عبير عبد الجليل الغلبان، 32 عامًا، متزوجة وأسرتها مكونة من 9 أفراد، سكان الزوايدة وسط قطاع غزة.
في أول أيام الحرب الإسرائيلية على غزة بتاريخ 7/10/2023، وبعد قصف الاحتلال منزل مجاور لبيتنا اضطررنا لإخلاء منزلنا وتوجهنا إلى منطقة السوارحة (غرب مخيم النصيرات) حيث يوجد بيت لعائلة زوجي، والسبب خوفي الكبير على ابنتي إسلام خالد محمد الغلبان (9 سنوات) المريضة بالفشل الكلوي.
مع مرور الأيام وصعوبتها من قصف وتهجير، زاد عدد النازحين بالمنزل وزاد عدد الإصابات والمرضى بالمستشفى وأصبحت أواجه صعوبة كبيرة في الحصول على علاج ابنتي، وكذلك علاج زوجي المريض بالسرطان. علمًا أن زوجي السابق توفي بمرض الفشل الكلوي، ولذلك كنت أخشى على ابنتي.
بدأت المعاناة الحقيقة في الحصول على العلاج وجلسات غسيل الكلى لطفلتي بسبب كثرة المرضى ونزوح عدد كبير من مرضى الكلى إلى دير البلح، وأصبحت فترة غسيل الكلى مرتين بالأسبوع بمعدل ساعتين كل مرة وقبل الحرب كانت تغسل 4 مرات بالأسبوع 4 ساعات كل مرة. وهذا أدى إلى تراجع حالتها الصحة، فبعد أن كانت تمشي أصبحت لا تستطيع المشي وفحوصاتها الدورية يوم عن آخر تتدهور، حيث إن فحص الدم وصل إلى 4 درجات بعد أن كان قبل الحرب 9 درجات. وعند نقلها للمستشفى للغسيل أواجه صعوبة لعدم توفر إسعافات ومواصلات، فأضطر لنقلها للمستشفى على عربة كارو يجرها حمار يأخذ منا على كل مرة 50 شيقل.
وبسبب الحرب زاد سعر العلاج والأدوية الخاصة بابنتي، كانت قبل الحرب 40 شيكلا والآن أصبح سعرها 90 شيكلاً ومصاريف الطفلة أسبوعيا ما يقارب 1000 شيكل، مع صعوبة بالغة في الحصول على الأموال.
وكذلك الطعام والشراب الخاص بها مكلف جدا، حيث نشتري المياه المعدنية ونشتري الأطعمة الخالية من المواد الحافظة وأسعارها أصبح لا يطاق، فقد كانت طبق البيض بـ 15 شيكلا قبل الحرب، وأصبحت اليوم بـ 65 شيكلاً وكل البضائع مثلها ارتفع سعرها عدة مرات. أطالب وأناشد جميع المؤسسات الإنسانية والرعاية الصحية بضرورة نقل ابنتي للعلاج بالخارج فكل يوم تسوء حالتها الصحية أكثر وأكثر.
نسخة تجريبية