المرجع: 9/2023

التاريخ: 20 يناير 2023

التوقيت: 08:00 بتوقيت جرينتش

قتل مواطنان، أحدهما مدني، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، أحدهما حالته حرجة، فجر اليوم، جراء إطلاق نار من قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مخيم جنين، غرب جنين، شمال الضفة الغربية. ويأتي ذلك استمرارًا لسياسة التصفية الجسدية والقتل دون مبرر التي تنتهجها تلك القوات، بسبب التسهيلات في تعليمات إطلاق النار، ونتيجة للحماية التي يتمتع بها الجنود من المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل.

ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 2:30 فجر اليوم الخميس الموافق 19/1/2023، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين، واعتلى عدد من أفراد قناصتها البنايات العالية في محيط المخيم، وأحكموا الحصار عليه. خلال ذلك اندلعت اشتباكات مع أفراد من المقاومة في ساحة المخيم، وفي حوالي   الساعة 3:10 فجرًا أصيب أحدهم أسفل منزل المواطن جواد فريد حسين بواقنة، 57عاماً وهو معلم، وأب لستة أبناء. سمع المواطن جواد وعائلته المصاب يستنجد فصرخ من نوافذ منزله “إسعاف إسعاف،” دون أن يشعر بوصول أحد، فخرج مع أفراد من عائلته من منزلهم إلى الشارع حيث يوجد المصاب، وتقدمت ابنته آلاء، 34عاماً، لسحب المصاب إلى مدخل مبناهم الذي يبعد نحو ثلاثة أمتار، فلم تستطع، فذهب إليها والدها جواد لمساعدتها، وما إن شرعوا في سحب المصاب تعرض جواد لإطلاق النار من أحد قناصة الاحتلال المتمركزين في مبنى يقع في الجهة الشرقية على بعد نحو 300 متر. أسفر ذلك عن إصابته بعدة أعيرة نارية في الصدر من الجهتين وسقط فوق المصاب الذي تبين أنه أدهم محمد باسم جبارين،27عاماً، وكلاهما من المخيم. عندما أصيب المواطن جواد حاولت عائلته سحبه، ولكنها لم تستطع بسبب شدة إطلاق النار من قوات الاحتلال الذي استمر أكثر من ثلاثة دقائق نحوهم، بعدها تمكن أفراد العائلة من سحب والدهم جواد وكان مضرجًا في دمائه ووضعوه في سيارتهم الخاصة، وقادتها ابنته آلاء وحدها ونقلته إلى مستشفى بن سينا، وبقي أدهم في المكان بعد تقديرهم أنه توفي متأثرًا بإصابته. وعند وصول المواطن جواد إلى مستشفى بن سينا أعلن الأطباء وفاته متأثرًا بإصابته بأكثر من ثلاثة أعيرة نارية في الصدر من الجهتين. لاحقًا نقل أدهم بسيارة مدنية إلى المستشفى نفسه، وأعلن الأطباء وفاته أيضًا متأثرًا بإصابته بأكثر من عيار ناري في البطن. وفي أعقاب مقتلهما اندلعت مواجهات عنيفة في المخيم أسفرت عن إصابة ثلاثة مواطنين في البطن والفخذ والكتف أحدهم جراحه بالغة الخطورة. قبل انسحابها اعتقلت قوات الاحتلال خمسة مواطنين وأفرجت عنهم لاحقًا بعد استجوابهم في معسكر سالم.

ومنذ بداية العام، أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال عن مقتل 17 مواطناً، منهم 8 مدنيين، بينهم 3 أطفال، والبقية من أفراد المقاومة، أحدهم طفل، وشاب قتله مستوطن بدعوى تنفيذه عملية طعن، وأصيب العشرات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

يجدد المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي. ويطالب الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية.