المرجع: 127/2020
التاريخ: 5 ديسمبر 2020
التوقيت: 17:00 بتوقيت جرينتش
في جريمة جديدة من جرائم القتل الناجمة عن الاستخدام المفرط للقوة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس الجمعة الموافق 4/12/2020، طفلاً فلسطينيًّا، وأصابت 4 مدنيين آخرين، خلال قمع تظاهرة سلمية بمنطقة رأس التين قرب المدخل الشرقي لبلدة المغير، شمال شرقي مدينة رام الله. قتل الطفل بعد عدة ساعات من إصابته بعيار ناري في البطن. وجاء إطلاق النار تجاهه دون أي برر، أو وجود خطر أو تهديد جدي على حياة الجنود.
ووفق تحقيقات المركز، في حوالي الساعة 11:00 صباح اليوم المذكور أعلاه، انطلقت مسيرة سلمية من وسط بلدة المغير، شمال شرقي مدينة رام الله، بدعوة من أهالي البلدة، تجاه الأراضي المهددة بالمصادرة وضد إقامة بؤرة استيطانية جديدة، بمنطقة رأس التين قرب المدخل الشرقي للبلدة المذكورة. رفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية، وهتفوا ضد الاحتلال ومستوطنيه، وضد الضم. لحظة وصول المشاركين في المسيرة للمنطقة، وجدوا عددا كبيرا من قوات الاحتلال بانتظارهم. أدوا صلاة الجمعة على الأرض المهددة بالمصادرة والجنود يحيطون بهم، وبعد الانتهاء من الصلاة هتفوا ضد الاحتلال ومستوطنيه. على الفور قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المتمركزة أمامهم، التظاهرة وأطلقت الأعيرة النارية والمعدنية وقنابل الصوت والغاز المسيلة للدموع تجاههم. أسفر ذلك عن إصابة أربعة مواطنين بالأعيرة المعدنية بالأطراف السفلية من أجسادهم، وعولجوا ميدانياً من طاقم الإسعاف المتواجد هناك. وفي حوالي الساعة 1:30 ظهراً، مع استمرار المواجهات، أطلق جنود الاحتلال النار صوب الطفل علي أيمن نصر أبو عليا، 14 عاماً، ما أدى إلى إصابته بعيار ناري في بطنه أسفل الرئتين من الجهة اليمنى. نقل الطفل المصاب على الفور بسيارة إسعاف لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مجمع فلسطين الطبي داخل مدينة رام الله، وأجريت له عملية جراحية هناك. وفي حوالي الساعة 6:00 مساء اليوم نفسه، أعلنت المصادر الطبية عن وفاته. وتبين من خلال تقرير المصادر الطبية أن الرصاصة اخترقت منطقة الكبد وأدت الى تفتته.
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة جريمة استخدام قوات الاحتلال القوة المفرطة التي أفضت إلى مقتل الطفل ووقوع الإصابات، دون أن يكون هناك ما يهدد حياة الجنود بالخطر.
ويشير المركز إلى تكرار الجرائــم المماثلة، حيث وثقت طواقـــم المركز، قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي 22 فلسطينيا منهــم 6 أطفال وامرأة، منذ بداية عام 2020، في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما رصد باحثو المركز تزايد استهداف قوات الاحتلال للأطفال خلال قمع التظاهرات واقتحام المدن الفلسطينية في الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة.
يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.