سبتمبر 5, 2025
رحلة معاناتي من النزوح والبتر والانتظار
مشاركة
رحلة معاناتي من النزوح والبتر والانتظار

تاريخ الإفادة: 26/08/2025

حمزة عبد نصر سالم، 33 عاما، متزوج وأب لأربعة أطفال، سكان معسكر جباليا شمال غزة، ونازح حاليا في مدينة غزة.

أنا متزوج ولدي 4 أطفال وهم: مجد، 12 عاما، ومحمد، 10 أعوام، وريتال، 7 أعوام، وحسن، 4 أعوام، كنت أعمل قبل الحرب عاملا في محطة بترول، وأنا وحيد أهلي وكنت أعيش معهم في بيت أرضي بمساحة 150 م2 نصف البيت أسبستوس ونصفه الآخر من الاسمنت. كنت أعيش حياة سعيدة مع أسرتي وأطفالي إلى أن جاءت الحرب وقلبت حياتي رأسا على عقب.

في صباح السابع من أكتوبر للعام 2023 في حوالي الساعة السادسة والنصف صباحا، استيقظت على صوت الصواريخ وإطلاق النار، كانت زوجتي تجهز أطفالي للذهاب إلى المدرسة، ما كنا نعرف شو في، عرفنا من الأخبار بالعملية، وتوقعنا حجم الرد سيكون قاسيا من الاحتلال الإسرائيلي، بدأت الحرب فعليا من أول يوم وكان الرد الإسرائيلي قويا في الشمال تحديدا وبدأت حركة نزوح للسكان في المناطق الحدودية مثل بيت حانون وأطراف بيت لاهيا.

بقيت موجودا في بيتي طوال شهر أكتوبر وطبعا تم قطع الكهرباء وشبكات المياه والإنترنت عن القطاع وكنا نواجه صعوبة في التواصل مع الأصدقاء والأقارب، واستمرت المعاناة في البحث عن مياه ونقل مياه من آبار جوفية، وصعوبة الحصول على بعض المواد التموينية فلقد تمت إغلاق جميع المحلات التجارية وبسطات البائعين بسبب القصف الإسرائيلي. استطعت أن أوفر بعض المواد التموينية لأسرتي ووالدي، ورفضت النزوح لجنوب القطاع في البداية، أطفالي كانوا طول الوقت صراخ وخوف 24 ساعة من صوت القصف.

بتاريخ 1/11/2023، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من الصواريخ (حزاما ناريا) في منطقتي السكنية حي الستة الشهداء شمال قطاع غزة، أثناء الحزام الناري أنا كنت خارج المنزل وأول ما سمعت الصوت صرت أجري للمنزل لأطمئن على أسرتي، وعندما وصلت وجدت بيتي مدمرًا، ووالدي مصابا بشظايا في ظهره، وكان الناس متجمعين ويحملون طفلتي ريتال ويدها مبتورة، حملتها وتوجهت فيها إلى المستشفى، ولم يكن إسعافات وبقيت أمشي وهي تنزف لغاية ما وجدت بصعوبة سيارة مدنية أوصلتني مستشفى الاندونيسي شمال قطاع غزة. بقيت زوجتي وأنا مع ريتال في المستشفى حوالي شهر لاستكمال علاجها وكانت فترة صعبة، كيف لطفلة صغيرة لم تقو على شيء أن يتم بتر يدها! ولكن الحمد لله على كل حال، بقينا في المشفى حتى اقتحم جيش الاحتلال السور الخارجي للمستشفى الاندونيسي تقريبا في بداية شهر ديسمبر 2023 بعدما أطلق القذائف والنار في ساحة المستشفى. وعندما بدأ الجيش بالتراجع من أطراف المستشفى استطعت أخذ ابنتي والخروج تحت إطلاق النار وتوجهت إلى مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع لاستكمال علاجها.

بتاريخ 24/11/2023 تم إعلان تهدئة أولى بين الفصائل وجيش الاحتلال مدتها أسبوع وقضينا هذا الوقت في مستشفى كمال عدوان، وبهذا التوقيت كان مستشفى الاندونيسي خرج عن الخدمة. بعد انتهاء الأسبوع تجدد العدوان، ووصل جيش الاحتلال منطقة العطاطرة وبئر النعجة وبيت لاهيا وكذلك إلى مستشفى كمال عدوان واضطررنا للخروج ولم يتبق مكان في شمال القطاع يمكن النزوح إليه. اضطررت لأخد أسرتي ونزحنا لجنوب القطاع عن طريق الحاجز الإسرائيلي في شارع الرشيد، كان يجب أخرج مع بنتي لأنه جميع المستشفيات في شمال القطاع خرجت عن الخدمة بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية والقصف المتواصل والأحزمة النارية، الاحتلال كان يتعمد محو شمال قطاع غزة وانعدام الحياة فيه وتوجيه الناس تحت القصف والنار نحو الجنوب.

نزحت إلى مخيم النصيرات وسط القطاع وتوجهت إلى مستشفى العودة الصحي لاستكمال علاج ريتال وبدأ وضعها الصحي يستقر وجرحها يلتئم وتعافت. في هذه الفترة بدأت قوات الاحتلال عملية عسكرية على أطراف مخيم النصيرات واضطررت خوفا على حياة أطفالي إلى النزوح مرة أخرى لمدينة رفح جنوب القطاع وبقيت هناك حوالي شهر ونصف. طبعا في كل مرة كنت أنزح فيها كانت معاناة كبيرة من حيث الخطر وانعدام الأمان في كل مكان، وبالتالي الخوف يرافقني دوما على حياة أسرتي، وتكاليف النقل كانت غالية جدا وحمل أغراضك في النزوح كان صعبا لأنني لا أستطيع تحت القصف والنيران أخرج بشي، ولما أصل منطقة بعد نزوحي تبدأ المعاناة في البحث عن خيمة أو منزل والبحث عن أغراض للنوم مثل الفرشات والأغطية لأنه كان فصل شتاء وذروة الأربعينية والأطفال لا يستحملون كل هذا التعب والمعاناة، غير طبعا البحث عن جالونات مياه وبصعوبة كنا نجدها لأنه كل السكان نازحين ولا يوجد بضائع  تدخل القطاع.

بتاريخ 6/02/2024، كنت بالأصل نازح في بيت خالتي وراجع على البيت حوالي الساعة 8 مساء، حدث قصف إسرائيلي بصاروخ من طيران الاستطلاع في شارع حي الزهور في مدينة رفح، بهذه اللحظة أصبت بجروح خطيرة أنا وابن خالتي مصباح موسى، 26 عاما، وأصيب أيضا ابن خالتي عمر صالحة، 26 عاما، وسرعان ما أعلنوا استشهاده. حينها تم نقلى إلى المستشفى الميداني الاماراتي وفقدت الوعي وبقيت في غيبوبة حوالي 10 أيام كما أخبرني الأطباء ومغيب وما بعرف شيء، عندما أفقت وجدت نفسي في المستشفى ومن هنا بدأت معاناتي. أخبرني الأطباء أنني نجوت من موت محتم وكنت أشبه بميت، شعوري كان صعبا ومليء بالقهر، أنه تم بتر قدماي واستطعت تقبل الوضع بالصبر والدعاء والمستشفى والكوادر الطبية كانوا يهتمون في حالتي والعلاج بهذا الوقت كان متوفر ولكن كنت أعاني من البتر أنه يسبب لي تشنجات وشحنات كهرباء في جسمي. مكثت في المستشفى حوالي شهرين أتلقى فيهم العلاج، كان من ضمن المعاناة الأثر النفسي كنت شخصا سليما أتحرك وأروح وين ما بدي وشايل بيتي وأسرتي من مصاريف فجأة وجدت نفسي رجليّ مبتورين ومش قادر أعمل شيء، هذا الوضع بهذه الظروف واستمرار الحرب هو المعاناة الحقيقية، أيضا فترة التعافي من الإصابة كانت طويلة رغم توفر العلاج في حينه داخل المستشفى ما كان يتوفر طعام خاص للمرضى بسبب إغلاق المعابر ومنع دخول المواد التموينية والخضار والفواكه، البروتين الحيواني والبيض والحليب بالطبيعي يساعد على التئام جرحي ولكن كل ذلك غير متوفر. كانت وجبتنا الأساسية هي عبارة عن معلبات من الفاصولياء والبازيلاء وهي عبارة عن مواد حافظة وبالتالي لها أثر سلبي على صحتي العامة، خصوصا أن مناعتي ضعفت بعد الإصابة، كان الأكل فقط  من أجل أن أبقى على قيد الحياة، وصرت آكل المتاح من طعام وهو المعلبات كما ذكرت ولكن الميزة الوحيدة كانت هي توفر العلاجات ومسكنات الألم.

