فبراير 14, 2024
عملي في إسرائيل لعامين لم يحميني من التعذيب
مشاركة
عملي في إسرائيل لعامين لم يحميني من التعذيب

يوسف عطية يوسف الخضري، 52 عاما، سكان حي الشجاعية (الشعف) في مدينة غزة

تلقى طاقم المركز هذه الإفادة في 9/2/2024

بتاريخ 07/10/2023، كنت أعمل في منطقة النقب وفجأة سمعت صافرات الإنذار في كل مكان وسمعت أصوات انفجارات لا أعلم مصدرها، ألقيت نظرة على الأخبار فتفاجأت أنها من غزة فقطعت عملي وذهبت إلى مكان السكن واختبأت أنا وستة أشخاص ومكثنا هناك أربعة أيام.

وفي يوم الأربعاء (11/10/2023) تم سحب تصريح العمل الذي حصلت عليه من الاحتلال الإسرائيلي، فقررت أنا والأشخاص الستة تسليم أنفسنا إلى الشرطة الإسرائيلية حتى لا نخالف القوانين. سلمنا أنفسنا للمركز فقاموا بتفتيشنا ومن ثم تكبيلنا وعصبوا أعيننا ثلاثة أيام وأخذوا كل ممتلكاتنا من (جوال، هوية، نقود) وكان بحوزتي 3500 شيكل فصادروها. وحبسونا ثلاثة أيام ونحن على هذه الحالة وكان معي 25 شخصا مثل حالتي وكنا نحصل على وجبتي طعام في اليوم لا تكفي لإشباع شخص، وكانت زجاجة الماء على الطلب وفي هذه الفترة لم يتم التحقيق معي بتاتًا في مركز الشرطة.

كنا ننام في غرفة صغيرة على الأرض بدون غطاء وكانوا يقومون بفتح المكيف البارد في الجو البارد، ويقومون بضربنا ضربًا مبرحا في أي وقت يشاؤون. وبعد هذه الأيام جلبوا حافلة تابعة للجيش وأخرجونا من مركز الشرطة تحت الضرب والتعذيب ونحن مكبلون بالقيود ولا نعلم أين سيذهبون بنا، وأخذونا إلى سجن عوفر. عندما وصلنا أنزلونا إلى ساحة كبيرة، كانت عبارة عن ساحة تدريب للجيش وكانت الساحة محاطة بأسلاك شائكة وسياج وفكوا القيود عن أيدينا وعصبة الأعين، كانت الساعة 12:00 ظهرًا. وخلال تلك الفترة كانوا يجلبون لنا ثلاث وجبات طعام عبارة عن رغيف خبز صغير والقليل من المربى لا يكفي للشخص الواحد، والماء كان ملوثًا ولا يصلح للشرب، وقاموا بحركات استفزازية مثل: الأكل والشرب أمامنا بشراهة وكان يجلبون لنا أربع سجائر كل يوم.

بقينا خمسة عشر يومًا لم يتم التحقيق معنا بينما أخذوا من يقلون عن 40 عامًا للتحقيق. ثم أخذونا إلى مكان آخر داخل السجن. وبعد خمسة أيام، اقتادوني إلى غرفة التحقيق وكنت مكبلًا ومعصوب العينين وحققوا معي وسألوني عن اسمي وعن اسم جيراني والأشخاص الذي يسكنون في منطقتي، وهددوني بالتعذيب القاسي المميت. ثم تركوني خمسة دقائق وعادوا إلى التحقيق معي بنفس الأسلوب، فأجبتهم بأنه لا علاقة لي بالتنظيمات ولا بحركة حماس، فقام بسؤالي عن الأنفاق وقال لي: أتعلم أين توجد الأنفاق؟ فقلت له: أنا عامل بناء أعمل لديكم منذ سنتين ولا أعلم شيئًا. ثم تركني أذهب بعد أن كبلوني وعصبوا عيني وقاموا بتركي على أرض مليئة بالحصى وأنا جالس على ركبتي فترة طويلة. وبعد خمسة أيام على هذه الحالة قاموا فجأة بأخذي إلى حافلة وأنا لا أعلم أين سيتوجهون بي. سارت بنا الحافلة مسافة كبيرة ثم فكوا القيود وعصبة العينين ووجدنا أنفسنا أنا وعدد من الاسرى في معبر كرم أبو سالم. وقال لنا الضابط: اركضوا ولا ينظر أحدكم إلى الخلف وإلا سأقوم بإطلاق النار عليه. فقمنا بالجري حوالي 5 كيلو متر ووصلنا مدينة رفح، فوقفت أنا والأشخاص الذين معي وكنا نحاول إيجاد سيارة. وحاولت الاتصال على زوجتي وأولادي الذين لا أعلم عنهم شيئًا، فتوجهت إلى مدينة دير البلح فعلمت أن زوجتي وأولادي ما زالوا في مدينة غزة وقاموا بالنزوح إلى منطقة الصحابة بعدما تم قصف المنزل المجاور لمنزلي. وعند وصولهم إلى منزل أقاربي هناك، تم قصفهم بنفس اليوم من قبل الطيران الحربي واستشهدت زوجتي (ليلى صبيح) وابني (عطية الخضري) وزوجة ابني (آلاء الغفري) وبنته (بتول الخضري) وكانت زوجته حاملًا في الشهر الثامن وأصيبت حفيدتي ابنة عطية بحروق في وجهها واستشهد ابني (إبراهيم الخضري) وابني (حمزة الخضري). وتبقى لي ثلاثة أولاد هم (محمد، وخالد، ومحمود). وقد أصيبت زوجة محمد بكسر برجليها وقاموا بعمل عملية لها وتركيب بلاتين. وأصيب أيضًا والدي عطية الخضري في رأسه. وهناك أشخاص آخرين فقدوا حياتهم من عائلة الغفري في نفس المنزل. وأما عن بناتي فهم على قيد الحياة. أنا الآن في مدرسة عبد الكريم العكلوك حوالي 80 يومًا على أمل أن ألتقي بأولادي الأحياء في غزة.

أتمنى أن تقف الحرب وأجتمع بأولادي الأحياء في غزة وأعود لمنزلي المتضرر جزئيًا وأعود لحياتي الطبيعية أنا والأحياء من عائلتي.