سوسن موسي علي أبو عيدة، 46 عامًا، متزوجة ولديها 4 أبناء، سكان معسكر جباليا.
أعطيت هذه الإفادة لطاقم المركز في 25/12/2023
بدأت معاناتنا مع انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7/10/203، إذ مع حلول ساعات المساء كان القصف في كل مكان، اضطررنا لترك بيتنا وتوجهنا إلى منزل أحد الأقارب، ومكثنا فيه حوالي أسبوع. ويوم 13/10/2023، ألقت قوات الاحتلال منشورات تطالبنا جميع سكان شمال غزة بالتوجه إلى جنوب القطاع، وبالفعل توجهت مع عائلتي في اليوم التالي لمدينة الزهراء، شمال النصيرات. لم نكن نعرف إلى أين نتجه ودخلنا مدينة الزهراء نبحث عن مكان إيواء لنا، وبالصدفة وجدنا أناس من المنطقة استقبلونا في بيتهم وكنا هناك حوالي ٥٠ شخصا. ما إن مكثنا في البيت فجأة بدون سابق إنذار وجدنا الزجاج يتناثر فوق رؤوسنا وأصيب أغلب الموجودين بشظايا الزجاج المتناثر، وتبين أن ذلك نتيجة أعمال قصف مجاورة. بقينا في المكان لعدم وجود مكان نتجه إليه. بعد أسبوع ذهبنا لشراء بعض الخبز من المخبز. وفي الطريق سمعت صوت قصف شديد، تبين أنه استهدف المخبز ونجونا برحمة الله.
بعد أقل من أسبوعين ألقت قوات الاحتلال منشورات على مدينة الزهراء تطالب بإخلائها، فبدأنا نجهز أنفسنا للنزوح الثالث. وقبل خروجنا من مدينة الزهراء، بدأ جيش الاحتلال يقصف أبراج مدينة الزهراء، وحينها خرجنا مسرعين تاركين خلفنا كل ما لدينا من طعام وشراب وملابس، واتجهنا فورا لمدينة رفح. بعد وصولنا لم نجد مكانا نمكث فيه، فرجعنا في اليوم نفسه إلى مدينة خانيونس، وتحديدا لمنطقة المواصي، وجدنا أهل الخير وفروا لنا حاصلاً (أي مخزن صغير) في الطابق الأرضي من منزل، ولكن كان هذا حاصل يؤوي تقريبا ٥٠ شخصا، وأنا وعائلتي وأقاربي ٥٠ شخصا وبهذا أصبح الحاصل صغير المساحة يحوي ١٠٠ شخص، وكان المكان غير مؤهل للعيش ولا يحتوي حمام. كنا نتجه إلى مستشفى الخير الذي يبعد عنا مئات الأمتار لقضاء حاجتنا والذهاب للحمام وغسل ملابسنا وتعبئة الماء، كانت الأمور صعبة جدًا بسبب انعدام سبل الحياة. بعد ٤ أيام ونظرا لصعوبة الأمور المعيشية في المكان اتجهنا لمدرسة صناعة الوكالة، التي كانت تمتلئ بأعداد كبيرة من النازحين. اشترينا خيمة بمبلغ حوالي ١٥٠٠ شيكل، وبعد هذا المبلغ جلسنا في الخيمة بدون فراش بدون ماء بدون طعام. بعد أسبوعين معاناة على هذا الحال، وجدنا أحد أقاربنا في منطقة قريبة من الصناعة فعرض على السيدات والأطفال منا بأن نمكث عنده ليلا وباقي الشباب والرجال يبقوا في الخيمة في الصناعة. ورغم هذا الحال الا أن معاناة انعدام الماء والفراش مستمرة، حيث ينام الأطفال والسيدات على الأرض بدون حرامات أو فرشات، وبدون ماء للاستعمال أو ماء للشرب، حيث نواجه صعوبة في الحصول عليه. بجانب هذا كله فإن أغلب أفراد العائلة يعانون من أمراض مزمنة ولا تتوفر العلاجات لهم بسبب انقطاعها من الأسواق. كانت معنا ابنة عمي مها سالم أبو عيدةـ التي تعاني من الفشل الكلوي، وكانت تعاني بسبب عدم مقدرتها للذهاب لغسيل الكلي، وبعد معاناة وجدت في مستشفى ناصر مكانا ولكن بمعاناة شديدة تذهب الساعة السادسة صباحا وتبقى تنتظر دورها للساعة السادسة مساء. ولا تزال معاناتنا مستمرة بسبب استمرار القصف في كل مكان واستمرار الظروف المعيشية الصعبة والقاسية مع استمرار نزوحنا وعدم توفر متطلبات الحياة.
نسخة تجريبية