المرجع: 99/2018
التاريخ: 18 سبتمبر 2018
التوقيت: 11:00 بتوقيت جرينتش
توفي المعتقل لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي محمد الخطيب، من سكان بلدة بيت ريما، شمال غربي مدينة رام الله، بعد ساعات قليلة من اعتقاله على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح هذا اليوم. يطالب المركز بالتحقيق الفوري والمحايد في ظروف وملابسات وفاته، ويعبر عن قلقه البالغ من أن تكون قوات الاحتلال قد مارست التعذيب ضده فور اعتقاله.
واستناداً لتحقيقات المركز، وإفادات شهود العيان، ففي حوالي الساعة 6:00 صباح هذا اليوم، الثلاثاء الموافق 10/9/2018، تسللت مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى بلدة بيت ريما، شمال غربي مدينة رام الله. استخدم الجنود في عملية التسلل مركبة مدنية من نوع “فولجسفاجن – كرافيل” بيضاء اللون، وتحمل لوحة تسجيل فلسطينية. توقفت السيارة بالقرب من منزل عائلة المواطن محمد زغلول قاسم الخطيب، 24 عاماً، وترجل جنود الاحتلال من داخلها، واقتحموا غرفة نومه، ثم انهالوا عليه بالضرب الوحشي، قبل اعتقاله، واقتياده معهم. وفي ساعات الصباح اتصل ضابط إسرائيلي بشقيق المذكور، وسأله إن كان محمد يعاني من أمراض معينة، ونفى أن يكون شقيقه يعاني من أية أمراض. وبعد وقت قصير تلقت العائلة اتصالاً هاتفياً من الارتباط الفلسطيني، أبلغها من خلاله بوفاة ابنها. والخطيب جريح سابق، حيث أصيب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قدمه قبل نحو سنة ونصف. يشار إلى أن سلطات الاحتلال تحتجز جثمانه، ولم تسلّمه لعائلته، أو للجهات الفلسطينية المختصة، حتى إعداد هذا البيان.
وأفاد شقيق المواطن المذكور، بشير الخطيب، لباحثة المركز، بما يلي:
{{استيقظت على صوت صراخ أخي محمد المرتفع، فتوجهت فوراً إلى غرفة نومه، وهي منفصلة عن منزلنا الرئيس بمسافة 10 أمتار تقريباً. وفور وصولي شاهدت 10 من جنود الاحتلال يعتدون عليه بالضرب المبرح، وبشكل همجي، باستخدام أسلحتهم وأقدامهم على كافة أنحاء جسده. حاولت إبعادهم عنه، لكن أحد الجنود أبعدني بالقوة، وكبّل يديّ، واحتجزني الجنود مع والدتي وشقيقاتي داخل غرفة في المنزل. بعد حوالي 5 دقائق انقطع صوت صراخ أخي، وشاهدت أحد الجنود يحمله على كتفه باتجاه مركبة بيضاء، واقتادوه معهم. وفي تمام الساعة 9:00 صباحاً، تلقيت اتصالاً من ضابط إسرائيلي، يسألني إذا كان محمد يعاني من أمراض فأجبته بأنه سليم، ولا يعاني من أي مرض، وبعدها أغلق الهاتف بشكل مفاجئ. وتلقيت اتصالاً من قبل جهاز الارتباط الفلسطيني في مدينة رام الله يخبرني باستشهاد محمد}}.
هذا وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه فتح تحقيقا في ظروف وفاة الخطيب. وجاء في بيان له أن “قواته توجهت لاعتقاله، وخلال الاعتقال فقد المذكور وعيه، وقدّم له أفراد القوة علاجاً ميدانياً، ثم نقل إلى المستشفى، وهناك أعلن الأطباء عن وفاته”. وادعى الجيش أنه لم تقع مقاومة، أو أعمال عنف خلال عملية الاعتقال”!!
يشار إلى أن هذه الجريمة هي الثانية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي في ظروف مماثلة خلال العام الجاري. ففي تاريخ 22/2/2018، قضى المواطن ياسين عمر السراديح، 33 عاماً، من سكان مدينة أريحا، نحبه بعد ساعات قليلة من اعتقاله على أيدي قوات الاحتلال بعد تعرضه للضرب العنيف على أيدي جنود الاحتلال. وفضلاً عن هاتين الجريمتين توفي الأسير عزيز موسى سالم عويسات، 53 عاما، من سكان قرية جبل المكبر، جنوب شرقي مدينة القدس الشرقية المحتلة، بتاريخ 20/5/2018 في مستشفى “أساف هروفيه” الإسرائيلي التي نقل إليها من سجن “أيشل مطلع شهر مايو الماضي إثر إصابته بجلطة دماغية. وقبل إصابته بالجلطة روى الأسير عويسات لأحد الأسرى أنه تعرض للضرب والتنكيل في سجن “أيشل” بإدعاء قيامه بسكب المياه الساخن على أحد السجانين.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وإذ يشير إلى تعرض المواطنين الفلسطينيين منذ اللحظات الأولى لاعتقالهم للضرب العنيف، والتعذيب الجسدي والنفسي والمعاملة الاإنسانية والحاطة بالكرامة، فإنه يطالب بما يلي:
1) إجراء تحقيق فوري ومحايد في ظروف وفاة المعتقل الخطيب في ظلّ توفر شبهات حول تسبّب ما تعرض له من ضرب وحشي بوفاته.
2) اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيادة فعالية متابعتها لأوضاع الأسرى و المعتقلين الفلسطينيين و العرب في السجون الإسرائيلية و ظروف احتجازهم.
3) المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على احترام قواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وتحديداً اتفاقية جنيف الرابعة و الالتزام بالقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء.