المرجع: 25/2022
التاريخ: 8 مارس 2022
التوقيت: 00:08 بتوقيت جرينتش
يحتفل العالم في الثامن من آذار من كل عام بيوم المرأة العالمي وهو اليوم الذي جاء للتأكيد على تمتع المرأة بالحقوق التي كفلتها لها المعايير والقوانين الدولية والذي أقرته الأمم المتحدة في العام 1977، ويعتبر رمزاً لكفاح المرأة ونضالها المتواصل من أجل العدالة والمساواة.
يأتي هذا اليوم وما تزال النساء والفتيات الفلسطينيات يعشن تحديات كبيرة في مواجهة أشكال مختلفة من الانتهاكات التي تطال حقوقهن الأساسية في ظل أوضاع استثنائية وتدهور في أوضاع حقوق الإنسان من ناحية، واستمرار حالة الانقسام الفلسطيني من ناحية أخرى، إلى جانب تصاعد وتيرة العنف الممارس ضد النساء من قبل المجتمع بشكل لافت.
على مستوى الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال العام المنصرم، فقد حصد العدوان الذي شنته تلك القوات على قطاع غزة في مايو الماضي أرواح (38) امرأة سقطن جميعا جراء تعرض منازلهن لأعمال القصف من قبل تلك القوات وقد وثق المركز مقتل عائلات بأكملها تحت ركام تلك المنازل بمن فيها من نساء وأطفال كما أصيبت بالعدوان (397) امرأة أخرى. علاوة على التشريد واسع النطاق الذي طال آلاف من المدنيين من النساء والأطفال اضطروا للهروب من أماكن سكناهم في ظروف شديدة الخطورة بحثا عن أماكن امنه تأويهن.
أما في الضفة الغربية، فقد قتلت تلك القوات 5 نساء خلال العام الماضي، الى جانب معاناة النساء من انتهاكات إضافية بما في ذلك تدمير المنازل والمنشآت المدنية حيث أدت تلك الأعمال منذ بداية هذا العام الى تشريد 33 عائلة قوامها 211 فردا منهم 37 امرأة 98 طفلا. وقد تصاعدت الاعتداءات التي يقترفها المستوطنين ضد المدنيين، بمن فيهم النساء والتي كان أحدثها عندما تعرضت أصيبت امرأة وطفلتها في 27 فبراير الماضي بجروح ورضوض على أيدي مستوطنين هاجموا منزلها في بلدة سنجل شرقي رام الله. كما اعتقلت قوات الاحتلال 8 نساء منذ بداية العام الجاري، وما تزال (32) امرأة يقبعن في سجون الاحتلال التي تفتقر الى أبسط مقومات الحياة الإنسانية، إضافة إلى تعرضهن الى عمليات القمع والتنكيل والعقاب الجماعي وتمارس بحقهن كافة أساليب الضغط سواء النفسية منها أو الجسدية.
أما على المستوى الفلسطيني الداخلي، فما تزال النساء والفتيات الفلسطينيات يعانين من العنف الممارس بحقهن على أساس الجنس، والذي ازداد في الآونة الأخيرة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية نتيجة الى استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة وانتشار جائحة كورونا خلال العامين السابقين. فقد وثق المركز خلال العام الماضي (10) حالات قتل للنساء (4 في الضفة الغربية و6 في قطاع غزة)، في جرائم عنف مجتمعي متنوعة، واحدة منهن قتلت على خلفية ما يسمى بـ “شرف العائلة.” كما قتلت (3) من الأطفال الإناث اقل من 18 عاماً على يد أحد أفراد الأسرة في قطاع غزة. آخر هذه الجرائم كانت الجريمة البشعة التي وقعت في فبراير الماضي، حيث قتلت المواطنة (ن.س.خ)، 31 عاماً، جراء تعرضها للضرب المبرح من قبل زوجها، في حي الزيتون، جنوب مدينة غزة.
ويعتبر الانقسام أحد اهم التحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية والذي يؤثر بشكل كبير على إقرار قوانين موحدة وتحمي النساء من العنف وأكثر عدالة وإنصافاً تجاه قضايا النساء. وعلى الرغم من تجدد الأمل في بداية العام الماضي بعودة الحياة الديمقراطية بإجراء الانتخابات العامة، إلا أن قرار إلغائها شكل صدمة وخيبة كبيرة لكل الآمال المعقودة بإنهاء الانقسام وتعزيز المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية والضغط على صناع القرار من اجل إزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في يوم المرأة العالمي، يهنئ النساء الفلسطينيات في جميع أماكن وجودهن ويجدد دعمه لهن، ويدعو الى ضرورة توفير الحماية لهن. وفي هذا الإطار فإنه: