المرجع: 11/2022
التاريخ: 08 فبراير 2022
التوقيت: 12:25 بتوقيت جرينتش
يدين المركز بأشد العبارات الأحداث المؤسفة والأوضاع الأمنية المتدهورة التي تشهدها مدينة الخليل، بما في ذلك الاشتباكات المسلحة العنيفة التي أدت لإصابة مواطنين بالرصاص وترويعهم وإحراق منازل ومحال تجارية والاعتداء على حريات وممتلكات المواطنين. ويدعو المركز الحكومة الفلسطينية لاتخاذ التدابير اللازمة وفرض سيادة القانون.
ويطالب المركز النيابة العامة بالتحقيق الجدي في ظروف هذه الأحداث وتقديم المتورطين فيهما للعدالة، ويطالب الأجهزة المكلفة بإنفاذ القانون باتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها ضبط سلاح العائلات، وفرض سيادة القانون، خشية الانزلاق إلى مرحلة الفلتان الأمني وما تشكله من خطر على السلم الأهلي والمجتمعي.
وتشهد مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، منذ يوم الخميس الماضي، اشتباكات عائلية مسلحة بين أكثر من طرف، على أكثر من محور، استخدم خلالها عشرات المسلحين الأسلحة الرشاشة، وأسفرت عن إصابة شخصين بجراح، أحدهما طفل. رافق ذلك إطلاق النار على المنازل، وسط الأحياء السكنية المكتظة، وترويع المواطنين، وإحراق مركبات ومحال تجارية، مما أدى إلى شل حياة المواطنين في المدينة منذ نحو أسبوع.
وقد اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة مساء يوم الخميس الموافق 3 فبراير 2022، بين أطراف من عائلة الرجبي، وسط مدينة الخليل، بسبب خلافات داخلية، غير أنها لم تسفر عن إصابات، لكنها خلقت حالة من الرعب في صفوف المواطنين نتيجة كثافة النيران التي استخدمت في الشجار. كما تدور اشتباكات مسلحة بين عائلتي الجعبري والعويوي (أبو عيشة)، منذ يوم الأحد 6 فبراير، على خلفية ثأر قديم، قتل فيه شخصان من الطرفين. وتجدد الاشتباك بعد أن أطلق مسلحون، مساء الأحد، النار بشكل عشوائي تجاه عدد من المنازل السكنية في حارتي أبو سنينة والجعبري، مما أسفر عن إصابة مواطن وطفل بجراح، وهما داخل منزليهما. وفي أعقاب ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة تخللها، إطلاق نار تجاه محال تجارية تملكها عائلتا العويوي والجعبري.
وعقب ذلك، انتشرت الأجهزة الأمنية في المدينة ونصبت الحواجز على عدة مداخل فيها، فيما أعلنت الشرطة الفلسطينية عن اعتقال عدة أشخاص وضبط قطع سلاح وأعيرة نارية.
وتجددت الاشتباكات صباح يوم الاثنين 7 فبراير، حيث هاجم مسلحون بأسلحة رشاشة مركز شرطة المدينة في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، وأطلقوا النار بشكل عشوائي تجاه قوات الأمن المنتشرة في المكان. وردت الأجهزة الأمنية بإطلاق النار ولم يبلغ عن أي إصابات.
واستمرت الاشتباكات بين طرفي المشكلة، وسط انتشار مكثف لمسلحين من العائلتين، تخلله إطلاق نار تجاه المنازل والمحال التجارية وإحراق العديد من المنشآت التجارية في المدينة لكلا العائلتين.
يعبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قلقه من تنامي مظاهر العنف المجتمعي، بما في ذلك استخدام الأسلحة النارية خلال الشجارات العائلية والشخصية في الآونة الأخيرة والاعتداء على سيادة القانون، مما يهدد السلم الأهلي والمجتمعي. ويطالب الأجهزة المختصة بملاحقة المسؤولين عن هذه الحوادث، وتوفير الحماية للمواطنين واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامتهم، وبإجراء كل ما يلزم لمنع مثل هذه الحوادثـ، والوصول لحالة السلم الأهلي وسيادة القانون.