فبراير 20, 2024
نجوت من القصف وأعاني من الإصابة
مشاركة
نجوت من القصف وأعاني من الإصابة

بيسان محروس محمد الدنف، 32 عاما، متزوجة، سكان مخيم البريج.

في 25 ديسمبر 2023، بسبب سوء الأوضاع وشدة القصف الإسرائيلي المحيط بمنزلنا، ولاقتراب دبابات الاحتلال، اضطررنا إلى النزوح القسري والتوجه إلى مراكز الايواء في مدارس الأونروا (مدرسة ابو هميسة في بلوك 9 في البريج).

كان زوجي، المتزوج من زوجة أخرى أيضاً، يفرقنا بحيث لا يبقينا معا، حتى لو أُصيب عدد منا يبقى آخرون على قيد الحياة.

مكثنا في أوضاع شديدة السوء داخل المدرسة حيث لا نحمل أي مقتنيات. افترشنا الأرض للنوم وكانت ليلة عصيبة جدا.

في صباح اليوم التالي، عاد زوجي إلى البيت ليحضر بعض المقتنيات وإذ بالاحتلال يقصف المنزل ليتحول لركام، ونجا زوجي من هذا الموت حيث كان في طريق العودة لنا مبتعداً بضعة أمتار عن بيتنا المدمر. مكثنا يوما عصيبا جدا مع أصوات القصف العنيف في كل مكان نترقب الموت في كل لحظة، لا نعلم ما القرار الصائب النزوح نحو الجنوب حيث الطريق المكلل بالخطر أو البقاء وترقب الموت، في كلا الأمرين هناك مخاطرة.

اتخذنا قرار النزوح نحو الجنوب رغم مخاطر الطريق وخرجنا في ساعات الصباح يوم الأربعاء 27 ديسمبر 2023. كانت المواصلات شديدة الصعوبة، واستقلينا سيارتين بمبلغ 1000 شيكل للوصول إلى محافظة رفح التي يدعي المحتل أنها منطقة آمنة. وصلنا في ساعات الليل، ولم يكن هناك مكان واحد ليؤوينا جميعا تفرقت عائلتي ذهبت انا وزوجي وابني إلى بيت أختي الواقع بالقرب من مستشفى الكويتي.

في اليوم التالي الخميس 28 ديسمبر، بعد صلاة العشاء، كنت ألهو مع ابني محمد عمره عامين وأبناء اختي وإذ بصواريخ متتالية (أحزمة نارية) على بيت ملاصق لبيت أختي ما أسفر عن عدد كبير من الشهداء لعائلة دياب التي نزحت من خانيونس باتجاه رفح، وامتلأ البيت بالدخان وأصبح المكان ظلام وتناثرت علينا الحجارة والزجاج المتكسر والأسبست.

لم أكن أفكر بأحد سوا بابني محمد.. بحثت عنه أتحسسه، ولم أكن أرى شيئاً. أمسكت بقدم اعتقدت أنها قدم محمد، لكنها كانت قدم ابن أختي. حاولت فتح الباب حيث كنت بالقرب منه ولكن لم أستطع حيث كانت هناك الكثير من الحجارة التي منعتني من فتح الباب. أخبرني زوجي الذي كان معنا في الغرفة أن محمد تحت قدمي وأنه يحاول إزالة الحجارة لفتح الباب. أخبرته أنني بخير وأن يخرج الأطفال. وأخرج زوجي الأطفال جميعا ثم أخرجني. لم أتوقع أنني أصبت إصابة كبيرة حيث كانت قدمي تنزف الكثير من الدماء، كاحلي كان مفتوحاً عشرين سنتيمتر. ونقلوني إلى مستشفى الكويتي ليتعاملوا مع حالتي، حيث إنني حامل زراعة في الأشهر الأولى وكلفني ذلك الكثير (4000 دولار) لأتمكن من الحمل. لم يتمكنوا من إيقاف النزيف وبقيت أنزف ثلاث ساعات إلى أن وصلت إلى حالة الإغماء. استيقظت ووجدت نفسي داخل مستشفى أبو يوسف النجار، وحاولوا إيقاف النزيف بمجموعة ضمادات. ومع استمرار صرخات زوجي وطلبه المستمر بالاطمئنان على الجنين أرجعوني إلى المستشفى الكويتي حيث وضعوا الأجهزة بحثاً عن الجنين إلى أن سمعوا صوت ضئيل لنبضات الجنين. وبعد عدة ساعات أرجعوني، إلى مستشفى أبو يوسف النجار حيث أخبروني أنه من الصعب القيام بالغرز لإغلاق الجرح كاملا، فاغلقوه من جانب القدم غرز 4 سنتيمتر وتركوا كعب القدم مفتوحا وأغلقوه فقط بالضمادات وأخبروني أنه لا متسع لي بالمكوث بالمشفى. خرجت بعد ست ساعات متوجهة نحو خيمة يقطنها أهل زوجي في الحي السعودي. كان الأمر شديد الصعوبة.. لم أستطيع النوم أو المشي ولا أملك كرسي متحرك. في صباح اليوم التالي استيقظت مع نزيف في القدم إلى أن وصلت لحالة الإغماء ونقلوني مرة أخرى إلى المشفى، وبصعوبة حصلت على سرير أضعه في ممرات المشفى. وبعد 16 يوما من التواجد في ممرات المشفى تقرر لي عملية يوم 12 يناير سيحاولون ضم العظام لكعب القدم وإغلاق الجرح.

بيسان محروس محمد الدنف، 32 عاما، متزوجة، سكان مخيم البريج.

في 25 ديسمبر 2023، بسبب سوء الأوضاع وشدة القصف الإسرائيلي المحيط بمنزلنا، ولاقتراب دبابات الاحتلال، اضطررنا إلى النزوح القسري والتوجه إلى مراكز الايواء في مدارس الأونروا (مدرسة ابو هميسة في بلوك 9 في البريج).

كان زوجي، المتزوج من زوجة أخرى أيضاً، يفرقنا بحيث لا يبقينا معا، حتى لو أُصيب عدد منا يبقى آخرون على قيد الحياة.

مكثنا في أوضاع شديدة السوء داخل المدرسة حيث لا نحمل أي مقتنيات. افترشنا الأرض للنوم وكانت ليلة عصيبة جدا.

في صباح اليوم التالي، عاد زوجي إلى البيت ليحضر بعض المقتنيات وإذ بالاحتلال يقصف المنزل ليتحول لركام، ونجا زوجي من هذا الموت حيث كان في طريق العودة لنا مبتعداً بضعة أمتار عن بيتنا المدمر. مكثنا يوما عصيبا جدا مع أصوات القصف العنيف في كل مكان نترقب الموت في كل لحظة، لا نعلم ما القرار الصائب النزوح نحو الجنوب حيث الطريق المكلل بالخطر أو البقاء وترقب الموت، في كلا الأمرين هناك مخاطرة.

اتخذنا قرار النزوح نحو الجنوب رغم مخاطر الطريق وخرجنا في ساعات الصباح يوم الأربعاء 27 ديسمبر 2023. كانت المواصلات شديدة الصعوبة، واستقلينا سيارتين بمبلغ 1000 شيكل للوصول إلى محافظة رفح التي يدعي المحتل أنها منطقة آمنة. وصلنا في ساعات الليل، ولم يكن هناك مكان واحد ليؤوينا جميعا تفرقت عائلتي ذهبت انا وزوجي وابني إلى بيت أختي الواقع بالقرب من مستشفى الكويتي.

في اليوم التالي الخميس 28 ديسمبر، بعد صلاة العشاء، كنت ألهو مع ابني محمد عمره عامين وأبناء اختي وإذ بصواريخ متتالية (أحزمة نارية) على بيت ملاصق لبيت أختي ما أسفر عن عدد كبير من الشهداء لعائلة دياب التي نزحت من خانيونس باتجاه رفح، وامتلأ البيت بالدخان وأصبح المكان ظلام وتناثرت علينا الحجارة والزجاج المتكسر والأسبست.

لم أكن أفكر بأحد سوا بابني محمد.. بحثت عنه أتحسسه، ولم أكن أرى شيئاً. أمسكت بقدم اعتقدت أنها قدم محمد، لكنها كانت قدم ابن أختي. حاولت فتح الباب حيث كنت بالقرب منه ولكن لم أستطع حيث كانت هناك الكثير من الحجارة التي منعتني من فتح الباب. أخبرني زوجي الذي كان معنا في الغرفة أن محمد تحت قدمي وأنه يحاول إزالة الحجارة لفتح الباب. أخبرته أنني بخير وأن يخرج الأطفال. وأخرج زوجي الأطفال جميعا ثم أخرجني. لم أتوقع أنني أصبت إصابة كبيرة حيث كانت قدمي تنزف الكثير من الدماء، كاحلي كان مفتوحاً عشرين سنتيمتر. ونقلوني إلى مستشفى الكويتي ليتعاملوا مع حالتي، حيث إنني حامل زراعة في الأشهر الأولى وكلفني ذلك الكثير (4000 دولار) لأتمكن من الحمل. لم يتمكنوا من إيقاف النزيف وبقيت أنزف ثلاث ساعات إلى أن وصلت إلى حالة الإغماء. استيقظت ووجدت نفسي داخل مستشفى أبو يوسف النجار، وحاولوا إيقاف النزيف بمجموعة ضمادات. ومع استمرار صرخات زوجي وطلبه المستمر بالاطمئنان على الجنين أرجعوني إلى المستشفى الكويتي حيث وضعوا الأجهزة بحثاً عن الجنين إلى أن سمعوا صوت ضئيل لنبضات الجنين. وبعد عدة ساعات أرجعوني، إلى مستشفى أبو يوسف النجار حيث أخبروني أنه من الصعب القيام بالغرز لإغلاق الجرح كاملا، فاغلقوه من جانب القدم غرز 4 سنتيمتر وتركوا كعب القدم مفتوحا وأغلقوه فقط بالضمادات وأخبروني أنه لا متسع لي بالمكوث بالمشفى. خرجت بعد ست ساعات متوجهة نحو خيمة يقطنها أهل زوجي في الحي السعودي. كان الأمر شديد الصعوبة.. لم أستطيع النوم أو المشي ولا أملك كرسي متحرك. في صباح اليوم التالي استيقظت مع نزيف في القدم إلى أن وصلت لحالة الإغماء ونقلوني مرة أخرى إلى المشفى، وبصعوبة حصلت على سرير أضعه في ممرات المشفى. وبعد 16 يوما من التواجد في ممرات المشفى تقرر لي عملية يوم 12 يناير سيحاولون ضم العظام لكعب القدم وإغلاق الجرح.