محمد نواف أحمد أبو طويلة، 36 عامًا، متزوج، سكان حي الشجاعية في غزة.
تاريخ الإفادة: 27/2/2025
بتاريخ 10 أكتوبر 2023، أي بعد ثلاثة أيام من بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، وعندما اشتد القصف العنيف المتواصل من قوات الاحتلال، وأخلى جميع سكان المنطقة التي أسكن فيها في شارع المنصور في حي الشجاعية، قررنا النزوح أنا وزوجتي نور أبو طويلة، 27 عاماً، التي كانت حاملا وولدت في الحرب طفلا اسمه عياش وهو الآن عمره عام واحد. في ذلك اليوم توجهنا إلى منزل أقارب لنا في حي الرمال الجنوبي. واستمرت الحرب بأشكال قاسية وقصف في كل مكان، بقينا خلالها في المنزل نفسه.
في 13 مارس 2024، وفي حوالي الساعة الثانية فجرًا، تفاجأنا وبدون أي سابق انذار بوجود عدد كبير من الدبابات والجنود يحاصرون العمارة التي نقيم فيها. بقينا محاصرين داخل العمارة لمدة خمسة أيام متواصلة ولم يكن لدينا من الطعام سوى الزعتر والزيت والماء. وفي 18 مارس 2024 وفي حوالي الساعة الثامنة مساءً، فجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدخل العمارة التي لجأنا إليها وخرج للجنود دكتور صيدلي يسكن في العمارة ولا أعرف اسمه تحدث مع الجنود باللغة الإنجليزية، فطلب منه الجنود أن يخرج الرجال بدون ملابس رافعين الهوية. خرجت باللباس الداخلي (البوكسر) وحجزوني في غرفة صغيرة مع 20 شخصا، وحجزوا النساء والأطفال في الصالون. بعد عشر دقائق دخل جندي علينا وأشار لي أن آتي معه وأخذني لعمارة اليازجي التي كانت تضم تجمعا للجنود وهي بجوار العمارة التي كنت فيها، ووضعوني في غرفة في شقة في العمارة وربطوا يداي للخلف برباط بلاستيكي وقيدوا الساقين وعصبوا عيناي، وبقيت لمدة ثلاثة أيام، وكنت وحدي في الغرفة. في الليلة الأولى للاعتقال بدأوا بالتحقيق معي وسألني جندي عن الجنود الأسرى وأين كنت في 7 أكتوبر، وكنت أجلس على كرسي وأنا مقيد، فقلت لا أعرف، فانهال علي بالضرب باللكم والركل على وجهي وضربني أكثر من 20 ضربة على وجهي وضربني بمقدمة البارودة بأكثر من 10 ضربات على ظهري، ثم أحضر طنجرة (التي تستعمل للخبز) وملأها كلور ومية نار وسائل جلي وقام بوضع رأسي بداخلها فسقطت على الأرض من شدة الألم ثم استمروا بضربي على الأرض بأقدامهم على وجهي وظهري، ثم أحضروا قنينة بلاستيك خضراء فيها ماء نار، علمًا أن الشقة التي احتجزت فيها كان يوجد بها بضاعة لمحل منظفات ومن ضمنها قنينة ماء النار، قاموا بسكبها على ظهري، وعند انتهائها كان يحضر قنينة أخرى ويسكبها على رأسي وظهري ومجموع ما سكبوه تقريبا 20 قنينة، وبعدها قام جندي برش معطر جو على ظهري، ثم أحضر ولاعة وأشعل النار في جسدي فاشتعلت وبدأت أتلوى محاولا إطفاء النار، وكررها معي مرة أخرى، بعد أن أطفأت نفسي في المرة الأولى، وبدأت بلف جسدي على الأرض محاولا إطفاء النار. في اليوم التالي صباحاً وبعد تغيير الشفت وعندما رآني الجنود في هذه الحالة وجسدي تملؤه الحروق أحضروا زجاجات ماء وحمموني فيها وأبقوني مقيد يداي للأمام رغم الحروق في جسمي بدون علاج اليوم الثاني كله. وفي اليوم الثالث حوالي الساعة السادسة مساء أخذني الجنود في جيب عسكري لوحدي مع خمسة جنود وأخذوني لمعتقل عبارة عن بركسات في منطقة صوفا وفق ما عرفت. وصلنا هناك في حوالي الساعة العاشرة ليلاً، في اليوم الثاني صباحاً أخذوني لمستشفى سوروكا وأجروا لي صورة سي تي وغيروا لي على الحروق وأرجعوني للبركسات في اليوم نفسه. مكثت في البركسات لمدة 12 يوما وكنت طوال المدة مقيد اليدين للخلف ومعصوب العينين وجاثي على ركبي من الخامسة فجرا وحتى تقريبا العاشرة ليلاً حتى يسمحوا لنا بالنوم رغم وضعي الصحي السيء، بعدها أخذوني لمستشفى ميداني بجانب البركسات عبارة عن خيام وبقيت في هذا المستشفى لمدة 20 يوما تقريبا، وكانوا يغيرون لي على الحروق ويعطوني العلاج وأنا مقيد إلى السرير بالكلبشات من يدي ومن ساقي. بعدها أرجعوني للبركسات مرة أخرى.
بتاريخ 15 يونيو 2024 نقلني جنود الاحتلال إلى سجن عوفر وبقيت فيه لمدة شهر ونصف. خلال هذه الفترة بدأت عيني اليسرى تنزل منها الدماء فنقلوني إلى مستشفى الرملة ومكثت فيها 15 يوما، وقدموا لي العلاج وكنت على سرير المستشفى دون تقييدي، ولكن كان يوجد حراس على الباب. بعدها أرجعوني إلى سجن عوفر في قسم آخر وهو قسم (23) وبقيت فيه لمدة سبعة أشهر، طوال هذه الفترة لم يحققوا معي أو يضربوني، باستثناء تعرضي للقمع بواسطة الكلاب ثلاث مرات، وفي إحدى المرات ضربني الكلب بالكمامة الحديدية التي على وجهه على رأسي فتورمت. بخصوص الطعام الذي كان يقدم لنا قليل ولا يكفي، وعلى سبيل المثال على الغداء كانت الحصة من الطعام لكل أسير ملعقتين أو ثلاثة من الأرز وملعقتين حمص، ويوم السبت والثلاثاء قطعة صغيرة من صدر الدجاج وملعقتين أرز، وطوال اليوم يعطوننا ثمانية قطع رفيعة من خبز التوست.
بتاريخ 5 فبراير 2025 نقلوني من سجن عوفر إلى سجن النقب، وبقيت فيه لمدة 10 أيام قبل أن يفرجوا عني بتاريخ 15 فبراير 2025 (ضمن صفقة التبادل)، حيث نقلوني مع آخرين بباصات الى مستشفى الأوروبي وهناك قام الأطباء داخل المستشفى بتشخيص حالتي، فأنا أعاني من عدم وضوح في الرؤية في العين اليسرى مع ارتخاء في الجفن العلوى، مع شد في العين من الجهة الخارجية، وعدد تقريبا ثمانية ندوب جلد وحشي بشكل غير منتظم وبأطوال بين 3 و 10 سم في أعلى ومنتصف منطقة الظهر، وأنا بحاجة إلى تحويل للعلاج في الخارج لإجراء جراحة تجميلية لارتخاء الجفن وإزالة شد الجلد في منطقة العين اليمنى، وأيضا لإجراء عملية رقع جلدية للندوب على الظهر.