فبراير 14, 2022
عنف المستوطنين برعاية إسرائيلية رسمية إصابة صحفي ومسعف واعتداءات واسعة للمستوطنين والاحتلال في حي الشيخ جراح في القدس
مشاركة
عنف المستوطنين برعاية إسرائيلية رسمية إصابة صحفي ومسعف واعتداءات واسعة للمستوطنين والاحتلال في حي الشيخ جراح في القدس

المرجع: 14/2022

التاريخ: 14 فبراير 2022

التوقيت: 12:39 بتوقيت جرينتش

أصيب مواطنان، أحدهما صحفي والآخر مسعف، بأعيرة معدنية، وآخرون بحالات اختناق ورضوض واعتقل 15 فلسطينياً على الأقل، على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حمايتها مجموعة من المستوطنين نفذت أعمال عنف واسعة واستيلاء على أرضٍ في حي الشيخ جراح، في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة، عنف المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، ويحذر من الخطط الإسرائيلية الرامية لتنفيذ عمليات تهجير قسري للمواطنين الفلسطينيين ضمن مخططات استيطانية تستهدف المدينة المحتلة.

ووفق تحقيقات المركز، ففي ساعات مساء يوم السبت الموافق 12\2\2022، احتشد العشرات من المستوطنين الإسرائيليين في الجزء الغربي من حي الشيخ جراح، شمالي البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، واقتحموا تحت حماية عناصر الشرطة الإسرائيلية أرض عائلة سالم المهددة بالإخلاء من أرضها ومنزلها، بالتزامن مع إعلان عضو الكنيست الإسرائيلي، المتطرف ايتمار بن غفير عن نيته نقل مكتبه في اليوم التالي إلى الأرض المذكورة.  وبعد وصول مجموعات من المستوطنين الى المكان، انتشروا عند مداخل الحي، وشرعوا بالهجوم بالحجارة ورش غاز الفلفل مباشرة تجاه وجوه المواطنين الفلسطينيين، واعتدوا على ممتلكاتهم وعلى المركبات المتوقفة في شوارع الحي، تحت مرأى قوات الاحتلال التي أمنت اعتداءاتهم وقمعت سكان الحي بالضرب وأطلقت قنابل الصوت تجاههم، واعتقلت 6 مواطنين منهم. وعند حوالي الساعة 10:30 صباح اليوم التالي (الأحد 13/2/2022)، وصل عضو الكنيست بن غفير إلى أرض عائلة سالم في الحي.  وفور وصوله، ساد التوتر الشديد في الحي، وسارعت قوات الاحتلال بفرض حصار مشدد على المنطقة، ونشرت عناصر الشرطة وفرق الخيالة ومركبات المياه العادمة والقوات الخاصة في محيط الحي، وعند مداخل الشوارع الفرعية والرئيسية القريبة منه، ونصبت الأشرطة الحمراء لإغلاقه بالكامل، مع انتشار دوريات الشرطة في جميع شوارعه وأزقته.  ومنعت قوات الاحتلال العشرات من المواطنين والنشطاء المتضامنين من الوصول إلى الحي، وأوقفت حركة السير والمرور عبره، ونصبت السواتر الحديدية بكثافة في محيط ارض عائلة سالم، ومنعت السكان من الوصول اليها، بينما سمحت للمستوطنين بالوصول الى المكان.  وبعد قيام عضو الكنيست بن غفير بجولة في الحي، أعلن عن بدء قيامه بمتابعة أعماله البرلمانية داخل الخيمة التي أقامها المستوطنون لاستقباله في أرض عائلة سالم، واستقبل المستوطن المتطرف باروخ مارزل، ونائب رئيس البلدية أرييه كينج، وعشرات المستوطنين في الخيمة، ثم أدوا الصلوات والرقصات وعلقوا اليافطات والأعلام الإسرائيلية في المكان. خلال ذلك اعتدوا على عائلة سالم المتواجدة أمام منزلها، بالضرب بالأيدي والكراسي ورش غاز الفلفل، فاقتحمت قوات الاحتلال المكان، واعتدت هي الأخرى على أفراد عائلة سالم لإجبارها على الدخول إلى منزلها، واعتقلت نجلها خليل، وأمنت الحماية الكاملة للمستوطنين وبن غفير.

وعلى مدار ساعات مساء اليوم المذكور حتى الساعة 11:00 ليلاً، تكررت المواجهات والمناوشات في المكان، هاجم المستوطنين خلالها المواطنين الفلسطينيين والمتضامنين والطواقم الصحفية بالضرب ورش غاز الفلفل وإلقاء الحجارة والكراسي تجاههم. كما رشقوا الحافلات التي مرت بالقرب من الحي بالحجارة، ما أدى إلى إصابة 3 ركاب بجروح طفيفة جراء إصابتهم بشظايا الزجاج.  واقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة سالم أكثر من مرة، وأخرجت المتضامنين فيه بالقوة، بمن فيهم عضو الكنيست أحمد الطيبي، ومدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس، اللذان أصيبا بجروح عقب اعتداء نائب رئيس بلدية الاحتلال ارييه كينج عليهما. كما استخدمت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي والمياه العادمة وقنابل الصوت لتفريق المواطنين والسكان أكثر من مرة، ومنعتهم من رفع العلم الفلسطيني والاعتصام أمام أرض عائلة سالم.  في المقابل، سمحت للمستوطنين بتشغيل المكبرات وسب الرسول محمد، وترديد الشتائم ضد العرب والمسلمين.

واعتقلت قوات الاحتلال 8 مواطنين من الحي هم: أحمد عمران عكة، وعبد الله دبش، ومحمد عاطف مرزوق، وعهد شويكي، وقصي جعافرة، وسيف هلسة، وعرفات جواد برقان، ومالك الطويل، وإبراهيم مزعرو، وأيوب الجولاني. وخلال المواجهات، أصابت قوات الاحتلال المصور الصحفي رامي الخطيب، بقنبلة صوتية في قدمه، والمسعف أحمد الركن بعيار مطاطي في فخذه.

يذكر أن بن غفير أيضاً كان أحد رموز التوتر، خلال محاولته فتح مكتب له في الحي، إلى جانب محاولة المستوطنين إخلاء سكان كرم الجاعوني في الحي، وهي الأحداث التي قادت إلى اشتعال مواجهات عنيفة في الضفة الغربية وتنفيذ عدوان إسرائيلي على قطاع غزة في مايو الماضي.

وخلال الآونة الأخيرة، تكررت اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال وبلديته ضد أهالي حي الشيخ جراح وممتلكاتهم. وهاجم المستوطنون عشرات المرات السكان.  وصادرت البلدية 4 دونمات في المنطقة لعدد من العائلات الفلسطينية بدعوى المنفعة العامة.  وهدمت سلطات الاحتلال منزلين و5 منشآت ومصادرة 6 دونمات لعائلة صالحية في منطقة كرم المفتي في الحي بطريقة عنيفة وهمجية في 19/1/2022، بدعوى السيطرة عليها للمنفعة العامة أيضاً.  وفي شمال الشيخ جراح، صادرت قوات الاحتلال حوالي 30 دونمًا لإقامة حديقة قومية توراتية.

وإذ يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عنف المستوطنين فإنه يؤكد أن قوات الاحتلال تتحمل المسؤولية عن هذا العنف الممنهج المسنود بقرار سياسي من أجل الاستيلاء على الأراضي والممتلكات الفلسطينية ضمن سياسة ممنهجة ترمي لتكريس الاستيطان في مدينة القدس المحتلة.

ويحذر المركز من خطورة المحاولات الإسرائيلية المتكررة الرامية لتهجير الفلسطينيين عن أراضيهم عبر هدم مساكنهم وتدمير ممتلكاتهم أو مصادرتها، ضمن سياسة فرض أمر واقع، بهدف تغيير الواقع الديمغرافي في المدينة المحتلة.

ويذكر المركز بأن المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، حظرت النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص، أو نفيهم من مناطق سكناهم إلى أراضٍ أخرى، إلا في حال أن يكون هذا في صالحهم؛ بهدف تجنيبهم مخاطر النزاعات المسلحة. ونصت المادة (7-1-د) من نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية، على أن “إبعاد السكان أو النقل القسري للسكان، متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق، أو منهجي موجه ضد أي مجموعة من السكان المدنيين، يشكل جريمة ضد الإنسانية”. وبموجب المواد 6 و7 و8 من نظام روما الأساسي، فإن “الإبعاد أو النقل غير المشروعين”، يشكلان جريمة حرب.

ويدعو المركز المجتمع الدولي والهيئات الأممية لتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والتدخل الفاعل لوقف جرائم قوات الاحتلال وعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، والعمل على توفير الحماية لهم.