جرائم الحرب بحق الأطفال: تقرير جديد حول مقتل 313 طفلاً خلال العدوان على غزة
تقرير جديد يكشف الحجم الحقيقي لعمليات قتل الاطفال على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة خلال العدوان الذي استمر لمدة 23 يوماً (27 ديسمبر 2008 – 18 يناير 2009).
أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اليوم تقريراً بعنوان “جرائم الحرب بحق الأطفال” في ضوء العدد غير المسبوق للأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال خلال العملية الأخيرة، حيث قتل 313 طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاماً. ويتضمن التقرير العديد من إفادات شهود العيان، ويسلط الضوء على استهداف إسرائيل على نطاق واسع للمدنيين العزل، بمن فيهم الأطفال، طوال فترة العدوان.
كانت عملية “الرصاص المصبوب” أوسع عملية عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة خلال نحو 42 عاماً من الاحتلال. قتل خلال العملية 1414 فلسطينياً، أثبتت تحقيقات المركز بأن الغالبية العظمى منهم (83%) كانوا من المدنيين. إحدى الحالات التي يستعرضها التقرير هي تلك المتعلقة بمقتل الطفلة فرح الحلو، البالغة من العمر 18 شهراً، بتاريخ 4 يناير 2009، حيث طلب من العائلة أن تخلي منزلها في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، ولكن بينما كان أفراد العائلة يحاولون الهرب، أطلق جنود الاحتلال النار عليهم. وقد أصيبت الطفلة فرح برصاصة في المعدة وبقيت تنزف إلى أن فارقت الحياة بعد ساعتين.
ويستعرض التقرير عدم اكتراث السلطات الإسرائيلية بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي، والذي يوفر الحماية للأطفال في الصراعات المسلحة، وعدم اتخاذ الاحتياطات المناسبة للتمييز بين المدنيين والأهداف العسكرية. ويتطرق التقرير بالتفصيل إلى القصف العشوائي للمنازل والمدارس التي لجأ إليها السكان الذين اضطروا إلى ترك منازلهم، والآثار النفسية للعدوان، والأعداد الكبيرة للإصابات الجسدية التي لحقت بصغار السن.
يقول المحامي راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان: “إننا نطالب بتحقيق مستقل وشامل في كافة الاعتداءات الموثقة التي ارتكبت بحق المدنيين خلال العدوان، ويجب محاسبة إسرائيل على الجرائم التي اقترفتها بحق السكان المدنيين في غزة، بما في ذلك جرائم الحرب التي اقترفتها بحق الأأطفال. لا يمكننا أن نسمح بأن تصبح حيوات هؤلاء الأطفال مجرد إحصائيات في كتب تاريخ الشرق الأوسط.”
يدعو المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى حثّ إسرائيل على احترام حقوق الإنسان للفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة. “من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل منع المزيد من القتل،” أضاف الصوراني.
ويوصي المركز بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في عمليات قتل الأطفال، ويجب أن تفي هذه اللجنة بالمعايير الدولية للاستقلالية والشفافية، وأن تنشر نتائج تحقيقاتها على الملأ.
ملاحظات:
1. صدر التقرير بتاريخ 14 مايو 2009.
2. استخدم المركز تعريف الطفل الوارد في اتفاقية حقوق الطفل والذي يعتبر أن الطفل هو أي ولد أو بنت دون 18 عاماً.
3. علاوة على الـ 313 طفلاً الذي قتلوا على أيدي قوات الاحتلال، قتل أيضاً سبعة أطفال فلسطينيين مقاتلين.
4. قائمة بأسماء الأطفال الذين قتلوا ملحقة بالتقرير.
5. تأسس المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في عام 1995، وهو مركز حقوق إنسان فلسطيني مستقل مقره مدينة غزة، هدفه العمل على حماية حقوق الإنسان، ودعم مبدأ سيادة القانون، وتعزيز الثقافة الديمقراطية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويتمتع المركز بصفة استشارية خاصة لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، وبعضوية كل من: لجنة الحقوقيين الدولية – جنيف، والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان – باريس، والشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان – كوبنهاجن، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان – القاهرة. والمركز حائز على جائزة الجمهورية الفرنسية لحقوق الإنسان لعام 1996، وجائزة برونو كرايسكي للإنجازات المتميزة في ميدان حقوق الإنسان لعام 2002.