المرجع: 112/2021
التاريخ: 24 أغسطس 2021
التوقيت: 11:00 بتوقيت جرينتش
قتل طفل فلسطيني، فجر اليوم، بعد إصابته في رأسه برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال تصويره بهاتفه المحمول تلك القوات وهي تداهم منزلاً مجاوراً في مخيم بلاطة في نابلس، شمال الضفة الغربية.
تؤكد تحقيقات المركز، أنه لم يكن هناك أي تهديد أو خطر يستهدف الجنود لحظة استهداف الطفل، وأنه كان يمسك بهاتفه المحمول للتصوير بخلاف ادعاء الاحتلال أنه حاول إلقاء جسم كبير بيده تجاه أحد الجنود. وتدلل هذه الجريمة من جديد على وجود قرار عسكري وسياسي من على أعلى مستوى لدى الاحتلال باستخدام القناصة وإطلاق النار المباشر تجاه المدنيين الفلسطينيين بمن فيهم الأطفال بهدف القتل. فمنذ بداية العام، ارتفع عدد القتلى من الأطفال، إلى 75 طفلاً، منهم 12 في الضفة الغربية أغلبهم بحوادث مماثلة، و63 في قطاع غزة جميعهم خلال العدوان في مايو الماضي.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 3:30 فجر اليوم الثلاثاء الموافق 24/8/2021، اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، مخيم بلاطة للاجئين، شرقي مدينة نابلس. حاصرت القوة منزل عائلة المواطن سعد نمر أسعد الكعبي، 26 عاماً، في حارة عائلة الحشاش، شرقي المخيم، قبل أن تداهمه وتمكث به حوالي نصف ساعة، اعتقلت خلالها المواطن المذكور واقتادته معها. لحظة انسحاب القوة من المنزل، أطلق أحد جنود الاحتلال الذي كان يتمركز في الشارع، النار تجاه الطفل عماد خالد ابراهيم حشاش، 15عاماً، بينما كان يُصوّر الجنود عبر هاتفه المحمول من على سطح منزلهم المكون من أربعة طوابق، ما أدى إلى مقتل الطفل بعد إصابته بعيار ناري في الرأس. نقل الطفل بسيارة مدنية إلى مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس وهناك أكدت الطواقم الطبية مقتله.
وأفاد المواطن علي محمود حشاش، 25 عاماً، لباحث المركز، “من على سطح منزلي شاهدت نحو 40-50 من جنود الاحتلال ومعهم بعض الكلاب البوليسية، يتمركزون في الشارع مقابل منزل عائلة الكعبي الذي يبعد عدة أمتار عن منزلنا، وكنت أسمع بين الحين والآخر أصوات أعيرة نارية في أرجاء المخيم. وخلال ذلك انتبهت إلى أن الطفل عماد خالد حشاش يتواجد على سطح منزله المكون من 4 طوابق ويبعد حوالي 20 مترًا مقابل منزل الكعبي، ويقوم بتصوير الجنود في الشارع لحظة انسحابهم من المنزل. وسمعت صوت عيار ناري واحد ثم لم أعد أرى الطفل عماد. بعد لحظات سمعت صوت صراخ نساء في الحي، وعلمت أن عماد أصيب برصاصة الاحتلال في رأسه. أسرعت لمغادرة منزلي متجهًا إلى منزله، وخلال ذلك أطلقت قوات الاحتلال قنبلة غاز في الحي لتغطية انسحابها من المنطقة. وبعد انسحابها، نقلنا الطفل عماد وكان جثة هامدة ومصاباً في رأسه بسيارة مدنية إلى المستشفى وهناك أكدوا وفاته.”
لاحقا، ادعى جيش الاحتلال أن ما وصفها “أعمال شغب عنيفة” اندلعت شملت إلقاء الحجارة الأجسام المختلفة نحو القوات من أسطح مباني مجاورة حيث رصدت القوات مشتبهًا به يمسك بيديْه جسمًا كبيرًا محاولًا إلقائه على جندي كان يقف تحت المبنى. وأن أحد الجنود ردّ بإطلاق النار نحو المشتبه به ورصد إصابته.
تدحض تحقيقات المركز، وإفادة شاهد العيان، ادعاء الاحتلال، وتؤكد أن الطفل كان يحمل جهاز هاتف محمول لتصوير الجنود، وأنه كان بوضع يسمح للجنود بما لديهم من أجهزة رؤية بمشاهدته بوضوح وأنه لا يشكل أي تهديد أو خطر عليهم.
يشير المركز إلى تصاعد جرائم القتل التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين خاصة الأطفال منهم، بما في ذلك استخدام القناصة وإطلاق النار المباشر بهدف القتل وإيقاع الأذى والإصابات الخطيرة، وتؤكد التحقيقات بأن هذه الجرائم تمت دون أي مبرر وبما يخالف معايير إطلاق النار، إذ لم يكن هناك ما يشكل أي خطر أو تهديد على حياة الجنود.
يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، وضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.