المرجع: 121/2021
التاريخ: 26 سبتمبر 2021
التوقيت: 12:30 بتوقيت جرينتش
قتل صباح اليوم الموافق 26/9/2021، خمسة مواطنين فلسطينيين، أحدهم طفل، وأصيب ستة آخرون على الأقل بجراح، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حادثين منفصلين في محافظتي جنين والقدس الشرقية المحتلة.
ففي القدس، قتل ثلاثة مواطنين، أحدهم مطلوب لقوات الاحتلال، بعد مداهمة منزل ريفي تواجدوا فيه في قرية بدو، في جريمة إعدام خارج نطاق القانون، حيث تؤكد إفادات شهود العيان عدم وقوع اشتباك في المكان، وأن قوات الاحتلال داهمت المنزل ونفذت عملية تصفية لمواطنين اثنين، وقتلت الثالث خلال محاولته الفرار من المكان، واحتجزت جثامينهم. وفي جنين، قتل مواطنان أحدهما طفل، وأصيب ستة آخرون، خلال مواجهات شعبية مع قوات الاحتلال بعد حصارها منزلًا بين بلدتي اليامون وبرقين، واحتجزت تلك القوات جثمان الطفل، وادعت ان ذلك جاء بعد اشتباك مسلح خلال اعتقال ناشطين. وجاءت عملية القتل التي نفذها الاحتلال بقرار من أعلى مستوى سياسي في إسرائيل، بدعوى استهداف نشطاء كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات مسلحة.
ففي القدس، وحسب تحقيقات المركز وما أفاد به شهود العيان، في حوالي الساعة 4:00 فجر يوم الأحد الموافق 26\9\2021، اقتحمت أعداد كبيرة من جيش الاحتلال منطقة عين عجب، شرقي بلدة بيت عنان، شمالي غرب مدينة القدس الشرقية المحتلة، وداهمت منزلاً زراعياً صغيراً، بعد تفجير بابه، وأطلقت النار داخل المنزل وقتلت مواطنين داخله، ومواطنا ثالثا على بعد حوالي 50 مترًا منه خلال محاولته الفرار من المنزل. وقبل انسحاب قوات الاحتلال من المكان نقلت المواطنين الثلاثة واحتجزت جثامينهم، ولاحقًا أبلغت الارتباط المدني الفلسطيني، عن مقتل 3 مواطنين من بلدة بدو خلال اقتحام منطقة عين عجب في بلدة بيت عنان. والقتلى هم: أحمد إبراهيم زهران، 34 عاماً، وزكريا ابراهيم بدوان، 34 عاماً، ومحمود مصطفى حميدان، 31 عاماً. وعثر على دماء وهوية الأخير قرب صخور تبعد عن المنزل حوالي 50 متراً.
وأفاد أحد المواطنين باحثة المركز، أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المنطقة، وداهمت أحد المنازل وسمع إطلاق نار، وعند شروق الشمس لاحظ جنود الاحتلال يقومون بلف جثماني مواطنين يبعدان عن بعضهما عشرات الأمتار ونقلهما. وأضاف أن المواطنين بدأوا بالاحتشاد في المكان بعد انسحاب قوات الاحتلال من المنزل، حينها وجدوا آثار دماء على صخور قريبة وبطاقة الهوية الشخصية للمواطن محمود حميدان، وفي مكان آخر وجدوا آثار دماء للمواطنين الآخرين زهران وبدوان. وأكد أنه لم يحدث اشتباكات في المنطقة بين الشبان وجنود الاحتلال، وكان من الواضح أن إطلاق النار في تجاه واحد. علمًا أنه سبق اقتحام قوات الاحتلال للمنطقة تحليق مكثف لطائرة مسيرة إسرائيلية مع دخول قوة إسرائيلية خاصة” وحدة كيسان” في وقت سابق من الليلة الماضية.
وفي جنين، ووفقاً لتحقيقات المركز، في حوالي الساعة 4:30 فجرًا، اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي بلدة برقين غربي مدينة جنين، وتمركزت في الجهة الشمالية من البلدة بين بلدتي اليامون وبرقين. حاصرت تلك القوات منزل عائلة المواطن محمد ابو الحسن الزرعيني،35عاماً، وطالبت سكان المنزل الخروج وتسليم أنفسهم لها. ولحظة حصار المنزل تجمع عدد من المواطنين ورشقوا بالحجارة آليات الاحتلال، وسط اندلاع مواجهات في المنطقة، أصيب خلالها في حوالي الساعة 6:50 صباحاً المواطن أسامة ياسر محمد صبح، 22عاماً، بعيار ناري متفجر في الحوض والمستقيم، نقل إثرها إلى مستشفى ابن سينا التخصصي في مدينة جنين بحالة حرجة، وفي حوالي الساعة 8:00 صباحًا، أعلنت الطواقم الطبية عن وفاته. كما أصيب ستة آخرون في المواجهات التي استمرت حتى الساعة 7:10 صباحاً، حيث انسحبت قوات الاحتلال من البلدة، بعد اعتقالها مواطنين أحدهما طفل بعد إصابته. لاحقًا ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الطفل الذي تم اعتقاله وهو مصاب قد توفي متأثراً بجراحه ويدعى يوسف محمد صبح، 16 عاماً.
وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، “البريغادير ران كوخاف” أن 4 فلسطينيين على الأقل قتلوا خلال تبادل لإطلاق النار بين قوات من الجيش ومسلحين فلسطينيين في خمسة اشتباكات وقعت في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وذكر أن ثلاثة قتلوا في قرية بدو، وآخر في بلدة برقين – منطقة جنين، واعتقل 4 مسلحين آخرين.
وتدحض تحقيقات المركز، وإفادات شهود العيان، ادعاءات جيش الاحتلال بوقوع اشتباك مع المواطنين الثلاثة في منطقة عين عجب، حيث جرت تصفيتهم بشكل مباشر، فيما قتل المواطنين صبح ببلدة برقين في جريمة من جرائم الاستخدام المفرط للقوة.
وحسب متابعة المركز، جاءت العملية العسكرية الإسرائيلية، بقرار من أعلى مستوى سياسي في إسرائيل، وفق هيئة البث الإسرائيلي “مكان” التي نقلت عن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت قوله في حديث لصحفيين على متن الطائرة التي تقله الى نيويورك أن القوات تصرفت كما كان متوقعاً منها وهي تحظى بالدعم الكامل من القيادة والحكومة.[1]
يشير المركز إلى تصاعد جرائم القتل التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، وأن هذه الجرائم تتم غالباً دون أي مبرر وبما يخالف معايير إطلاق النار، أي دون وجود ما يشكل أي خطر أو تهديد على حياة الجنود.
وعليه يدعو المركز المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية إلى ضم جرائم القتل الأخيرة إلى التحقيق الذي تجريه حول جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، وضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.
[1] هيئة البث الإسرائيلي مكان، https://www.makan.org.il/Item/?itemId=113640