بتاريخ 08/04/2024 خرجت من المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ورجعت لمخيم النصيرات في منزل أختي، بهذه الفترة بدأت معاناتي، بسبب عدم توفر العلاج ومسكنات الألم. توجهنا لكل مكان بالصحة لكن للأسف ما كان متوفر أي علاج بسبب سنة طويلة من الحرب وعدم دخول مواد طبية وعلاج للمرضى من الاحتلال الإسرائيلي وسياسته المجحفة بحق المدنيين الفلسطينيين والمرضى، رغم أن القوانين الدولية تكفل حق المرضى بالعلاج في الحروب ولكن الاحتلال لا يهتم لهذه القوانين ومارس أبشع الجرائم بحق الأطفال والكبار والمرضى، مثلا ابنتي ريتال ما الذنب الذي ارتكبته ليتم بتر يدها بفعل القصف، طفلة 7 أعوام لم تعش شي من حياتها، حسبي الله ونعم الوكيل.

كنت أعاني من الألم طول فترة الليل وبعض الأيام لا أستطيع النوم من الوجع، كان علاجي هو عبارة عن حبوب “لاريكا والجافمنتين” وهذه أدوية مصنفة أنها محظورة وغير متوفرة ولو توفرت كانت بسعر باهظ جدا وخيالي ولا أستطيع شرائها كوني أصبحت عاطلا عن العمل بسبب الإصابة وظروف الحرب، ما خليت مكان إلا وتوجهنا له ولكن لم يتوفر شي، بهذه الفترة كان معي كرسي متحرك بحالة متوسطة من المستشفى الاماراتي.

بدأت معاناتي مع الكرسي المتحرك من ناحية التأقلم على الوضع الجديد والتنقل من مكان لآخر بحثاً عن علاجي. كان ذلك قمة المعاناة لأن الشوارع غير مهيأة بسبب القصف والطرقات متعرجة ومكسرة، وكنت أضطر عندما أخرج أن يكون معي مرافق، بعض الأحيان أصطحب والدي أو ابني أو صديقي ليساعدني في الطريق، والحركة صعبة أيضا بسبب تكدس الناس تقريبا مليون نازح في وسط وجنوب القطاع والوصول لأي مكان كان بصعوبة ومعاناة والكرسي الخاص بي عادي وليس كهربائي وبعض الأحيان كانوا يضطرون لحملي كي أنتقل من مكان لآخر. استمرت هذه المعاناة حتى تم اعلان تهدئة بين الفصائل والاحتلال بتاريخ 19/01/2025 والسماح بعودة النازحين من جنوب ووسط القطاع إلى شمال القطاع. كانت رحلة عودة مليئة بالمشقة والتعب على كرسي متحرك وبعض الساعات يضطر صديقي يحملني في الطريق. من بداية تبة النويري غرب مخيم النصيرات وصولا إلى شمال القطاع كانت كل الشوارع عبارة عن تلال رملية وحجارة وشوارع متكسرة وحفر مياه وحفر صرف صحي، كانت الطريق بهدلة بما تحمل الكلمة من معنى؛ بفعل القصف وتحرك الآليات العسكرية. بأول يوم من التهدئة سمح بالعودة عن طريق البحر فقط مشيا على الأقدام ومنع الاحتلال تحرك سيارات أو عربات تجرها الدواب، كان يوما شاقا ولكن أنا أًصريت أرجع على بيتي ومنطقتي وحسيت ردت لي الروح. وصلت منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة واستقريت في منزل أهل زوجتي أنا وأسرتي لأن بيتي تدمر بفعل أول قصف في شهر نوفمبر 2023.  رجعت للشمال أتفقد بيتي ونصبت خيمة على أنقاض بيتي بمساعدة الأقارب والأصدقاء لأني ما بقدر أعمل شيء وبقيت في خيمتي حتى تم اختراق التهدئة في بداية مارس 2025 وكان شهر رمضان المبارك، بدأت تسقط بعض القذائف على المنطقة وقصف في الشمال وانا أعتبر حالة خاصة لا أستطيع التحرك مثل أي شخص آخر وأحتاج لمساعد. وقدرت أجمع بعض أغراضي بمساعدة زوجتي وخرجنا حتى دوار أبو شرخ في منطقة الفالوجا ووجدت عربة حصان قدرت تنقلني على منطقة تل الهوى، وبهذه المرة كان النزوح السادس وبقيت حتى اللحظة في منزل أهل زوجتي. وتعتبر هذه المنطقة تقريبا منطقة إخلاء يحيطنا القصف من المناطق الشرقية حي الزيتون والصبرة والصناعة، طوال فترة الليل نسمع أصوات قذائف واطلاق نيران وطائرات الكواد كابتر 24 ساعة لا تفارق المنطقة وفي بعض الأحيان تطلق نيران رشاشتها في المنطقة.  أتمنى من ربنا ما يصير نزوح آخر لأنه ما بعرف وين بدنا نروح.

معاناتي مع عدم توفر العلاج والأدوية الخاصة بي صعبة جدا، لأنه لو علاجي متوفر يخفف الألم. أنا تصنيف حالتي بتر مزدوج من فوق الركبة وهذا يسبب لي خذلان وكهرباء، ولو في علاج راح يساعد في تخفيف الألم وتحمله. مع عدم توفر علاجي بمر أيام وليالي لا أستطيع النوم فيها بفعل الألم ولكن مضطر للتحمل لأنه غير مسموح من الاحتلال دخول علاج أو أي وسائل مساعدة للتأقلم والاستمرار، لكن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد بهذه المعاناة ووصول المرضى لحالة من اليأس وخصوصا أن لا أحد ينظر لنا في ظل هذه الظروف.

أتمنى من المؤسسات الدولية والهيئات الأممية تضغط على الاحتلال في دخول العلاج للمرضى وهذا أبسط حقوقنا للتخفيف من أزماتنا ونستطيع التأقلم مع حالات البتر والحياة الجديدة التي فرضها علينا الاحتلال الإسرائيلي.

أنا أحتاج كرسي كهربائي بفعل الطرقات الصعبة حتى أستطيع التحرك والتنقل من مكان لآخر. الكرسي الذي أقتنيه بحالة سيئة ويحتاج صيانة، والشوارع لا تساعدني على التحرك به بسهولة، وأغلب الطرقات رملية وتسبب لي جهد مضاعف.

بالنسبة لوزني بفعل الإصابة والحرب، كان وزني قبل الحرب 85 كيلو غرام، وحاليا بعد البتر وصلت تقريبا 45 كيلو جرام، ورغم ذلك أشعر نفسي ثقيل بالحركة والتنقل وهذه أيضا معاناة أخرى، وأتمنى الحصول على كرسي كهربائي. أصبحت هذه أمنيتي في الحياة حتى أستطيع أن أكمل حياتي.

في بداية الإصابة كنت لا أستطيع أن أقوم بأي شيء حتى الذهاب لقضاء الحاجة، ما كنت أستطيع الذهاب لوحدي وكنت أستعين بزوجتي وكذلك عند الاستحمام وتبديل ملابسي، كانت زوجتي تساعدني. ولكن مع الوقت بدأت أقنع حالي لازم أعتمد على نفسي وبدأت بالتأقلم وأبدل ملابسي بنفسي وأذهب لقضاء حاجتي بمفردي ولكن في بعض الأمور كنت أستعين بزوجتي متل الاستحمام وذلك بفعل إصابتي في يدي اليمنى، أعاني من فقد عظم وقطع في الأوتار في ظاهر يدي وأحتاج عملية زراعة بلاتين خارج غزة لأنه الموارد غير متاحة بفعل الحرب واستمراراها.

معاناتي ووجعي طول السنة مستمر. في فصل الصيف أعاني من التعرق وارتفاع درجات الحرارة وأنا طريح الفراش وغالب اليوم ملقى على ظهري لا يوجد مجال للتحرك ومن الصعب أتحرك. وبالتالي أعاني بالصيف من تقرحات في ظهري وأسفل جسمي وحكة في جسمي وأحتاج تهوية 24 ساعة بالصيف. أما في فصل الشتاء أعاني أيضا من برودة الجو وألم الاعصاب يزيد ويتضاعف عندي في البرد وتزداد حالتي سوء من خدلان وتشنجات ولا أستطيع تحمل الغطاء بالشتاء وجسمي 24 ساعة في حالة تعرق وبنام بالشتاء بدون غطاء وأيضا لا أستطيع حمل الغطاء أو أضعه على جسمي ومنطقة البتر لا زالت تؤلمني.

 بالنسبة لحالتي المعيشية والاقتصادية بعد إصابتي والبتر تفاقمت وأثرت على أسرتي وأطفالي كوني رب أسرة ولدي واجبات والتزامات تجاه أطفالي وتلبية احتياجاتهم. كنت عاملا وأقدر أصرف على بيتي وبفعل الحرب الوضع زاد سوءا وغلاء الأسعار أيضا. الأِشهر الماضية في فترة المجاعة تفاقمت معاناتي بشكل كبير من شهر مارس 2025 بداية دخول المجاعة ومنع الاحتلال دخول المساعدات الانسانية وعشت أياما صعبة جدا.  كنت طول هذه الفترة فقط نتناول وجبة واحدة طوال اليوم وهي عبارة عن صحن صغير شوربة عدس بدون خبز لأنه غير متوفر، وفقدت أيضا حوالي 10 كيلو جرام آخرين من وزني، كانت الطريقة الوحيدة للسكان لجلب الدقيق هي عن طريق الموت من خلال نقطة المساعدات الامريكية أو من منطقة زيكيم وأنا لا أستطيع التحرك والتنقل. العائق الكبير أمامي حاليا بعد كل فصول المعاناة هو عدم توفر مصدر دخل وكل ما كان لدي من ادخار بسيط صرفته خلال فترة علاجي وتنقلي بالحرب، وأنا من بعد إصابتي كنت معتمدا على المساعدات من المؤسسات الدولية، وحاليا توقف كل شي وهذه فترة حرجة أتمنى من ربنا أن تتوقف الحرب وتنتهي هذه المأساة.

وبالنسبة لشبكة علاقاتي الاجتماعية بعد الإصابة طبعا قلت تدريجيا لأنه غالب الوقت أنا بكون موجود بالبيت وصعب أتحرك إلا لجلسة العلاج الطبيعي في مستشفى حمد للأطراف والمكان يبعد عني حوالي 7 كيلو متر وأواجه معاناة خلال وصولي إليه في النقل والمواصلات رغم أنها جلسة واحدة أسبوعيا أذهب على الكرسي المتحرك مشيا على الكرسي والطريق رملية وكلها معيقات والكرسي لا يساعد وبكون يرافقني ابني مجد وينتظرني بالطريق بجوار المستشفى صديقي وائل الشيخ حتى استكمال جلسة العلاج وبعدها أرجع. لو كان متوفر عندي كرسي كهربائي بكون أفضل واريح لي وما أحتاج مرافق معي. أنا أحمل الاحتلال المسؤولية عن حالتي الصحية وأنه يتعمد منع ادخال كراسي متحركة وكهربائية وأدوات مساعدة للأشخاص المصابين بالبتر. وهذه المعاناة مقصودة حتى نصل مرحلة من اليأس ونطالب بالهجرة، هذا هدفهم حتى نصل هذه المرحلة من اليأس ويجبرونا على الهجرة بطريقتهم الخاصة وهي المعاناة والتضييق علينا ولكن إحنا صامدين ونرفض التهجير. رسالتي لكل المؤسسات الدولية والهيئات الأممية وللمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الذي يوثق هذه الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين والمدنيين والمرضى والمصابين وخاصة حالات البتر في قطاع غزة أن ينظروا لنا بعين الرحمة ويحاولوا الضغط على الحكومات والاحتلال بتوفير علاج لنا وكراسي متحركة ووسائل مساعدة للتأقلم مع الحياة وأهم شي علاجنا وخاصة تركيب أطراف صناعية التي يمنع الاحتلال أيضا دخولها والمستشفى لا يستطيع توفيرها ويعمل بأقل الإمكانيات، وأنا أحتاج تركيب طرفين صناعيين وأنا لا زلت على قائمة الانتظار لتركيب طرفين ومستشفى حمد يعمل بأقل إمكانيات وهو الوحيد في القطاع الذي يركب أطراف لحالات البتر فوق الركبة وأنا جاهز لتركيب أطراف وتم أخد مقاسات الأطراف وتهيأت بالعلاج الطبيعي ولكن الاحتلال يمنع دخولها ويحول بيني وبين تحسن حالتي الصحية، وأنا مضطر أنتظر وكل حياتي أًصبحت عبارة عن انتظار، ولكن في حال توفر أطراف وتم دخول العلاج ممكن ترجع حياتي شبه طبيعية وأتمنى الضغط لإدخال العلاج لأنه أكبر انتهاك  بحقنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *