انا المواطن جهاد عبد الحميد زقوت، 75 عامًا، من سكان مدينة غزة الصفطاوي.
أعطيت الإفادة لطاقم المركز بتاريخ 24/12/2023
منذ بداية الحرب على غزة أخذت قرارا بعدم النزوح من غزة رغم محاولات إخوتي وأخواتي إقناعي أن أتوجه إلى خانيونس، خاصة بعد صدور أمر الاحتلال بإخلاء غزة وشمالها بتاريخ 13/10/2023، فبقيت في منزلي ومكثت في الطابق الأرضي، وأعيش بمفردي، حيث إن زوجتي متوفية وبناتي الخمسة متزوجات وكل واحدة في مكان. بعد نحو شهر ونصف من الحرب، استشهد زوج ابنتي الوسطى وابناها الوحيدان التوأم بعد قصف المنزل الذي كانت فيه في حي الشيخ رضوان.
بتاريخ 12/12/2023، تفاجأت بجرافات إسرائيلية تقتحم منطقة سكني وتبدـأ عمليات تجريف بين المنازل وفي الأراضي، ولم يكن هناك أحد غيري في المنطقة. دخل أربعة جنود إلى منزلي وحاولوا الاعتداء علي، تحدثت معهم بالعبرية التي أتقنها وأخبرتهم أنني هنا لوحدي ولا يوجد لدي أبناء، ولا مكان ثان ألجأ إليه، فضربوني بأرجلهم ووضعوا الجنازير في يدي ونقلوني إلى أحد بيوت الجيران المخلاة ووضعوني هناك تحت حراسة حتى الساعة ٩ ونصف مساء حتى انتهوا من أعمالهم في المنطقة بعد أن دمروها بالحفريات والقذائف. نقلوني عبر جيب عسكري بعد أن أغمضوا عينيّ ومشوا في الجيب حوالي ساعة ونصف تقريبا، وكان معي في الجيب معتقلون آخرون لا أعرفهم. طوال الطريق تعرضنا للضرب على رؤوسنا من الجنود بأعقاب البنادق وبأيديهم.
وصلنا إلى معسكر يبدو كملعب لهم وأعتقد أنه خلف المنطقة الحدودية، وقدرت عدد المعتقلين داخل هذا المعسكر بنحو ٥٠٠ شخص. بقينا على هذه الحال عشرة أيام، حيث جردونا من ملابسنا ومن أموالنا وأخذوا بطاقاتنا الشخصية وألبسونا بيجامات خاصة لونها رمادي رقيقة جدا. ومكثنا ثلاثة أيام بدون غطاء أو فراش، ثم أحضروا لنا بطاطين وفرشات رقيقة جدا. وطول الأيام التي مكثت فيها كان يمنع علينا دخول الحمام إلاّ كل يومين مرة وبصعوبة، حيث أيدينا مقيدة وعيوننا عليها عصبة لحجب الرؤية. وكانت تقدم لنا وجبة واحدة طول اليوم وهي عبارة عن ساندويش صغير جدا. كان ضمن المعتقلين مرضى وأصحاب إعاقات وكذلك مصابين وكانوا يتعمدون ضربهم على مكان الإصابة، هناك أشخاص فقدوا الوعي عدة مرات. في 24/12/2023، أخذوني أنا و50 معتقلا ونحن مقيدو الأيدي والعصبات على عيوننا وتوجهوا بنا إلى معبر كرم أبو سالم شرق رفح كما تبين لنا لاحقا، وكنا حفاة، وهناك فكوا قيودنا ورفعوا العصبات عن أعيننا وتركونا ندخل إلى المعبر باتجاه رفح مشيا، حيث مشيت حوالي ٣ كيلو حتى عثرت على سيارة نقلتني إلى خانيونس، ولم أكن أعرف أن أخوتي قد نزحوا إلى رفح. وفي أحد شوارع خانيونس قابلني ابن أخي وأنا في حالة يرثى لها ونقلني إلى رفح حيث أخوتي وأخواتي نازحين هناك.
نسخة تجريبية