المرجع: 83/2021
التاريخ: 13 يونيو 2021
التوقيت: 12:00 بتوقيت جرينتش
في الوقت الذي تُمعن فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض سياساتها التعسفية لحرمان الجرحى من حقهم في السفر لتلقي العلاج خارج مستشفيات القطاع، تمكّن طاقم محامي المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان “في إطار الالتماس المقدم إلى المحكمة المركزية في القدس” من انتزاع قرار بالموافقة على سفر الجريح مجد العجلة، (21) عاماً، لتلقي العلاج في المستشفى الأهلي في الخليل إنقاذاً لحياته.
وكان الجريج العجلة قد أصيب بتاريخ 15.05.2021 في اليوم السادس للعدوان الحربي على كامل القطاع، جراء استهداف طائرات الاحتلال الحربية أحد المحال التجارية في حي الشجاعية في مدينة غزة، الأمر الذي أدى إلى إصابته بجروح بالغة الخطورة في منطقة الرأس والبطن.
منذ تاريخ إصابة العجلة تم إدخاله إلى قسم العناية المكثّـفة في مجمّع الشفاء الطبي، حيث وُضِع على جهاز التنفس الاصطناعي، وبسبب عدم توافر الإمكانيات الطبية اللازمة لعلاجه في مستشفيات القطاع، فقد تم تحويله بتاريخ 30.05.2021 بشكل فوري وعاجل لتلقي العلاج في المستشفى الأهلي في الخليل. وقُدِّمَت عدة طلبات من قبل جهات التنسيق الفلسطينية المختصة لسفر الجريح عبر سيارة إسعاف “عناية مكثّفة”، إلا أن السلطات الإسرائيلية قد رفضت السماح له بالسفر لتلقي العلاج، وذلك في أبشع أنواع الاستغلال اللاإنساني لمعاناة وآلام الجرحى، الأمر الذي أدى إلى حدوث تدهور خطير في حالته الصحية وجعل حياته عرضة للخطر.
وعليه، وفي إطار العمل القانوني المتواصل لطاقم محامي المركز إنقاذاً لحياة الجرحى والمرضى، فقد تمت مباشرة الإجراءات القانونية على وجه السرعة، وتم تقديم اعتراض عاجل إلى النيابة العامة الإسرائيلية في القدس في نفس اليوم.
إلا أنه وبسبب مماطلة النيابة العامة الإسرائيلية على مدار ستة أيام في معالجة الاعتراض المُقـّـدم من جانب المركز، فقد تقرر تقديم إلتماس عاجل إلى المحكمة المركزية في القدس بتاريخ 06.06.2021. وبعد ثمانيةً وأربعين ساعة من المتابعة الحثيثة، صدر قرار من المحكمة يُلزم النيابة العامة الإسرائيلية بتقديم ردها بخصوص الالتماس حتى يوم الجمعة الموافق 11.06.2021. وبالفعل، في ساعات الصباح الباكر من يوم الجمعة تقدمت النيابـة العامـة الإسرائيليـة بردهـا إلى المحكمـة المركزيـة في القـدس، والذي يفيد بصدور قـرار بالموافقة على سفر الجريح مع مرافقته للعلاج في نفس اليوم. وبالفعل سافر المريض مع مرافقته عبر سيارة إسعاف “عناية مكثّفة”.
يُذكر أنه قد أصيب في نفس اليوم مع الجريح مجد العجلة ابن عمه الشاب يحيى العجلة، وبسبب رفض السلطات الإسرائيلية السماح له بالسفر لتلقي العلاج فقد توفي متأثراً بجراحه بتاريخ 03.06.2021.
ومن الجدير بالذكر بأنه في إطار الجهد القانوني المبذول من طاقم محامي المركز إنقاذاً لحياة الجرحى الذين أُصيبوا جراء العدوان الأخير على القطاع، فقد نجح المركز في الحصول على (3) قرارات بالموافقة على سفر (3) جرحى للعلاج في مستشفيات القدس والضفة.
وفي ذات السياق، فقد تمكن محامو المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من خلال مباشرة ومتابعة الإجراءات القانونية إنقاذاً لحياة المرضى خلال الأيام السابقة، من الحصول على موافقة لسفر الطفل (ع،أ)- 16 عاماً- مريض سرطان للعلاج في المملكة الأردنية الهاشمية، وموافقة لسفر سيدة حامل (ي،أ) – 28 عاماً- مريضة قلب للعلاج في القدس، وموافقة لسفر المريض (م.أ) – 72 عاماً إلى مستشفى المقاصد بالقدس بقصد اجراء عملية جراحية غير متوفرة بالقطاع.
وقد بلغ عدد مرضى السرطان في قطاع غزة ممن هم بجاجة لتلقي أو استكمال العلاج خارج مستشفيات القطاع نحو 8700 مريض، لا يتوفر لهم البديل العلاجي المكتمل والملائم في مشافي القطاع، وتتطلب أوضاعهم الصحية الحصول على الجرعات الكيماوية والعلاج الإشعاعي بشكل دوري. ويعاني هؤلاء من تدهور أوضاعهم الصحية، وهناك خشية حقيقية على حياة العشرات منهم إن لم يتم السماح لهم بالسفر بشكل فوري لاستكمال بروتوكولاتهم العلاجية.
يؤكد المركز على أن حق المرضى والجرحى في حصولهم على العلاج الملائم والفوري هو حقٌ قد كفله لهم القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانوني الدولي الإنساني، وبأن استمرار سياسة سلطات الاحتلال الممنهجة في منع الجرحى والمرضى من السفر لتلقي العلاج ومفاقمة معاناتهم يعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
كما يؤكد المركز بأنّه رُغمَ ممارسات وسياسات سلطات الاحتلال التعسفية واستغلالها لآلام المرضى والجرحى من أجل تعميق معاناتهم، فإن المركز مستمرٌ ومواصلٌ لعمله وكفاحه القانوني من أجلِ تمكينِهم من حقهم في تلقي العلاج باعتباره حقاً قد كفله لهم القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.