مايو 2, 2023
ترك المعتقل المضرب عن الطعام خضر عدنان في زنزانته دون رعاية صحية هو قرار بقتله
مشاركة
ترك المعتقل المضرب عن الطعام خضر عدنان في زنزانته دون رعاية صحية هو قرار بقتله

المرجع: 45/2023

التاريخ: 2 مايو 2023

التوقيت: 08:30 بتوقيت جرينتش

أعلن صباح اليوم عن وفاة المعتقل خضر عدنان، الذي يخوض إضراباً عن الطعام منذ 87 يوماً، احتجاجاً على اعتقاله إدارياً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.  وقد وجد عدنان في زنزانته مغشي عليه، فجر اليوم، قبل أن يعلن وفاته لاحقاً، بعد نقله للمستشفى.

وادعت سلطات الاحتلال أن عدنان رفض الخضوع لفحوصات طبية وتلقي العلاج الطبي، ووجد صباح اليوم في زنزانته وهو مغمى عليه. وجراء ذلك خضع لمحاولة إنعاش، ثم تم نقله إلى مستشفى اساف هاروفيه، حيث أعلن عن وفاته.

يحمّل المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، السلطات الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة عن وفاة المعتقل الفلسطيني، خضر عدنان، ويطالب المجتمع الدولي بإجراء تحقيق فوري ومستقل في ظروف وفاته، بما في ذلك إصرار السلطات الإسرائيلية على رفض الإفراج عنه رغم التدهور الخطير في حالته الصحية.

قوات الاحتلال تعلم جيداً ظروفه الصحية، خاصة وأن له سلسلة طويلة من الإضرابات عن الطعام التي خاضها احتجاجاً على اعتقاله إدارياً، وأنه يحتاج رعاية صحية ملائمة.  ورغم ذلك، وبعد نحو ثلاثة شهور من الإضراب المفتوح عن الطعام، كان ما يزال محتجزاً في زنزانته دون رعاية.  إن تركه في هذه الظروف المأساوية هو عمل غير أخلاقي وغير إنساني وهو قرار بإعدامه مع سبق الإصرار.  نطالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق الفوري في وفاته ومحاسبة المسؤولين الاسرائيليين عن هذه الجريمة. “

المحامي، راجي الصوراني، مدير المركز

وكان خضر عدنان محمد موسى، 45 عاماً، وهو متزوج، وأب لـ 9 أبناء، قد شرع في الإضراب عن الطعام منذ لحظة اعتقاله من منزله ببلدة عرابة، غرب جنين، بتاريخ 5 فبراير 2023، احتجاجاً على اعتقاله إدارياً.  ولم تستجب سلطات الاحتلال لمطالب عدنان، بل رفضت أيضاً السماح لعائلته بزيارته رغم، تدهور حالته الصحية، وظهور علامات التعب والإرهاق عليه.  وفقط تمكنت زوجته من عبر شاشة الفيديو كونفرانس خلال جلسات المحاكم التي عقدت له، وكانت آخرها يوم أول من أمس.  ورفضت محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية الاستجابة لطلب الإفراج عن خضر عدنان الذي ظهر عبر الفيديو كونفرس، من مكان احتجازه، أمام المحكمة وهو في حالة إعياء شديد، وقال: إنه يموت، وفقد جزءًا كبيرًا من ذاكرته، وفق ما أفادت به زوجته التي حضرت الجلسة.  وأكدت زوجته أن الاحتلال رفض نقل زوجها إلى مستشفى مدني وواصل حجزه في ظروف غير ملائمة في مستشفى الرملة رغم التدهور الخطير في حالته الصحية وفقدانه الوعي عدة مرات.

يشار إلى أن عدنان قد خاض 5 إضرابات مفتوحة عن الطعام، احتجاجاً على اعتقاله الإداري، وكان يفرج عنه في كل مرة بعد حدوث تدهور على حالته الصحية، ثم تعود قوات الاحتلال اعتقاله مرة أخرى.  وفي المجمل، اعتقل عدنان 14 مرة، وأمضى أكثر من 8 سنوات في السجون الإسرائيلية.

جدير بالذكر أن هذا هو المعتقل الثاني الذي يتوفى في السجون الإسرائيلية منذ بداية العام الجاري، بعد وفاة المواطن أحمد أبو علي، 48 عاما، الذي كان معتقلاً في سجن النقب، نتيجة لتدهور حالته الصحية، حيث تم نقله الى مستشفى سوروكا، في 10 فبراير الماضي.

وتسلط وفاة المعتقل خضر موسى الضوء على حالة التدهور العام في أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذين يزيد عددهم عن (4900) معتقل فلسطيني، بينهم العشرات من المرضى.  كما تسلط الضوء أيضاً على معاناة نحو (600) معتقل إداري دون تهمة أو محاكمة، في انتهاك صارخ لحقهم في المحاكمة العادلة، بما يشمله ذلك من حقه في تلقي الدفاع الملائم ومعرفة التهم الموجهة إليه. ويأتي انتهاك الاعتقال الإداري لحق المتهم في المحاكمة العادلة من طبيعة الاعتقال الإداري نفسه، الذي ينفذ وفق أمر إداري فقط دون أي قرار قضائي، وبطريقة تمس الإجراءات القضائية النزيهة، بما في ذلك إجراءات المحاكمة العادلة.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ يحمل المسؤولية الكاملة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي عن وفاة المعتقل خضر عدنان، وعن حياة مئات المعتقلين الذين قد يواجهون المصير نفسه في حال استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمد نتيجة احتجازهم في ظروف غير صحية وعدم تلقيهم الرعاية الملائمة لهم، فإنه في الوقت ذاته:

  • يطالب بإجراء تحقيق فوري في ظروف وفاة خضر عدنان، بما في ذلك إصرار السلطات الإسرائيلية على رفض الإفراج عنه رغم التدهور الخطير في حالته الصحية.
  • يحث اللجنة الدولية للصليب الأحمر على زيادة فعالية متابعتها لأوضاع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وظروف احتجازهم.
  • يطالب المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على احترام قواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعة والالتزام بالقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء.
  • يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوضع حد لسياسة الاعتقال الإداري واستخدامها التعسفي وغير القانوني من قبل دولة الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين.
  • يطالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ولجنة التحقيق المنبثقة عنه التحقيق الفوري في وفاة خضر عدنان.