المرجع: 90/2021
التاريخ: 25 يونيو 2021
التوقيت: 17:00 بتوقيت جرينتش
فرقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالقوة تجمعاً سلمياً شارك فيه ممثلو فصائل وقوى فلسطينية، وممثلون عن مؤسسات حقوقية، وسط مدينة رام الله، ظهر أمس، احتجاجاً على وفاة الناشط الفلسطيني، نزار بنات، الذي توفي فجر اليوم نفسه خلال اعتقاله من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية، في مدينة الخليل. وأطلق أفراد الأمن القنابل المسيلة للدموع على المحتجين، مما أدى إلى إصابة أحدهم بشظايا في رأسه، فيما اصيب العديد باختناق نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع. كما اعتدى أفراد الأمن بالضرب على أحد المشاركين، وقام آخر بدفع صحفية وأخذ هاتفها النقال ومنعها من التصوير.
يدعو المركز الحكومة الفلسطينية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها وقف تلك الانتهاكات واحترام الحريات العامة للمواطنين والحريات الصحفية المكفولة دستورياً ووفق المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
ووفقا لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، في حوالي الساعة 1:00 ظهر يوم أمس الخميس الموافق 24 يونيو2021، انطلقت مظاهرة سلمية، بمشاركة عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية وممثلين عن مؤسسات حقوق الانسان، من وسط دوار المنارة في مدينة رام الله تجاه مقر المقاطعة في شارع الارسال، وذلك احتجاجاً على مقتل الناشط الفلسطيني نزار بنات، فجر اليوم، خلال اعتقاله من قبل أفراد الأمن الفلسطيني. حمل المتظاهرون صور الضحية بنات، ورددوا هتافات تطالب بمحاكمة المسؤولين عن مقتله، وهتافات أخرى تطالب الرئيس الفلسطيني بالرحيل. وعلى إثر ذلك، حضرت قوة كبيرة من أفراد الاجهزة الأمنية الفلسطينية، لتفريق التظاهرة. وحسب مشاهدة باحثة المركز خلال تواجدها هناك، حاول المتظاهرون الوصول الى مقر المقاطعة الواقع في حي الارسال شمالي مدينة رام الله، غير أن أفرد الأجهزة الامنية منعوهم من الوصول إليه، وقاموا بإلقاء القنابل الغازية المسيلة للدموع تجاههم. وحدثت مواجهات بين المحتجين وأفراد الأجهزة الامنية، حيث رشق المتظاهرون أفراد الأجهزة الأمنية بالحجارة. وأسفر إطلاق القنابل الغازية عن اصابة المواطن محمد جابر حمد، ٢٩عاما، بشظايا قنبلة غازية في منطقة مقدمة الراس، نقل على إثرها إلى مستشفى الرعاية التخصصي وسط المدينة لتلقي العلاج، بالإضافة الى اصابة عدد من المتظاهرين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. كما اعتدى عناصر الأمن على المواطن هيثم محمد نزار سياج، 22 عاماً، بالضرب المبرح بواسطة العصي والهراوات. وأفاد سياج للمركز، بأن قوة كبيرة من الأمن نصبت الحواجز في شارع الإرسال لمنع وصول المحتجين لمقر المقاطعة، ووقع تدافع بالأيدي بين المحتجين وبين عناصر الأمن في محاولة من المحتجين للتقدم نحو مقر المقاطعة، وأطلق عناصر الأمن القنابل الغازية بكثافة. وأثناء محاولته تجاوز عناصر الأمن، قام اثنان منهم بضرب سياج على جسده بعصي وهراوات، ومن ثم قام آخر بضربه بالهراوة على راسه، لدى محاولته النهوض. واستمر المحتجون بترديد شعارات تندد بالسلطة، وتهتف لنزار بنات، أمام الحاجز الذي نصبه أفراد الأمن. وفي غضون ذلك، هاجم أحد أفراد الأمن الصحفية نجلاء زيتون، 36 عاماً، وقام بمصادرة هاتفها النقال، ومنعها من التصوير، ودفعها، غير أنها بعد مشادات معه استطاعت استرجاع هاتفها. واستمرت التظاهرة حتى الساعة 6:00 مساءَ.
وفي حوالي الساعة 8:00 مساء يوم أمس، تجددت الاحتجاجات، حيث انطلقت تظاهرة من وسط دوار المنارة باتجاه مقر المقاطعة في حي الإرسال، وتوقفت أمام حاجز أفراد الأجهزة الأمنية وسط شارع الإرسال، وهتف المتظاهرون عبارات: “افتحوا الطريق… افتحوا الطريق”، و”يسقط يسقط حكم العسكر”، و”لنزار التحية”. أطلق عناصر الأمن قنابل الغاز بكثافة لتفريق المتظاهرين، ولم تقع اصابات.
وشيع آلاف المواطنين اليوم، بعد صلاة الجمعة، جثمان بنات في مسقط رأسه في الخليل، أطلق خلالها مسلحون غاضبون النار في الهواء. ولم يتواجد عناصر الأمن في المكان، وانفضت الجنازة دون أحداث تذكر.
يؤكد المركز على أن الحق في التجمع السلمي مكفول وفق القانون الأساسي الفلسطيني ووفق المعايير الدولية لحقوق الانسان. ويشدد المركز على ضرورة احترام السلطة الوطنية الفلسطينية للدستور ولالتزاماتها الدولية بموجب العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966، الذي تضمن عدم جواز وضع قيود على ممارسة الحق في التجمع السلمي.
ويطالب المركز السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس الوزراء الفلسطيني، وبصفته وزيراً للداخلية، بالعمل وبشكل جدي على تقييد تجاوزات الأجهزة الأمنية للحقوق والحريات المحمية بالقانون الأساسي الفلسطيني والقوانين الدولية الملزمة لفلسطين.