ديسمبر 30, 2023
معاناة النزوح المتكررة وإصابات بلا علاج مناسب
مشاركة
معاناة النزوح المتكررة وإصابات بلا علاج مناسب

ع . غ سكان، ٥٧ عاماً، من حي الشجاعية في غزة

أعطيت الإفادة لطاقم المركز بتاريخ 25/12/2023

أنا متزوج ولدي ١١ ابنا ( ٤ ذكور و٧ إناث)، أسكن في منزلي المكون من ٣ طبقات تقطنه ٤ عائلات قوامها ٢٠ فردا، بينهم ٨ أطفال، أعمل منذ أن كان عمري ١٢ عاما كعامل، وعملت في الآونة الأخيرة (قبل حرب غزة) داخل إسرائيل بعد حصولي على تصريح، قمت ببناء منزلي بعد شقاء ومعاناة امتدت لسنوات، عشت بداخله أجمل الذكريات منها تزويج أبنائي وبناتي، كنا نعيش حياة كريمة ومستقرة، كل عائلة تعيش داخل شقتها بشكل مستقل.

منذ اندلاع الحرب في ٧/١٠/٢٠٢٣، قررت الخروج من المنزل بسبب قربه من المنطقة الحدودية، وتوجهنا لمدارس الوكالة بمنطقة تل الهوا غرب مدينة غزة، وهناك تم استهداف المنطقة بشكل عنيف جدا من طائرات الاحتلال، فهربنا إلى ساحة الشوا بحي الدرج في غزة، وسكنا داخل عمارة حمادة ٢٠ يوميا. وبتاريخ 7/11/2023، قصفت طائرات الاحتلال المنزل الملاصق للعمارة بشكل مباشر وبدون سابق إنذار، ما أدى لإصابة أبنائي ع و م ونجل ابني أيضًا، بإصابات بالغة بأنحاء متفرقة من أجسادهم. كانت إصابة ابني ع هي الأصعب حيث إنه أصيب في عينه اليسرى وحتى اللحظة لم يعرض على طبيب عيون والرؤية معدومة فيها.

بعد القصف اتخذنا قرارا بالنزوح للمحافظات الجنوبية. وبالفعل سرنا حتى الحاجز الذي أقامته قوات الاحتلال قرب مفترق نتساريم، جنوب شرق مدينة غزة. وهناك كانت عشرات العائلات تسير بجانبنا، وبعد وصولنا الحاجز طلب منا جنود الاحتلال النظر لأشعة الليزر، وكانوا يأخذون من كانوا يريدون وخلال ذلك اعتقلوا شابين كانا يسيران بجانبنا، وقد استغرقت عملية دخولنا الحاجز ٤ ساعات نتيجة الازدحام الشديد. وبعدها سرنا ناحية مدخل مخيم النصيرات، وتوجهنا ناحية مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح لعرض أبنائي المصابين على الأطباء. ونتيجة للازدحام الشديد داخل المستشفى توجهت لمقر الهلال الأحمر الفلسطيني بنفس المدينة وقد عرضوا على الأطباء، ومباشرة جلست أنا والعائلة داخل مدرسة رفيدية الثانوية للبنات بجوار مقر الهلال من الناحية الشرقية، واشتريت خشب ووفرت شوادر عن طريق إدارة مركز الايواء، ونصبتها في ساحة المدرسة، وبعدها أضفت خيمة ثانية واشتريت المستلزمات من الخارج، وكان أبنائي المصابون يتوجهون لمقر الهلال للمراجعة وعمل غيار لجروحهم.

نعاني هنا أشد المعاناة خاصة الأطفال الذين أصيبوا بنزلات معوية نتيجة للمياه الملوثة والطعام غير الصحي. وفي الوقت الحالي لا يوجد لدينا ما نتناوله وذلك نتيجة نفاد الدقيق منذ ١٥ يوما، ونقوم أحيانا بتناول الرز والعدس أو نقوم بشراء الدقيق بالكيلو لسد جوع الأطفال، ونتناول وجبة واحدة يوميا هذا حال توفرت، ولا يوجد مياه للنظافة أو مياه صالحة للشرب. على الصعيد الشخصي أنا لم أستحم منذ ٢٠ يوما، ودورات المياه هنا غير نظيفة، نقف على الطابور حتى نحصل على فرصة لدخولها.

وبناءً على ذلك أطالب بعودتي لمنزلي للعيش حياة كريمة بدلا من حياة الذل التي نعيشها هنا، المال الذي كان لدي من عملي في إسرائيل نفد، واستدنت من أحد الأقارب وقد قاربت على النفاد أيضا، وذلك بسبب عدم وجود مساعدات وما في الأسواق شحيح وغالي جدًا.