ديسمبر 24, 2024
رغم إعلانها منطقة إنسانية: استهداف الاحتلال للنازحين في المواصي إمعان في جريمة الإبادة الجماعية
مشاركة
رغم إعلانها منطقة إنسانية: استهداف الاحتلال للنازحين في المواصي إمعان في جريمة الإبادة الجماعية

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المتكرر لخيام النازحين ولجان تأمين المساعدات في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة، التي سبق أن حددتها كمنطقة آمنة، وقتل 17 منهم وإصابة آخرين خلال أقل من 24 ساعة، في إمعان على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

ووفق المعلومات التي توفرت لباحثينا، فقد هاجمت طائرة مسيرة إسرائيلية، عند حوالي الساعة 19:30 من يوم الأحد 22 ديسمبر / كانون أول 2024، مجموعة مواطنين في محيط منطقة العطار، جنوب غرب مواصي خان يونس، مما أسفر القصف عن مقتل أحدهم وهو أدهم منير رسمي الرفاتي، 27 عاماً، وإصابة آخر بجروح. وعند حوالي الساعة 20:40، هاجمت طائرة مسيرة إسرائيلية بصاروخين معرشًا للنازحين في جنوب غربي المواصي غربي خان يونس، مما أسفر عن مقتل 10 مواطنين، بينهم 3 أطفال، وكان بين القتلى أب وطفلاه وشقيقان وشقيقان آخران، فيما أصيب عدد من المواطنين بشظايا والقذائف والنيران التي اشتعلت في المكان

وأفاد شاهد عيان لباحث المركز بما يلي:

“بينما كنت أمام خيمتي سمعت صوت انفجارين، ورأيت تناثر شظايا وانتشار غبار ولهب النيران على بعد نحو 20 مترا شمالا، فخرجت مسرعاً إلى الشارع المحاذي لأعرف ما حدث. شاهدت نيرانا تشتعل في معرش وفي أشجار زيتون بأرض مجاورة لنا، فيها عدد من خيام النازحين. اقتربت من المكان لتقديم المساعدة، فرأيت 5 أشخاص مصابين والنيران تشتعل في أجسادهم. بدأت أصرخ على النازحين وسكان المنطقة لإحضار مياه لإخماد النيران، وفورا تجمع سكان المنطقة وبدأنا بإطفاء النيران. ثم نادت عليّ والدتي وأبلغتني أن أختي، 34 عاما، أصيبت جراء القصف. دخلت إلى خيمتها القريبة من المكان وكانت ممددة على فراشها وهي فاقدة الوعي، تفقدتها وشاهدت الدماء تسيل من رقبتها. على الفور نقلتها أنا وزوجها إلى إحدى سيارات الإسعاف، وخلال ذلك شاهدت زوج أختي، 38 عاما، يسقط على الأرض، وتبين أنه مصاب بشظايا في ساقيه ولم يكن يشعر بالإصابة، فنقلناه مع زوجته إلى مستشفى الصليب الاحمر جنوب خان يونس، وهناك تبين بأن أختي مصابة في الصدر والرقبة وحولت إلى مستشفى ناصر، وأدخلت إلى العناية الفائقة لخطورة حالتها.”

وهاجمت طائرة مسيرة إسرائيلية، عند حوالي الساعة 00:15 من يوم الاثنين 23 ديسمبر/كانون أول 2024، عددًا من أفراد لجان تأمين المساعدات خلال تواجدهم على شارع الرشيد الساحلي في منطقة المواصي غرب مدينة رفح، ما أدى إلى مقتل 3 فلسطينيين، وإصابة 20 آخرين بجراح متفاوتة.  وقصفت طائرة إسرائيلية مسيرة عند حوالي الساعة 02:49، مركبة تقل مجموعة من أفراد تأمين المساعدات قرب بئر 19 جنوب غرب مواصي خان يونس، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم.  وأطلقت قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة عند حوالي الساعة 08:00 صباح اليوم نفسه تجاه خيام النازحين في منطقة المواصي غرب مدينة رفح، ما أدى إلى مقتل الشاب زياد جودة واصابة آخر بجراح خطيرة.

وتمتد منطقة المواصي من شمال غربي خانيونس، إلى غرب جنوبي رفح، بطول نحو 12 كم وعمق 1 كم، حددتها دولة الاحتلال منذ الأسابيع الأولى لهجومها العسكري على قطاع غزة، كمنطقة إنسانية، هجرت إليها مئات آلاف السكان الذين نصبوا الخيام، أو أقاموا داخل عرائش ودفيئات زراعية أو منازل أقارب ومعارف لهم.

وعلى الرغم من إعلان الاحتلال المواصي كمنطقة إنسانية إلاّ أنه واصل استهدافها بالقصف الجوي والمدفعي والهجمات البرية عدة مرات ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات من المواطنين.

إن تكرار واستمرار استهداف قوات الاحتلال للمنطقة الإنسانية في المواصي يؤكد مجدداً على عدم وجود أي مكان آمن في قطاع غزة، وأن قوات الاحتلال تجبر المدنيين على التجمع في أماكن محددة ثم تستهدفهم وتقتلهم في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة لليوم الـ 445 على التوالي.

ويدلل استمرار قوات الاحتلال في استهداف لجان تأمين شاحنات المساعدات، على سعي تلك القوات لنشر حالة الفوضى وإفشال أي ترتيبات محلية لإيصال المساعدات للنازحين، تكريسًا للتجويع واستخدام الطعام كسلاح من أسلحة الحرب.

يجدد المركز مطالبته المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفعال لإجبار دولة الاحتلال على وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفرض وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية التي فرضت تدابير مؤقتة لمنع ووقف ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.