يناير 15, 2024
المعاناة تشتد، والسؤال: متى تنتهي الحرب؟
مشاركة
المعاناة تشتد، والسؤال: متى تنتهي الحرب؟

المواطن خلدون أبو دقة، 29 عامًا، أعزب، ضمن أسرة من 7 أفراد، سكان عبسان الكبيرة شرق خانيونس.

بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، حرباً قاسيةً على الشعب الفلسطيني. كانت اللحظات الأولى صعبة جدًا. ونتيجة لصعوبة الوضع في منطقتنا الحدودية، اتخذنا قرارًا بالنزوح إلى بيت خالتي أم محمد (52 عامًا)، وتسكن في منزل من طابقين في بلدة بني سهيلا بخانيونس، وتبين لنا وجود نازحين آخرين لديها، وكان عددهم ما يقارب 22 شخصاً.

في أول أسبوع من العدوان زادت حدة القصف من الاحتلال على مناطق شرق خانيونس ومطالبة السكان بإخلاء شرق خانيونس والذهاب الى وسط البلد.

كانت الأوضاع في شرق خانيونس صعبة ومرعبة نتيجة لقصف الطيران الاسرائيلي المدمر وصوت المدافع وطائرات الاستطلاع التي كانت بشكل غير طبيعي في مناطق مختلفةً.

كل يوم كنا نسمع عن شهداء ومصابين وقصف منازل على رؤوس قاطنيها، ومن ذلك مجزرة ضد أفراد من عائلة أبو دقة بقصف منزلهم على رؤوسهم، راح ضحيتها 22 شهيدًا، بتاريخ 9/ 10 تقريبًا وغيرها من المجازر المختلفة.

كانت الليلة الثالثة في 10/ 10، ليلة صعبة وقاسية نتيجةً للقصف المتواصل في مناطق مختلفة ومجاورة لنا. كان هناك الكثير من الدمار في مناطق مختلفة نتيجة للأحزمة النارية من الطائرات الحربية والقصف المدفعي الاسرائيلي.

لحظة الإعلان عن هدنة إنسانية صباح 24/11/2023، ذهبنا الى منطقتنا مشيًا على الأقدام لانعدام المواصلات، وشاهدت حجم الدمار الكبير الذي حل بمنطقتنا وخصوصًا منزلنا فتذكرت جميع ذكرياتنا وجمال أيامنا في هذا المنزل، حيث كنت أقمت منزلاً حديثًا من أجل فتح بيت عائلي لي. وقتها شعرت باليأس لما حلّ بنا.

ذهبت إلى محلي التجاري وهو عبارة عن بقالة لبيع المواد الغدائية والمنظفات، فتبين لي أنه قد تعرض للنهب والسرقة.

في صباح اليوم الأخير من الهدنة التي استمرت أسبوعًا، تحديدًا الساعة السابعة صباحا، عاد القصف من جديد وأصبح صوت انفجارات المدافع والبوارج البحرية في كل مكان. وبدأ الناس الذين عادوا لمنازلهم خلال أيام الهدنة بالعودة لمراكز الإيواء، وأصبحت الأمر تصعب يوماً بعد يوم.

بتاريخ 3/ 12 /2023، توغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي في مناطق شرق خانيونس في تمام الساعة الواحدة صباحًا، حيث قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بفصل شبكات الاتصالات ومنع الاتصال، وتم فصل شرق خانيونس عن غرب خانيونس، وجرى ذلك وسط قصف عنيف جدا.

قمنا في اليوم الاول من الاجتياح الاسرائيلي بالنزوح أنا وعائلتي والنازحين معنا إلى مدرسة طيبة المفتوحة كمركز إيواء، غرب عبسان الكبيرة. كان قرار الخروج صعب جدا، ولكن لا خيار غيره لنا، قمنا بتجهيز أنفسنا وأمورنا الخاصة بشكل سريع والخروج من أمام منزل خالتي والتوجه الى الشارع، حيث لحظة الخروج لاحظنا اقتراب طائرة مسيرة للاحتلال قامت بتصورنا وسارت معنا طريق سيرنا، وكانت الذبابات الإسرائيلية تبعد عنا حولي 500 متر تقريبًا، سرنا في الطريق حتى الوصول الى مدرسة طيبة. كانت الليالي الأولى صعبة وصوت القصف والمدافع يشتد وصوت الرصاص عنيف جدا.

كان وضع النازحين صعبا بسبب عدم توفر المأكل والمشرب وعدم توفر الاحتياجات الأساسية والضرورية، والتواصل مع جهات الاختصاص صعب وانقطع لفترة كبيرة، كانت الأمور تزداد سوءا يوما تلو الآخر.

بعد فترة أسبوع من الاجتياح، قام الصليب الأحمر بزيارة المدارس والنظر لوضع النازحين وتم الوعد بتنسيق للعمل لإدخال المساعدات الذي تساعدنا على البقاء على قيد الحياة.

بعد فترة تم إيصال المساعدات ولكنها لم تكن تكفي احتياجات الناس الموجودين في المكان، حيث توجد عدة مدارس بها نازحين منها مدرسة خنساء ومدرسة الكرمي.

بعد أسبوعين من الإقامة في مدرسة طيبة وبسبب صعوبة الأوضاع في المكان وبسبب نقص المواد الغدائية والقصف العنيف، غامرنا وخرجنا بتاريخ 20//202312 تقريبًا إلى منطقة مستشفى غزة الأوروبي، والانتقال بعدها إلى مدينة رفح للنزوح فيها؟

من لحظة الأولى للوصول بدأت معاناة جديدة، إقامة خيمة من الخشب والبلاستيك بتكلفة تصل إلى حدود 1600 شيكل تقريبًا، كانت الأسعار خيالية والأوضاع المعيشية صعبة مع وضع مادي سيء. معاناتنا مستمرة جراء القصف والنزوح وحالنا وحال الناس يبكي، فإلى متى تستمر هذه الحرب؟ ومتى تنتهي الإبادة الجماعية والحرب على غزة!؟ نتمنى أن ينتهي الأمر بأسرع وقت ممكن ونعود لبيوتنا سالمين ونحن بألف خير.