المرجع: 130/2019
التاريخ: 21 نوفمبر 2019
التوقيت: 10:35 بتوقيت جرينتش
أغلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي صباح يوم أمس ثلاث مؤسسات فلسطينية في مدينة القدس المحتلة، بينها مكتب تلفزيون فلسطين (الرسمي)، ومؤسستين لوزارة التربية والتعليم، واقتحمت عددا من المؤسسات الأخرى في المدينة وصادرت محتويات بعضها، واعتقلت واستدعت عددا من المواطنين. المركز الفلسطيني لحقوق الانسان إذ يدين بشدة هذه الخطوات التصعيدية، فإنه يطالب المجتمع الدولي بالضغط على قوات الاحتلال من أجل وقف اعتداءاتها على المؤسسات الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، وتوفير الحماية للمؤسسات الفلسطينية في مدينة القدس من الاعتداءات الاسرائيلية ومحاولات تغيير وضع المدينة وتهويدها، وتفعيل قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة، بما فيها تلك التي تلغي تغيير وضع المدينة المقدسة.
ووفق متابعة المركز، اقتحمت قوة مكونة من شرطة ومخابرات وقوات حرس الحدود الاحتلال الإسرائيلي، صباح يوم أمس الأربعاء الموافق 20 نوفمبر 2019، مقر شركة (الأرز) للإنتاج التلفزيوني التي يوجد في داخلها مقر فضائية فلسطين، وتزوده بالخدمات الاعلامية، في حي الصوانة في مدينة القدس الشرقية المحتلة. وقد أجرى أفراد القوة أعمال تفتيش وعبث بمحتويات المكتب من ملفات وحواسيب، وصادروا بعضها. وقبل انسحابها، علقت تلك القوات قراراً على بوابة المقر يقضي بإغلاقه لمدة 6 أشهر بأمر من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان. وذكرت مراسلة تلفزيون فلسطين، كريستين ريناوي، أن سلطات الاحتلال اقتحمت مكتب التلفزيون واستولت على محتوياته، وسلمتها ومدير عام الشركة، نزار يونس، بلاغا لمراجعة مخابراتها، فيما اعتقلت المصور أيمن أبو رموز.
كما اقتحمت تلك القوات مديرية التربية والتعليم، ومدرسة دار الأيتام في البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، وأخلت المبنى بالكامل من الموظفين والطلبة، وأجرت أعمال تفتيش وعبث بمحتويات مكتب المديرية من ملفات وحواسيب، وصادروا بعضها. وقبل انسحابها، اعتقلت تلك القوات مدير مديرية التربية والتعليم، الأستاذ سمير جبريل، وعلقت قرارا على بوابة مديرية التربية والتعليم يقضي بإغلاقه لمدة 6 أشهر بأمر من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي.
وفي وقت متزامن، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي “مسجد الرصاصي” المحاذي لمدرسة الأيتام حيث يوجد داخله أحد مكاتب مديرية التعليم في مدينة القدس المحتلة، واحتجزت المتواجدين داخله. وبعد تفتيشه والتحقيق الميداني مع الموظفين، أغلقت المسجد، وصادرت مفاتيحه.
وفي ذات السياق، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقر المركز الصحي العربي في شارع السلطان سليمان، وسط مدينة القدس الشرقية المحتلة، وأجرت أعمال تفتيش وعبث بمحتوياته، وصادروا بعض الملفات وكاميرات المراقبة، واعتقلوا مدير المركز، أحمد سرور.
وفي ساعات المساء من يوم أمس أيضاً، اقتحمت قوة مكونة من شرطة ومخابرات الاحتلال الإسرائيلي فندق “الامبيسادور” في حي الشيخ جرّاح، شمال مدينة القدس الشرقية المحتلة. حاصر أفرادها إحدى الطاولات في الفندق، ودققوا في بطاقات المواطنين الجالسين حولها، وقاموا بتصويرها وتصوير المتواجدين هناك، ثم اعتقلوا الاستاذ زياد الشمالي، واقتادوه إلى أحد مراكز التحقيق في المدينة. يشار إلى أن الشمالي يشغل رئيس اتحاد أولياء أمور الطلبة في محافظة القدس.
يرى المركز أن هذه الإجراءات والقرارات غير القانونية هي سياسة أصيلة تنتهجها سلطات الاحتلال بحق مدينة القدس المحتلة منذ احتلالها في حزيران 1967، تهدف لاقتلاع الفلسطينيين من المدينة، وتفريغها من سكانها، ومحاربة أي وجود لهم فيها، وتغيير معالمها لصالح المزيد من الاستيطان، وإضفاء الطابع اليهودي عليها لفرض حقائق على الأرض تلغي الحق الفلسطيني فيها.
ويؤكد المركز على أن القدس الشرقية هي مدينة محتلة، ولا تغير كافة الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال في أعقاب احتلال المدينة في عام 1967 من وضعها القانوني كمنطقة محتلة.
ويطالب المركز الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف بالوفاء بالتزامها بموجب المادة الأولى المشتركة في اتفاقيات جنيف بضمان احترام الاتفاقية في كافة الظروف. ويرى المركز بأن مؤامرة الصمت التي يمارسها المجتمع الدولي تشجع إسرائيل على اقتراف المزيد من الانتهاكات للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما فيها إجراءات تهويد القدس الشرقية المحتلة.