يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة مقتل خمسة مدنيين فلسطينيين، بينهم طفلان، وإصابة 4 آخرين بجروح، مساء أمس، جراء إصابتهم بأعيرة نارية، خلال مواجهات رافقت قمع قوات الاحتلال تظاهرات تضامنية مع قطاع غزة، في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية. وتدلل هذه الجرائم على تساهل قوات الاحتلال في تعليمات إطلاق النار، والقتل دون أي مبرر، بحماية من أعلى المستويات العسكرية والسياسية في إسرائيل.
ووفق المعلومات التي توفرت لطاقم المركز، كانت الحوادث على النحو الآتي:
في قلقيلية، تظاهرت في حوالي الساعة 07:00 مساء السبت 7/10/2023، مجموعة من الفتية قرب المعبر الشمالي للمدينة (معبر ايال)، واندلعت مواجهات وأعمال رشق حجارة في المنطقة. على الفور أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة في المدخل المذكور النار تجاه الفتية مباشرة. أسفر ذلك عن إصابة الطفل أحمد عبد الناصر رابي، 13 عاما، بعيار ناري في الخاصرة اليسرى، نقل إثرها إلى مشفى محلي، وأعلن عن وفاته بعد عدة دقائق من وصوله.
وفي رام الله، مساء اليوم نفسه، انطلقت مسيرة حاشدة شارك فيها عشرات المواطنين تجاه المدخل الشمالي لمدينة البيرة قرب حاجز المحكمة العسكري المقام عند مدخل “مستوطنة بيت إيل” شمال مدينة البيرة، وأشعلوا إطارات سيارات وسط اندلاع مواجهات. على الفور قمعت قوات الاحتلال المتظاهرين وأطلقت قنابل الصوت والغاز، والأعيرة المعدنية، والنارية تجاههم. أسفر ذلك عن إصابة 4 مواطنين، أحدهم المواطن عمرو يوسف عابد،19 عاما، وأصيب بعيار ناري في رأسه عن مسافة حوالي 50 متراً. وقد نقل المصاب إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله، وأعلن الأطباء لاحقاَ عن وفاته متأثرا بإصابته الخطيرة.
وفي أريحا، وفي وقت متزامن، قمعت قوات الاحتلال المتمركزة على مدخل المدينة الشمالي، تظاهرة شارك فيها عشرات المواطنين، واندلعت مواجهات أطلقت خلالها تلك القوات أعيرة معدنية ونارية، وقنابل صوت وغاز تجاه المتظاهرين. أسفر ذلك عن إصابة مواطنَين، أحدهما: كرم ناصر العايدي، 22 عاما، وأصيب بعيار ناري في الرأس عن مسافة لا تزيد عن 30 متراً، ونقل المصابان إلى مستشفى اريحا الحكومي للعلاج، ولاحقا أعلن الأطباء عن وفاة العايدي متأثرا بإصابته الحرجة.
وفي الخليل، انطلقت تظاهرات في أكثر من منطقة سرعان ما تحولت إلى مواجهات مع قوات الاحتلال التي أطلقت أعيرة نارية وقنابل صوت وغاز تجاه المتظاهرين. أسفر ذلك عن مقتل الطفل يوسف نادر ادريس، 16 عاماً، وأصيب بعيار ناري في صدره، والمواطن محمود باسم اخميس، 18 عامًا، وأصيب بعيار ناري في صدره.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل جديًّا في الوضع الفلسطيني.
ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة.