عبد الرحمن محمد أحمد عبد الغفور، 17 عاماً، طالب ثانوية عامة، السطر الغربي في خانيونس
تلقى المركز هذه الإفادة في 19/1/2024
كنت أعيش في منزل أرضي باطون، مع أسرتي المكونة من 7 أفراد، هم والدي، 43 عاما، وهو يحمل الدكتوراه ويعمل محاضرًا في كلية الدعوة الإسلامية في دير البلح، ووالدتي عائشة فايز الأسطل، 38 عاما، وإخواني الخمسة، وكلهم أطفال باستثناء أخي براء، 19 عامًا وهو طالب جامعي.
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية، في 7 أكتوبر 2023، كنا نعاني من الخوف والقلق مع القصف الإسرائيلي العنيف في كل مكان، ومن أزمة انقطاع الكهرباء والماء.
قبل فجر يوم الاثنين الموافق 23/10/2023، استيقظت من نومي مع باقي أفراد أسرتي لتناول وجبة السحور، حيث عزمنا على الصيام، وكانت والدتي تحضر لإعداد الخبز. وكان عندنا بالبيت ابن عمتي سلامة عماد عبد الغفور، 18 عاما، وسألت كم تبقى لأذان الفجر فأبلغوني 5 دقائق، وكانت الساعة تقريبا 5:13 فجراً، بقيت في فراشي، ثم جاء أبي ليوقظنا للصلاة فقلت سأغفو حتى إقامة الصلاة. ولكن عندما أفقت وجدت نفسي في مستشفى ناصر في خانيونس، وكان الوقت عصر يوم الثلاثاء الموافق 24/10/2023، وعلمت أن منزلنا تعرض للقصف المباشر من قوات الاحتلال، بعد لحظات من غفوتي.
لاحظت أنني لا أستطيع الحركة وكنت في وضع صحي سيء، وتبين لي أن وجهي ويديّ محترقتان. كما تبين لي أنه تم تركيب بلاتين بجهاز خارجي لرجليّ الاثنتين.
وعلمت أن القصف دمر منزلنا بالكامل، وأدى إلى استشهاد أفراد أسرتي، وهم: والدي الدكتور محمد أحمد عبد الغفور، ووالدتي عائشة فايز عبد الغفور، وأشقائي: براء، 18 عاما وهو طالب في الجامعة يدرس حاسوب، وجنى، 13 عاما، وحذيفة، 11 عاما، وندى، 7 أعوام.
ونجوت أنا وابن عمتي سلامة الذي كان في زيارة لنا، ولكننا أصبنا إصابات بالغة، حيث بترت ساق سلامة وأصيب بحروق.
أبلغني الأطباء أنه يفترض أن يجري تحويلي للعلاج في الخارج لأن الكسور التي برجلي بحاجة لعلاج متقدم، وحتى الآن لا جديد في ذلك. وتم إخراجي من المستشفى بعد أيام من إصابتي بسبب الأعداد الكبيرة من المصابين التي تأتي للمستشفى، مع إبلاغي إنه حين يظهر اسمي للسفر للعلاج سيتم إبلاغي.
انتقلت إلى منزل جدي في السطر الغربي، وكان يجري التغيير على جروحي هناك، وأحيانا أذهب للمستشفى للمراجعة.
طوال أيام الحرب التالية كنا نعاني من القصف وأزمة الكهرباء، وأنا لتجربتي كنت أرتعب من كل قصف، وبدأنا نعاني من أزمة المياه وبصعوبة نحصل عليها.
استمرت هذه المعاناة، حتى أصدر الاحتلال أوامر تهجير لمنطقة السطر، بتاريخ 4 ديسمبر 2023، فاضطررنا للانتقال إلى أحد أقاربنا في العائلة في منطقة البلد، ودائما كان هناك صعوبة في نقلي حيث أنا لا أستطيع المشي وحدي أو حتى على الأدوات المساعدة.
بقينا في البلد عدة أيام، ثم صدرت أوامر تهجير جديدة واضطررنا للانتقال إلى منطقة المواصي غرب خانيونس مع عائلة جدي، ونعيش في خيمة وسط أوضاع كارثية نعاني في الحصول على الماء ولا يوجد كهرباء، وتسقط قربنا قذائف الاحتلال بين الحين والآخر.
شعرت بالحزن الشديد عندما علمت بتاريخ 17 يناير 2023، باستشهاد ابن عمتي سلامة عماد عبد الغفور مع 36 من العائلة، منهم والديه وشقيقه الصغير، بعد قصف الاحتلال منزل عمه سمير عبد الغفور في السطر الغربي بعد أن بقوا في تلك المنطقة، وهم لا يزالون تحت الأنقاض منذ قصف المنزل في 7 ديسمبر 2024.
لا زلت أنتظر أن يجري تحويلي للعلاج في الخارج لأنني أخشى أن أفقد رجليّ وأخشى من القصف الذي نجوت منه ويمكن أن يصيبني مرة أخرى كما حدث مع ابن عمتي.
آمل أن تتوقف الحرب وأتمكن من تلقي العلاج وأن أشعر بالأمان وأعود لدراستي، رغم أن الألم يقهرني لفقدان جميع أفراد أسرتي.
نسخة تجريبية