أبريل 15, 2022
قوات الاحتلال تستبيح الحرم القدسي، 153 مصابًا منهم 3 مسعفين و3 صحفيين، وأكثر من 400 معتقل خلال اقتحام المسجد الأقصى
مشاركة
قوات الاحتلال تستبيح الحرم القدسي، 153 مصابًا منهم 3 مسعفين و3 صحفيين، وأكثر من 400 معتقل خلال اقتحام المسجد الأقصى

المرجع: 46/2022

التاريخ: 15 ابريل 2022

التوقيت: 13:00 بتوقيت جرينتش

أصيب 153 مواطنًا، بينهم 6 إصابات خطيرة، و3 مسعفين و3 صحفيين، خلال عمليات قمع واسعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر وصباح اليوم، لآلاف المصلين في المسجد الأقصى وباحاته ومصلياته، في القدس الشرقية المحتلة. ونفذت تلك القوات واحدة من أوسع عمليات الاعتقال الجماعي بعد اقتحامها المصلي القبلي وانتهاك حرمته واعتدت على العشرات من المواطنين والمصلين المعتكفين، وبلغت حصيلة المعتقلين أكثر من 400 معتقل.

ووفق تحقيقات المركز، مع فتح أبواب المسجد الأقصى وتوافد آلاف المصلين، لأداء صلاة فجر اليوم الجمعة الموافق 15/4/2022، ساد التوتر الكبير داخل المسجد بعد الانتشار المكثف لقوات الاحتلال على أبوابه، واعتلائهم الأسطح قرب بابي السلسلة والمغاربة.  واحتشد الآلاف من المصلين في محيط المصلى القبلي، ورددوا التكبيرات والهتافات الوطنية. 

وعقب انتهاء المصلين من أداء صلاة الفجر، جهز العشرات من الشبان سواتر خشبية، في محيط المصلى القبلي، استعداداً لاقتحام محتمل، وأطلقوا الألعاب النارية باتجاه باب المغاربة حيث تتمركز قوات الاحتلال.  وعلى الفور، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى بالكامل بأعداد كبيرة تقدر بالمئات، وشرع أفرادها بإطلاق الأعيرة المعدنية وقنابل الغاز والصوت بكثافة وعشوائية في ساحاته، ما أدى إلى إصابة العشرات من المصلين والمواطنين المتجمعين في الساحات.

وخلال الأحداث، اندلعت مواجهات رشق خلالها الشبان قوات الاحتلال بالحجارة وبعض القطع الخشبية، في حين واصلت قوات الاحتلال إطلاق قنابل الغاز والصوت والأعيرة المطاطية، واعتدت على المصلين في ساحة مصلى قبة الصخرة ومحيط باب الأسباط بالضرب، وأغلقت جميع أبواب المسجد ومنعت دخول طواقم إسعاف الهلال الأحمر، وأعاقت وصول مركبات الإسعاف إلى منطقة باب الأسباط لنقل المصابين من داخل المسجد إلى المستشفيات.  كما استهدفت حراس المسجد الأقصى والطواقم الصحفية والطبية ومسعفي الهلال الأحمر بالأعيرة المطاطية وبالضرب بالهراوات بشكل متعمد، ووجهت التهديدات لهم بعد محاولتهم الوصول للمصابين داخل المسجد القبلي واحتجزت مفاتيح بعض مركبات الإسعاف الصغيرة.  وحاصرت قوات الاحتلال عيادة المسجد الأقصى أثناء تقديمها الإسعافات الأولية لعشرات المصابين، واستهدفتها بقنابل الغاز.

وفي وقتٍ مبكر من صباح اليوم، اعتلى أفراد من تلك القوات سطح المصلى القبلي، وحطموا نوافذه الزجاجية العلوية، وتمركز قناصة الاحتلال عليها، وأطلقوا الرصاص والأعيرة المعدنية وقنابل الغاز داخله حيث كان يتواجد مئات المصلين والمعتكفين. وبعد عدة دقائق اقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة المصلى، وأجبرت المصلين على الانبطاح واعتدت عليهم بالضرب بعنف شديد، واعتقلت المئات من داخله، في سابقة من نوعها، بعد أن اعتدت عليهم وقيدتهم بأربطة بلاستيكية وأجبرتهم على الانبطاح لساعات داخل المسجد.  واستمر اقتحام المصلى القبلي وساحته لعدة ساعات.  وعند حوالي الساعة 10:00 صباحًا، اقتادت قوات الاحتلال مئات المعتقلين وهم مكبلي الأيدي إلى باب المغاربة، وشرعت بتفتيشهم وفحصهم في منطقة جسر باب المغاربة المطل على حائط البراق.  وبعد دقائق عادت قوات الاحتلال واقتحمت المسجد الأقصى مجدداً، وأجبرت المصلين على إخلاء ساحاته ودفعت النسوة واعتدت عليهن وعلى عموم المواطنين في ساحة قبة الصخرة، ما أدى إلى تجدد المواجهات في المكان.

خلال ذلك حاول مستوطنون الدخول للمسجد الأقصى وهم يحملون الخراف، استجابة لدعوات جمعيات استيطانية بذبح القرابين في المسجد، إلاّ أن الشرطة الإسرائيلية لم تسمح لهم باستكمال مرورهم.

وأسفرت عمليات القمع الواسعة التي نفذتها قوات الاحتلال واستمرت ساعات عن إصابة 152 مواطناً نقلوا إلى مستشفى المقاصد وإلى المستشفى الميداني للهلال الأحمر، وفق ما أعلنته جمعية الهلال الأحمر في القدس. وكان بين المصابين، وفق ما تابعته باحثة المركز، 3 مسعفين، أحدهم أصيب بعيار مطاطي في رقبته، ومسعفان أصيبا بكسور في أيديهما، و3 صحفيين، حيث أصيب الصحفيان محمد السمرين ونسرين سالم بأعيرة مطاطية، وأصيب المصور رامي الخطيب بجروح

في الرأس والأيدي بعد اعتداء جنود الاحتلال عليه بالضرب بالهروات. كما أصيب حارسان من حراس المسجد الأقصى بأعيرة مطاطية في عينيهما. وأفاد مدير التمريض في مستشفى المقاصد، سليمان تركمان، لباحثة المركز، أن أكثر من 75 إصابة وصلت إلى مستشفى المقاصد، منها إصابة خطيرة، ونقل 5 مصابين لغرف العمليات مباشرة، و35 أدخلوا لأقسام المستشفى. وأشار تركمان إلى أن معظم الإصابات كانت بجروح جراء إصابتهم بالهراوات وأعقاب البنادق، ومنها كسور بالأيدي والأرجل، وكسور شديدة في الفكين، وإصابة بعيار مطاطي مباشر في العين، بالإضافة إلى إصابات بالأعيرة في الصدر والأطراف. وأوضح تركمان أن الإصابات متنوعة وكان من ضمن المصابين نساء وأطفال وكبار سن.

وأفاد المحامي فراس الجبريني، أن عدد المعتقلين تجاوز 400 مواطن من داخل المسجد الأقصى وأغلبهم من داخل المصلى القبلي، واقتادتهم قوات الاحتلال بحافلات من منطقة باب المغاربة إلى مركز تحقيق متسودا ادوميم.

يذكر أنه في ساعات مساء يوم الخميس الموافق 14/4/2022، اعتكف حوالي 2000 مصلٍ داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى، رغم مضايقات قوات الاحتلال والانتشار المكثف لقواتها في ساحات المسجد وعلى أبوابه وفي محيطه، وذلك لإحياء ليلة الجمعة الثانية من رمضان، وتلبية لدعوات وطنية حثت الشعب الفلسطيني إلى النفير فجر يوم الجمعة الموافق 15/4/2022، لإفشال مساعي مستوطنين ذبح القرابين، بعد دعوات وجهتها جمعيات استيطانية لتنفيذه ضمن عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ اليوم ويستمر أسبوعًا، وهو الأمر الذي أثار غضبًا فلسطينيا واسعًا استدعى إعلان إسرائيل قراراً بمنع تنفيذ ذبح القرابين.

وإذ يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة القمع الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المصلين الفلسطينيين، واقتحام المسجد الأقصى ومصلياته وانتهاك حرمتها، وإطلاق الأعيرة النارية والمطاطية وقنابل الصوت والغاز داخلها، ويحذر من التداعيات الخطيرة لهذا العنف المتصاعد ومن سلوك المستوطنين الذي يحظى بحماية إسرائيلية رسمية، فإنه:

  • يعيد المركز التأكيد أن القدس الشرقية مدينة محتلة، ولا تغير جميع الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال في أعقاب احتلال المدينة في عام 1967 من وضعها القانوني كمنطقة محتلة.
  • يناشد المقرر الخاص بحرية الدين أو المعتقد، والمقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولجنة التحقيق الخاصة بالمحكمة الجنائية الدولية، والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الانتهاكات بحق المصلين والمقدسات في مدينة القدس المحتلة.
  • يطالب المركز الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف بالوفاء بالتزامها بموجب المادة الأولى المشتركة في اتفاقيات جنيف بضمان احترام الاتفاقية في كافة الظروف. ويرى المركز بأن مؤامرة الصمت التي يمارسها المجتمع الدولي تشجع إسرائيل على اقتراف المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما فيها إجراءات تهويد القدس الشرقية المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *