المرجع: 40/2022
التاريخ: 10 ابريل 2022
التوقيت: 19:30 بتوقيت جرينتش
قتلت مواطنة فلسطينية، مساء اليوم، بعد إصابتها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز إسرائيلي في حوسان غربي بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بعد استهدافها دون أي مبرر بدعوى اقترابها من الجنود وعدم استجابتها لندائهم لها بالتوقف.
وحسب تحقيقات المركز، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي أقامت صباح اليوم الأحد الموافق 10/4/2022، حاجزاً مؤقتاً لها بالقرب من مدخل قرية حوسان الشرقي، غربي مدينة بيت لحم، وشرعت بتفتيش المارة والتدقيق ببطاقاتهم الشخصية. وعند حوالي الساعة 12:15 مساءً، عبرت المواطنة غادة إبراهيم علي سباتين، 47 عاماً، وكانت ترتدي عباءة وتلبس نظارة، الشارع باتجاه جنود الاحتلال الذين كانوا يتمركزون على الرصيف، اثنان منهم خلف كتل إسمنتية والثالث أمامهم، واقتربت منهم. وأظهر مقطع فيديو للحظة استهداف المواطنة المذكورة أنها كانت تسير على الرصيف، وكان من الواضح أن يديها فارغة ولا تحمل شيئا، واقتربت عدة خطوات من مكان تمركز 3 جنود إسرائيليين، 2 منهم يتحصنان خلف مكعبات إسمنتية والثالث يتمركز أمام تلك المكعبات وهو أطلق النار تجاه المرأة وأصابها بعيار ناري في فخذها الأيسر ما أدى لسقوطها على الأرض.
ووفق التحقيقات، عند محاولة المارة مساعدتها أبعدهم جنود الاحتلال بالقوة، وأطلقوا قنابل الغاز تجاههم، خلال ذلك شرع الجنود بتفتيش المصابة بدقة وقصوا ملابسها، دون تقديم أي إسعاف لها، وعندما تأكدوا أنها لا تحمل أي سكين أو أداة سمحوا للمارة بعد حوالي نصف ساعة كانت نزفت فيها كمية كبيرة من الدماء، بنقلها بمركبة مدنية إلى مستشفى بيت جالا الحكومي لتلقي العلاج، وبعد دقائق من وصولها أعلنت الطواقم الطبية وفاتها متأثرة بإصابتها بعيار ناري اخترق شريان الساق وخسارتها الكثير من الدماء جراء تركها لنحو نصف ساعة في مكان الحادث دون تقديم أي إسعاف.
تؤكد تحقيقات المركز، أن المواطنة المذكورة تعاني من ضعف النظر، وأنها لم تكن تشكل خطرًا أو تهديدًا على حياة الجنود، وكان بالإمكان السيطرة عليها دون استخدام قوة مفرطة. وأكدت عائلة المواطنة المذكورة، أنها تعاني من ضعف النظر، وهي أرملة وأم لستة أبناء من سكان قرية حوسان، وكانت متجهة إلى منزل أقاربها في القرية. ووفق تقديرات شهود العيان؛ فإن اقترابها من جنود الاحتلال بعد تحذيرهم لها قد يكون بسبب ارتباكها وتعثرها بعد قطعها للشارع المحاذي لجنود الاحتلال الذين لم يمهلوها أي وقت للاستجابة لندائهم وأطلقوا الرصاص باتجاهها على الفور.
ولاحقًا، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في بيان “اقتربت سيدة فلسطينية بشكل مشبوه نحو قوة عسكرية قرب قرية حوسان. القوة بدأت اتباع خطوات لتوقيفها شملت إطلاق النار بالهواء وبعد أن لم تتوقف أطلقت القوة النار نحو الجزء الأسفل من جسدها. لقد قدم أفراد القوة الإسعاف للسيدة ومن ثم نقلت لتلقي العلاج بالمستشفى. يتم التحقيق بالحادث”.
وبخلاف ادعاء قوات الاحتلال، فإن المعطيات التي جمعها طاقم المركز، تؤكد أن المرأة لم تكن تشكل أي خطر على حياة الجنود، وبالتالي إطلاق النار تجاهها جاء دون أي مبرر، كما أن الجنود لم يقدموا لها أي إسعاف على مدار نصف ساعة سمحوا بعدها للمارة بنقلها بعد أن نزفت كمية كبيرة من الدماء.
والحادث، امتداد لسياسة إسرائيلية باتت متكررة في استخدام القوة المفرطة، خصوصاً إطلاق النار بهدف القتل وليس السيطرة تجاه الأشخاص المشتبه بهم خاصة على الحواجز وقرب نقاط التمركز الإسرائيلية. وسبق أن وثق المركز مقتل العديد من المواطنين، منهم نساء وأطفال، على الحواجز ونقاط التمركز الإسرائيلي، أغلبهم بادعاء محاولة تنفيذ عملية طعن، أو لمجرد الاشتباه، دون وجود خطر جدي على حياة الجنود.
وهذه أول امرأة فلسطينية تقتل برصاص الاحتلال منذ بداية العام، وبذلك ترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 22 مواطنًا، بينهم 5 أطفال وامرأة، في حوادث متفرقة في الضفة الغربية، أغلبهم خلال استخدام مفرط للقوة رافق فض تظاهرات وتجمعات اتسمت بالسلمية.
يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.