أبريل 9, 2025
جريمة جديدة في الشجاعية: استهداف الاحتلال المربعات السكنية وقتل المدنيين لإجبارهم على التهجير القسري
مشاركة
جريمة جديدة في الشجاعية: استهداف الاحتلال المربعات السكنية وقتل المدنيين لإجبارهم على التهجير القسري

يعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن إدانته الشديدة، وبأقصى العبارات، الجريمة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والتي تمثّلت في قصف مباشر لمربع سكني مأهول، أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، في تصعيد خطير لجريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.

وهذه الجريمة ليست حادثًا معزولًا، بل تأتي في سياق سياسة إسرائيلية منهجية تستهدف المدنيين العزل، بغرض إيقاع أكبر عدد من الضحايا وتدمير شامل لمقومات الحياة وإجبار السكان على النزوح القسري دون توفر بدائل لإيوائهم، وسط حديث إسرائيلي علني عن خطط لتهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، مع استمرار الصمت والعجز الدولي عن إيقاف المذبحة المستمرة منذ 18 شهرًا.

ووفق المعلومات التي توفرت لطاقم المركز، ففي حوالي الساعة 09:25 من صباح اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025، هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، منزل لعائلة أبو عمشة في شارع بغداد بحي الشجاعية. أدى القصف العنيف إلى تدمير المنزل بالكامل، إضافة إلى تدمير منازل مجاورة لعائلات أبو الكاس، قنيطة، رجب، وعائلات أخرى. أسفر القصف عن مقتل 29 مواطنًا، بينهم 14 طفلًا و6 نساء، إضافة إلى إصابة أكثر من 60 آخرين بينهم أطفال ونساء، مع فقدان آخرين تحت الأنقاض، حيث وجه عدد منهم مناشدات لإنقاذهم. وجرت عمليات إنقاذ بإمكانيات بدائية قبل أن تتوقف في ساعات المساء مع تأكيدات بوجود المزيد من المفقودين تحت الأنقاض.

كما هاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 14:00 من اليوم نفسه، منزلًا لعائلة أبو غنيمة في الحي ذاته، مما أدى إلى مقتل 5 مواطنين آخرين وإصابة آخرين بجروح.

ويشهد حي الشجاعية تصعيدًا واسعًا في الهجوم البري الذي تشنه قوات الاحتلال منذ فجر الجمعة الماضية، حيث وسّعت قوات الاحتلال نطاق هجومها العسكري، مصحوبة بقصف جوي ومدفعي مكثف، بذريعة “توسيع منطقة التأمين الدفاعية وتعميق السيطرة” في المنطقة.

وفي اليوم ذاته، أصدرت قوات الاحتلال أوامر تهجير غير قانونية، طالبت خلالها إخلاء مناطق الشجاعية، الجديدة، التركمان، والزيتون الشرقي شرق مدينة غزة، ما أجبر آلاف السكان على النزوح سيرًا على الأقدام إلى مناطق غرب المدينة، فيما اضطر آخرون إلى التوجه جنوبًا عبر شارع الرشيد، وسط ظروف إنسانية كارثية ونقص حاد في الملاجئ والمرافق الصحية.

وفجر يوم الخميس الموافق 3 أبريل 2025، فجرت قوات الاحتلال روبوتًا مفخخًا بالمتفجرات قرب مربع سكني في شارع المنصورة بالحي ذاته، أعقبه قصف متتالٍ على عدد من المنازل المأهولة، تعود لعائلات: أبو هين، جندية، والسرساوي، ما أسفر عن مقتل 31 مواطنًا، من بينهم 15 طفلًا و5 نساء، بالإضافة إلى إصابة العشرات بجراح متفاوتة.

يجدد المركز تأكيده أن مواصلة الهجوم العسكري الإسرائيلي وتوسّعه المتصاعد يومًا بعد آخر، وسط صمت المجتمع الدولي وتقاعسه، يشكل وصمة عار على جبين الدول والمؤسسات التي تلتزم الصمت أو تبرر هذه الإبادة. ويعكس هذا الصمت حاجة ملحّة لتدخّل دولي عاجل يضع حدًا للجرائم والانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وانطلاقًا من مسؤولياته، يدعو المركز المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير فورية وجادة لوقف جريمة الإبادة الجماعية الجارية، وضمان محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم أمام العدالة الدولية. كما يطالب الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بالوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين من القتل الجماعي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *