جاء هذا التوغل تحت غطاء كثيف من تحليق الطائرات المسيّرة التي فتحت نيرانها على كل جسم متحرك، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف أطلقته المدفعية المتمركزة على الحدود الشرقية للمحافظة، مستهدفة محيط المنطقة بشكل مباشر. وما بين الساعة 23:20 23:50 من مساء اليوم ذاته، شن الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات جوية استهدفت منازل مأهولة بالسكان في المنطقة. وخلال الهجوم، وردت مناشدات استغاثة عاجلة من مواطنين محاصرين داخل منازلهم، لا سيما في محيط مسجد “ذو النورين” غرب المخيم الجديد، إلا أن فرق الإسعاف والدفاع المدني لم تتمكن من الوصول إلى المنطقة نتيجة كثافة النيران وخطورة الوضع الميداني.

ومع ساعات الصباح الأولى من اليوم الثلاثاء الموافق 29 يوليو 2025، وبعد إعادة انتشار قوات الاحتلال خارج المنطقة، تمكن المواطنون وطواقم الإنقاذ من الوصول إلى المنطقة، وتبيّن أن الطيران الحربي قصف منازل عدة فوق رؤوس ساكنيها، تعود لعائلات أبو عطايا، صيام، وأبو نبهان. وتم انتشال 30 قتيلا بينهم 12 طفلا و14 امرأة، معظمهم كانوا أشلاء ممزقة، من بينهم جنين وُلد قتيلا بعد مقتل والدته. ولا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض ومصيرهم مجهول حتى اللحظة. علمًا أن غالبية الضحايا، عبارة عن أسر، تشمل الزوجين أو أحدهما وعدد من الأبناء، ويحتفظ المركز بأسماء من عرف من الضحايا.

تأتي هذه الجريمة، في وقت تتعمق فيه المأساة الناجمة عن التجويع الإسرائيلي، وباتت تسجل يوميا حالات وفاة جراء سوء التغذية، حيث أعلنت وزارة الصحة، أمس تسجيل 14 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 147 حالة وفاة، من بينهم 88 طفلًا.1

وفي حين تنخرط قوات الاحتلال في حملة دعائية عن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، تظهر متابعة طاقم المركز، أنه لم يحدث أي تغيير جدين حيث دخلت عشرات الشاحنات فقط، مع غياب أي إجراء تأمين، واقتصر وصولها على مناطق تقع في نطاق سيطرة قوات الاحتلال، وهو ما يدفع آلاف المواطنين إلى المخاطرة بحياتهم والوصول إلى هذه المناطق شمال غربي مدينة غزة، وبين خانيونس ورفح، ليجدوا أنفسهم عرضة للنيران الإسرائيلية، وقتل وأصيب العشرات منهم خلال اليومين الماضيين، فيما كان على من نجا أن يخوضوا صراعا وتزاحما شديدا مع بعضهم ليحصلوا على حفنة طحين، بعد أن تنتزع آدميتهم وتمتهن كرامتهن، وهو ما يتنافى مع مبادئ الوصول الآمن للمساعدات، ويجعل من هذه الآلية أداة قتل وهندسة تجويع وليس إنقاذ.

إن تعمد الاحتلال تجاهل الحل الجذري، المتمثل في فتح الممرات البرية والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود بكميات كافية ومستقرة، هو جريمة إنسانية قائمة بذاتها. لا يجوز اختزال الاستجابة الإنسانية في مشاهد استعراضية سواء عبر الإنزالات من الجو أو إدخال الشاحنات دون تأمين وتفريغها في مناطق خطيرة، تهدر كرامة الناس وتعمّق مأساتهم.

يحمل المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بجميع هيئاته مسؤولية فورية ومباشرة، ويطالب بتحرك عاجل وفعّال لوقف سياسة الإبادة عبر التجويع والقصف، وإلزام دولة الاحتلال بفتح المعابر والسماح بدخول الإمدادات فورا دون قيود، وتوفير ممرات إنسانية آمنة، ومحاسبة كل من تورط في هذه الجرائم التي تهدد بمحو حياة جيل كامل.

كما يطالب الأمم المتحدة وهيئاتها، وخاصة المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء، بالتحرك العاجل لإجراء تقييم ميداني شامل للوضع في قطاع غزة، وعدم الانتظار لإعلان قطاع غزة رسميًا منطقة مجاعة من الدرجة الخامسة.

ويشدد على أن إنهاء التجويع إنما يتم عبر السماح بلا قيود للمساعدات والبضائع من الوصول إلى قطاع غزة، وتمكين الوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة للقيام بدورها، وكل ذلك يتطلب فتح المعابر ورفع الحصار، وضمان حركة آمنة ووقف القصف الإسرائيلي.


  1. وزارة الصحة الفلسطينية، الحساب الرسمي على تلغرام، 28/7/2025. الرابط ↩︎

13 Comments

  1. cheap enclomiphene price at walmart

    buy cheap enclomiphene generic release date

  2. achat kamagra en france pharmacie

    donde comprar kamagra en mar del plata

  3. how to order androxal us prices

    buy cheap androxal without a script

  4. order flexeril cyclobenzaprine for women

    ordering flexeril cyclobenzaprine cost tablet

  5. how to order dutasteride cheap canadian pharmacy

    ordering dutasteride canada fast shipping

  6. how to order gabapentin generic in united states

    how to order gabapentin purchase line

  7. cheapest buy fildena cheap online in the uk

    cheap fildena buy adelaide

  8. cheapest buy itraconazole generic release date

    itraconazole fedex without a perscription

  9. buy staxyn cheap prescription

    cheap medication staxyn

  10. how to buy avodart cheap discount

    order avodart cheap online in the uk

  11. is rifaximin over the counter in the USA

    rifaximin shipped with no prescription

  12. how to buy xifaxan price dubai

    xifaxan prices

  13. kamagra online bez kanady na předpis

    levné kamagra bez lékařského předpisu

اترك رداً على buying fildena buy generic إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *