يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة مقتل خمسة مدنيين فلسطينيين، أحدهم طفل، مساء أمس، جراء إصابتهم بأعيرة نارية، أطلقتها تجاههم قوات الاحتلال دون أي مبرر في ثلاثة حوادث منفصلة في القدس الشرقية وجنين والخليل في الضفة الغربية. وتدلل هذه الجرائم على تساهل قوات الاحتلال في تعليمات إطلاق النار، والقتل دون أي مبرر، بحماية من أعلى المستويات العسكرية والسياسية في إسرائيل.

ووفق المعلومات التي توفرت لطاقم المركز، كانت الحوادث على النحو الآتي:

في حوالي الساعة 10:10 مساء الثلاثاء 10\10\2023، أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه المواطن علي خليل العباسي، 24 عاما، والطفل عبد الرحمن نضال، 17 عاماً، وأصابتها بأعيرة نارية لدى محاولتهما إلقاء ألعاب نارية، خلال مواجهات في حي عين اللوزة في القدس الشرقية. احتجزت تلك القوات المصابَين وأغلقت مداخل الحي، وأطلقت قنابل الغاز تجاه المواطنين الذين تجمهروا على بعد مئات الأمتار من المصابين مطالبين بإسعافهم، وبعد دقائق أقدمت تلك القوات على سحب المصابين من أرجلهم على الأرض وعلى العشرات الدرجات في المنطقة، ما أدى الى امتلاء المكان بدمائهما، حتى نقلتهما إلى مركبة إسعاف ثم أعلنت عن وفاتهما متأثرين بإصابتهما، واحتجزت جثمانيهما.

وفي حوالي الساعة 8:30 مساء اليوم نفسه، اندلعت مواجهات تطورت إلى اشتباكات قرب معبر الجلمة شمال جنين، عقب تظاهرة تضامنية مع غزة. أطلقت قوات الاحتلال خلالها أعيرة نارية تجاه المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل مواطنين، وإصابة آخرين بجروح، أحدهما حالته حرجة. والقتلان هما: أحمد محمد سباعنة، 24 عامًا، ومحمود محمد سباعنة، 21 عامًا.

وفي اعقاب انتهاء صلاة ظهر اليوم نفسه، أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه المشاركين في تشييع المواطن منتصر زعاقيق، الذي قتله جنود الاحتلال في اليوم السابق خلال مواجهات على مدخل بلدة بيت أمر،

في الطريق المؤدية إلى المقبرة الإسلامية شرقي بيت أمر، والمتاخمة للشارع الالتفافي 60 وسط اندلاع مواجهات في المنطقة التي انتشرت فيها تلك القوات واعتلت أسطح عدد من منازلها. ونحو الساعة 1:30 مساءً، أصيب المواطن أحمد أشرف زعاقيق، 20 عاماً، بعيارين ناريين في الوجه والرقبة، أطلقهما تجاهه أحد الجنود المتمركزين على سطح أحد المنازل المطلة عن مسافة تقدر بنحو 50 م عندما كان يتوقف بالقرب من مدخل متنزه “الأربعين” الذي يبعد مسافة 70 م عن الشارع الرئيسي. نقل زعاقيق إلى المركز الطبي في البلدة، ومن ثم حول إلى المستشفى الأهلي في الخليل، وأعلن الأطباء عن وفاته في حوالي الساعة 2:10 مساءً. كما أصيب خلال المواجهات مواطن، 34 عاماً، بعيار ناري في صدره.

وبذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة منذ السبت الماضي إلى 23، منهم 21 من المدنيين، بينهم 4 أطفال، إضافة إلى 130 إصابة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل جديًّا في الوضع الفلسطيني.

ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة.