مايو 30, 2024
فقدت زوجي و3 من أبنائي
مشاركة
فقدت زوجي و3 من أبنائي

صابرين جبر يوسف أبو شنب، 32 عاماً، سكان حي الشجاعية في غزة.

مع بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7/10/2023، نزحنا من منزلنا في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، إلى منطقة الرمال غرب المدينة، بسبب خطورة مكان سكننا، إذ سبق وأن دمر جيش الاحتلال المنطقة في حرب 2014.

بعد عدة أيام من بدء الحرب، وتقريباً في 11/10/2023، شن جيش الاحتلال حزاما نارياً، ولم نعرف إلى أين نذهب، وذهبنا إلى مدرسة الرمال. وقد جمعتنا إدارة المدرسة في الطابق الأرضي وكنا في الفصل حوالي 100 شخص. كانت ليلة لا تنسى من شدة القصف والرعب. والحمد لله مضت تلك الليلة على خير، ومكثنا بعدها شهر في المدرسة، كان خلالها يصل دعم ومساعدات ولم نصل إلى مرحلة الجوع.

في أول نوفمبر قصف الاحتلال الطابق الرابع من المدرسة بقذائف مدفعية الساعة 3 فجراً. وما إن حل الصباح حتى رفعنا الراية البيضاء ونزحنا إلى مدرسة هاشم في البلدة القديمة في غزة.

مكثنا شهراً في المدرسة (إلى ما بعد الهدنة الإنسانية في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر 2023)، ثم بدأت تأتي إنذارات بالإخلاء عبر تسجيلات على هواتفنا. وبتاريخ 3/12/2023، شنت طائرات الاحتلال حزاماً نارياً في منطقة الزيتون ومدخل الشجاعية، وكادت قلوبنا أن تتوقف من شدة الرعب.

اضطررنا للذهاب إلى مديرية التربية والتعليم في اليرموك. لم تأتِ إنذارات بالإخلاء وتفاجأنا بوصول الدبابات إلى المنطقة.

بتاريخ 11/12/2023 الساعة 8 صباحاً، ذهب أولادي ليشتروا البسكويت من عند باب المديرية، فإذا بالاحتلال يطلق قذيفة على باب المدرسة لتقتل أطفالي الثلاثة وهم: عبدالرحمن أحمد رباح أبو شنب(12 عاماً) ومريم (8 أعوام) ومنة الله (3أعوام). جاءني خبر استشهاد عبدالرحمن ومريم، شعرت أن عقلي خرج من رأسي وقلبي خرج من صدري فأغمى عليَ.

بعد هذه القذيفة خرجت الناس إلا أننا لم نخرج، فلا طاقة لي على الحركة وبدأت الدبابات تقصف الساعة 3 فجراً بشكل مكثف. ثم دخل علينا جيش الاحتلال واعتقل الرجال وأخرج النساء مشياً على الأقدام. لم أخف في تلك الأثناء، فقد كنت فاقدة للشعور تماماً بعد استشهاد أطفالي. وصلت مستشفى المعمداني، فقد أخبروني سابقاً أن منة الله مصابة ونقلت إلى هذا المستشفى، فبدأت أسأل الأطباء عنها وأبحث عنها في كل مكان حتى دلني طبيب على مكان الجثث، رفعت عنها فإذا هي بنتي بكيت كثيراً، قبلتها كثيراً، ودعتها وطلبت منهم أن يدفنوها فقلبي لا يتحمل ذلك.

مكثت يومين في البلدة القديمة ثم توجهت إلى مستشفى الشفاء. خلال يومين عاد زوجي من الاعتقال وأخبرني أنه تم التحقيق معهم وهم عراة ثم أطلقوا سراحهم.

بعد 5 أيام من استشهاد أولادي، وبتاريخ 23/12/2023، ذهب زوجي إلى شارع الشعف ولم يخبرني لماذا، فقد كان يهذي دائماً بعد فقدانه لأبنائه. وفجأة، جاءني خبر استشهاده برصاص قناصة جيش الاحتلال والتي هي غالباً بإطلاق نار طائرة كواد كابتر.

بقي لدي ابن فقط، بعد أن كنا عائلة سعيدة، الحمد لله. إنني لا أتمنى لأحد أن يذوق طعم هذه الحسرات. منذ هذه الأيام وأنا أعيش بصدمة نفسية كبيرة، تفصلني عن الواقع في الكثير من الأحيان، فلا أريد طحين ولا أريد ماء للشرب، أريد زوجي وأولادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *