المرجع: 92/2022
التاريخ: 24 يوليو 2022
التوقيت: 10:15 بتوقيت جرينتش
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم البلدة القديمة من نابلس، في عمق المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وحاصرت منزلاً سكنياً وهاجمته بالقذائف ووابل من الرصاص وقتلت اثنين من أفراد المقاومة وأصابت 4 مدنيين بجراح، وصفت جراح أحدهم بالخطيرة. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين التصعيد المستمر من قبل قوات الاحتلال والاقتحامات التي تنفذها في عمق مناطق السيادة الفلسطينية في الضفة الغربية سواء لتنفيذ عمليات تصفية جسدية لمطلوبين أو لتنفيذ عمليات اعتقال.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 1:50 فجر اليوم الأحد الموافق 24/7/2022، تسللت قوة إسرائيلية خاصة (من وحدة اليمام) إلى حارة الياسمينة في البلدة القديمة من نابلس، عبر سيارتين مدنيتين إحداهما توران والأخرى شحن مع ثلاجة. تمركزت القوة بالقرب من ديوان الياسمينة، وحاصرت منزل عائلة المواطن محمد بشار نمر عزيزي، 25عاماً، وهو من أفراد المقاومة (كتائب شهداء الأقصى)، في المنطقة. بعد لحظات توغلت قوات الاحتلال معززة بعدة آليات عسكرية، تساندها طائرة بدون طيار، وحاصرت الحي المذكور، وحي رأس العين، وشرعت بإطلاق نار كثيف تجاه المنزل المحاصر، وهو مكون من ثلاث طبقات. كما أطلقت قوات الاحتلال عدة قذائف صاروخية تجاه الطابق الثالث من المنزل. خلال ذلك اندلع تبادل إطلاق نار في المكان، بين قوات الاحتلال والشبان المحاصرين في المنزل، واستمرت الاشتباكات حتى قرابة الساعة 5:30 صباحاً. أسفر ذلك عن مقتل مواطنين من أفراد المقاومة، بعد إصابتهما بأعيرة نارية وشظايا، ووجدت جثتيهما على سطح المنزل المحاصر، وإصابة 4 مدنيين أصيبوا خلال مواجهات في محيط المنزل، أحدهم أصيب في رأسه وحالته بالغة الخطورة. والقتيلان هما: محمد بشار نمر عزيزي، 25عاماً، وعبد الرحمن جمال سليمان صبح،28عاماً.
وتسببت العملية الحربية الإسرائيلية بإلحاق دمار جزئي في الطابق الثالث من المنزل، وأضرار جزئية بمنزل ومحل تجاري مجاورين.
ولدى انسحابها قرابة الساعة 5:30 صباحاً، أضرمت قوات الاحتلال النار في سيارتي الوحدات الخاصة، والتهمت النيران أيضاً سيارة فلسطينية، كانت متوقفة في المكان، فضلا عن إلحاق أضرار بثلاث سيارات أخرى.
ولاحقًا أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات معززة من وحدة مكافحة الإرهاب “يمام” ولواء “جفعاتي” قامت بالعمل داخل البلدة القديمة، حيث تعاملت القوات مع مسلحين يشتبه في ضلوعهم بأنشطة إرهابية، وخلال العملية تمت محاصرة أحد المنازل وأطلق باتجاهه عدد من الصواريخ المضادة للدروع من طراز “لاو ” وكذلك صواريخ من طراز “ميتدور”. وأضاف “اندلعت اشتباكات وتم القضاء على عدد من المخربين”.
ومنذ بداية العام، أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال عن مقتل 68 مواطناً، بينهم 51 مدنياً، منهم 14 طفلاً و5 نساء، إحداهن الصحفية شيرين أبو عاقلة ومواطن قتله مستوطن، والبقية ناشطون، منهم 6 قضوا في عمليتي اغتيال، وإصابة مئات آخرين بينهم نساء وأطفال.
يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل بشكل جدي في الوضع الفلسطيني، أسوة بتحركه الفوري في أوكرانيا. ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.